الفنان الضابط والتعريشة التي أنقذته من مطاردة قوات الاحتلال
الفنان صلاح ذو الفقار له حكاية شهيرة لأنه كان أحد رجال البوليس الذين قاوموا الاحتلال الإنجليزي مع الملازم مصطفى رفعت وهربا سويًا بعد تفجير أحد معسكرات الاحتلال الإنجليزي في عملية فدائية سبقت ملحمة الإسماعيلية الشهيرة في 25 يناير عام 1952.
فبعد حصار مبنى محافظة الإسماعيلية من قبل قوات الاحتلال، انضم صالح ذو الفقار لزميليه مصطفى رفعت والدسوقي، واتفقا على العودة إلى مصر للانضمام للمقاومة الشعبية، وطلبا من مدير كلية الشرطة آنذاك، فوافق على تدريبهم قوات البوليس المصرية بعد حصولهم على فرقة قتال ثم عادوا إلى الإسماعيلية لصفوف المقاومة.
عيد الشرطة
نفذ الملازم مصطفى رفعت والفنان صلاح ذو الفقار عملية تفجير لأحد مواقع القوات الإنجليزية وحصلت مطاردتهم من قوات الإنجليز انتهت باختفائهم داخل منزل أحد المواطنين ولما طاردت قوات الإنجليز ذو الفقار وزميله هربا من أعلى أسطح المنازل وأثناء سيرهم فوق سطح أحد المنازل هبطت بيهم تعريشة من الخشب وسقطا، ووجدا نفسيهما بجوار أهل منزل يتناولون الطعام، ولما أخبرهم ذو الفقار بمطاردة جنود الاحتلال لهما، وروى لهم التفاصيل احتضنهما أهل المنزل وتخفيا في المنزل لمدة 24 ساعة، ثم عاودوا للمقاومة مرة أخرى حتى يوم 25 يناير 52، حينما أخبرهم أحد الفدائيين بحصار الإنجليز لمبنى المحافظة، ودارت معركة شرسة غير متكافئة وظلوا يقاومون في معركة وملحمة خلدها التاريخ.
اسمه الحقيقي صلاح الدين أحمد مراد ذو الفقار، لُقب بالفارس وكان متفوق في دراسته، وأحد أبطال مصر في الملاكمة وحصل على بطولة الجمهورية في الملاكمة سنة 1947، التحق بكلية البوليس عام 1946، وتخرج منها عام 1949 وكان مدرس في كلية الشرطة، ثم ترك البوليس والتحق بمجال الفن.
وتحتفل مصر اليوم بعيد الشرطة والذي يوافق 25 يناير من كل عام، ذكرى غالية في سجل الوطنية المصرية، وهي معركة الإسماعيلية المجيدة، التي تجسدت فيها بطولات رجال الشرطة وقيم التضحية والفداء والاستبسال؛ دفاعًا عن تراب الوطن وكانت وبحق ملحمة كفاح ونضال ستظل على مر العصور شاهدة على نبل البطولة وشرف الصمود كما سيتم تكريم منى ذو الفقار ابن الفنان الراحل.
