الجمعة 26 أبريل 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

الدعوة إلى حوار الحضارات وقراءة في خطاب الزعيم الصيني

السبت 18/مارس/2023 - 01:12 م

بدعوة كريمة لحزب العدل من الحزب الشيوعي الصيني الأربعاء الماضي، حضرت الاجتماع الافتراضي لافتتاح مؤتمر الحوار بين الحزب الشيوعي الصيني، وأحزاب العالم والمنظمات السياسية، بحضور الأمين العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي والرئيس الصيني شى جين بينغ، وبعض قادة وحكومات العالم المختلفة.

وأنا شخصيا أعرب عن سعادتي بحضور افتتاح هذا المؤتمر الكبير، وأهميته في التواصل بين شعوب وأحزاب العالم، للاستفادة من بعضهم البعض، ومن النجاحات الكبيرة التي حققها الحزب الشيوعي بالصين، وكل خطط التنمية والرفاه والابتكارات التي حققها.

كما نؤكد على عمق العلاقات الوطيدة بين الشعب المصري والصيني، فهي علاقات قوية ومتينة، فالشعبان وريثا لأقدم الحضارات فى العالم، وتتلاقى مبادرة الحزام والطريق مع رؤية مصر للتنمية المستدامة 2030، وتطلع البلدين الى مستقبل مشرق، وتعاون مثمر يعود على الشعبين بالنفع، والقيادة الصينية تقدر الشعب المصري، ولا تنسى له موقفه المؤيد فى بداية تأسيس جمهورية الصين الشعبية، حيث إن مصر كانت من أوائل الدول العربية والإفريقية التي اعترفت بها فور إعلانها، واستمرار متانة العلاقات فى مواجهة كل التحديات والظروف، يؤكدها التعاون الكبير بين الشعبين في كافة المجالات يطول الشرح فى ذكر تفاصيله.

ولكن دعونا نعود إلى المؤتمر وكلمة الزعيم الصيني ورئيس اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني شين جين بينغ خلال كلمته فى المؤتمر حيث أعلن عن خارطة طريق لرفاهية البشرية وسلامها، ووجه نداء إلى كل أحزاب العالم وزعمائها، عندما أعلن مبادرة الحضارة العالمية، والدفع ببناء نظام حوكمة عالمي، والدعوة الى حوار مفتوح بين الحضارات، وانهاء الحرب الباردة.

وسنستعرض في نقاط سريعة لأهم ماجاء فى كلمة الزعيم الصينى بشكل موجز، لرسم الخريطة المستقبلية التى يتطلع اليها من خلال مبادرته.

التأكيد على أهمية الشعب لكل بلد، وأن الشعب هو السيد، هو من يصنع التغيير والتحديث، وأن لكل وطن تحدياته المختلفة وواقعة الخاص، وأن على الزعماء التركيز على تطلعات شعوبهم وتحقيق آمالهم، ولأن الشعب هو الذى يصنع  نهضتة ويحقق مصيره وذلك بإرادته، لذا يجب احترام الشعوب وآمالهم.

ضرورة حماية مصالح الأجيال القادمة، وتعزيز التنمية المستدامة، والقدرة على مواجة التحديات والمعوقات، وتكريس التقاليد الحميدة.

يجب على الأحزاب كسر كل قيود البيروقراطية والقيود التي تعوق تطورها، وأن تكتشف أساليب جديدة، ومبتكرة طوال الوقت لمواكبة التغير، والسعي نحو التحديث، ولتظل حيوية ومتطلعة إلى المستقبل الواعد، وهى قادرة على القيادة ودفع مسيرة شعوبها الى الأفضل، وقادرة على تحويل الحواجز والقيود الى طريق ممتد ممهد للتقدم، وان الحزب الشيوعى الصينى اتحد مع الشعب الصينى لصنع تلك الإرادة والقدرة على التقدم قدما للأمام، وذلك ببذل الجهد عبر أجيال مختلفة تتطور اساليبها مع الواقع المتغير لصنع نهضته. 

كما أكد أن ما ينعم به الشعب الصيني من تقدم ليس للصين وحدها، بل لكل دول العالم أجمع، وأن الصين تواصل ربط مصيرها بشعوب العالم لتقدم لهم كل الفرص والإمكانيات للتقدم والتطور.

وأن الحزب سيعمل دائما على دفع عجلة التنمية لكل الشركاء، ومواصلة الإنفتاح على العالم، والنفاذ الى السوق الخارجى بشكل أوسع، لتقديم منتجات عالية الجودة، وبناء منظومة صناعية تسعى لمساعدة الدول النامية لتقليص الفجوة بين الشمال والجنوب.

كما يسعى الحزب للعمل والتعاون مع أحزاب العالم لتسريع مبادرة التنمية العالمية،ومبادرة الحزام والطريق.

