الخميس 25 أبريل 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

رحلة الحياة وتنوع العلاقات

الأربعاء 15/مارس/2023 - 11:46 م

في رحلة الحياة نعرف العديد من البشر وذلك في مراحل أعمارنا المختلفة، وأهمها مرحلة والمراهقة وبداية الشباب، لأن الشخص يتعرف فيها على أعداد كبيرة ممن يكونون قريبين من سنه، وأهميتها تكمن في أنها مرحلة التطور الحقيقي لحياة الإنسان، أو بمعنى أدق هي المرحلة التي يتم فيها بلورة شخصيته وتحديد وجهته وأولوياته واهتماماته، فقد يختلف المسار عند كل شخص بحسب درجة وعيه طريقة تفكيره وقد تتدخل الظروف في الأمر بعض الشيء، فهناك من يرتق بفكره ويغير من نفسه ويذهب إلى مالا يكن يتوقع أحد من رفاقه، وهناك من ينتكس ويصبح أسوأ حالا، وهناك من يختار النمط التقليدي في الحياة ولا يسع إلا لمجرد العيش وفقط.. ومع ما يطرأ على حياتهم من تغيرات تختلف المكونات الشخصية لدى كل شخص منهم، وبعدما كانوا رفقاء درب.. تتفرق بهم السبل يصبح وجودهم مع بعضهم في مكان واحد أمر صعب جدا وربما لا يصح من الأساس، وقد تكال دائما الاتهامات من قبل بعض من وقفوا في أماكنهم إلى هؤلاء الذين اجتهدوا لتغيير الواقع، ومنها الكبر والغرور وغير ذلك، والحقيقة أنها  تكون من قبيل العجز والشعور بالفشل وأحيانا الحقد، لأن الأمر لا علاقة له بذلك ولكنه في إطار حفاظ الشخص على كرامته أولا والابتعاد عن كل ما يمكن أن يوقف رحلة صعوده ثانيا، وهنا يتضح  أن القرب من أشخاص كانوا رفقاء بالأمس ولكنهم لم يحاولوا الارتقاء بأنفسهم بالقدر الكافي وخاصة على المستوى الفكري والأخلاقي لا يفيد شخص قرر تغيير حياته فكريا وأخلاقيا واجتماعيا، بل على العكس ذلك من شأنه إعاقة مسيرته، ولن يجد لدى هؤلاء ما يقدموه من دوافع وتشجيع بل سيجد محاولات للانتقاص منه وتحقير كل ما ينجزه لأنهم يجهلوه والإنسان عدو ما يجهل، إذن من باب أولى أن يراجع الإنسان بعض علاقاته كما قرر تغيير حياته حتى تستقيم الأمور لديه، وذلك لا صلة له بالإخلاص والوفاء للعشرة أو الأصل من عدمه وغير ذلك، لأنه لا يكون بحسابات مادية ولكنها معنوية وأدبية، وهي كلها أمور يضطر الإنسان إليها إذا أراد النجاح والمضي قدما في طريق اختاره وقد يعطله الالتفات، وفي نفس الوقت لا مانع نهائيا من الاحتفاظ بأشخاص اختاروا طريق الصعود وساروا على نفس الدرب وإن اختلفت الاهتمامات والأفكار حتى وإن لم يتمكنوا من التغيير الكامل ولكن تكفيهم تجربة التغيير، أو حتى هؤلاء الذين اختاروا الحياة العادية الهادئة بعيدا عن معتركها، وهذا حقهم ما داموا يحتفظون بقلوب نقية تحب الخير للجميع، وهؤلاء تكون صحبتهم غاية في المتعة لما تحمل من ذكريات وما تشهده من تجارب لكل شخص منهم بحسب مجاله الذى اختاره لنفسه، فالقطار مسرع والرحلة شاقة ولا مكان فيها للمتكاسلين والمتقاعسين، أو من لا يشغلهم إلا تتبع الآخرين والعيش على أطلال الذكريات وأمجاد وهمية صنعوها بعقولهم ليقنعوا بها نفوسهم وبعض من يسيرون على نفس الدرب معهم، وأخيرا أقول وبصراحة وفي ظل هذه الحياة التي أصبحت تتغير بسرعة مذهلة ويركض الجميع فيها نحو الارتقاء والنهوض، علينا أيضا تطوير أنفسنا لكن مع الحفاظ على الثوابت التي تمثل القيم في حياتنا وهنا نحقق التوازن المطلوب دون إفراط أو تفريط.

تابع مواقعنا