دعم  وبناء منظومة الحوكمة العالمية من أجل سعادة البشرية ورفاهية الشعوب، فالبشرية يجمعها مستقبل مشترك، ولا يجب أن لا يكون لدولة امتياز عن غيرها، وان تفرض هيمنتها، لانة من حق الدول النامية التقدم، وترسيخ الحوكمة العالمية يحقق المصالح والمنافع المشتركة، ودفع النظام الدولى لتحقيق أفضل سبل العدالة.

والسعي إلى حماية العدالة والإنصاف، وترسيخ روح التضامن وتقوية الروح المشتركة من اجل ترسيخ العدالة.

ولا تقوم العلاقات بين الشعوب على نمط الاستعمار القديم، ولا الدولة القوية المهيمنة، إنما شراكة قائمة على الحب والاحترام المتبادل والمصالح، ورفض الهيمنة بكل أشكالها، وتدعيم التواصل بين الحضارات لدفع تقدم البشرية.

كما أن العالم لايحتاج إلى حرب باردة جديدة، تحت ستار الديمقراطية، إنما نحن نريد مجتمعا عالميا مسالما متعاونا متواصلا بين الحضارات، يسعى للتعايش السلمي، وأن لكل حضارة خصائها ومميزاتها ونمطها، والصين تستفيد من هذا التنوع الحضاري، ولابد من الدفع لهذا التنوع  لصنع حديقة من الحضارات البشرية، فالزهرة الواحدة لا تعني ربيعا، إنما مائة زهرة تصنع حديقة غناء.

وعلينا احترام التنوع الحضاري، وتقوية لغة الحوار والتواصل بدلا من القطيعة والصراعات والاستعلاء، وتكريس القيم المشتركة القائمة على السلام والتنمية والإنصاف والحرية والعدالة وغيرها من القيم النبيلة، وعدم فرض قيم وأنماط على الأخرين، كذلك عدم فرض أيدلوجيات، انما السعى الدائم نحو تكريس القيم والإستفادة من تقدم الحضارات.

تعزيز التبادل الثقافي والبحث دائما عن أرضية مشتركة والعمل على بناء مصير مشترك بين الشعوب كافة، وإنشاء شبكة للحوار بين الحضارات العالمية، وتوسيع دائرة الحوار للدفع نحو حضارة بشرية سوية.

الرغبة في تعاون حقيقي بين دول العالم، وأن الحزب مستعد لتعزيز هذا التعاون والتواصل وتوسيع نقاط التلاقى ليحظى بعلاقات دولية راسخة بين دول العالم.

مواصلة العمل بين الحزب الشيوعى وأحزاب العالم ومنظماته السياسية، لنقل تجربة الحزب الشيوعي من أجل تعميق الصداقة بين الشعوب وتبادل الخبرات.

ومما لاشك فيه أن اقتراح الزعيم الصينى مبادرة الحضارة العالمية خطوة موفقة وصائبة من أجل التعايش السلمي، وتعزيز الحوار بين الشعوب، وتعزيز التبادل الثقافي والفكري بين الحضارات، والتمسك بالقيم، وتفهم تقاليد وانماط الحضارات المختلفة واحترامها، وتحقيق الإستفادة القصوى من الأنماط المختلفة لحضارات العالم، وصنع حضارة بشرية سليمة قائمة على التعاون، وتبادل المصالح، وتحقيق رفاهية الشعوب، وتكريس للقيم النبيلة، واحترام حقوق الشعوب فى تقرير مصيرها، وعدم تدخل دولة فى شئون دولة اخرى، او فرض هيمنتها وسطوتها على دولة أخرى، وبناء التوافق السياسى، وتعزيز التعاون والمؤائمات الاستراتيجية التى تحقق امال الشعوب، وإرساء أسس سليمة لبناء تقدم الحضارات، وتعزيز الإستفادة المتبادلة بين مختلف الثقافات والحضارت، والعمل على الأخذ بالدول النامية ومساعدتها لتحقيق طموح شعوبها،لأن ذلك سيعود بالسلام على البشرية جمعاء.

أعتقد أن مبادرة الرئيس الصينى ودعوته إلى حوار الحضارات العالمية، وبناء نظام الحوكمة العالمية، ستلقى صدى واسعا لدى دول العالم النامي تحديدا وأمريكا الجنوبية والدول الإفريقية والتي تبحث عن يد لانتشالها من كبوتها الاقتصادية، وتلبي نداء طموحات شعوبهم من التخلص من هيمنة الدولة الكبيرة التي تطمع في مكتسباتها وفقط، وهو يؤكد على نمو علاقة قائمة على احترام التقاليد والهوية والشعوب ودون التدخل فى الأيدلوجيات أو الشأن الداخلي، إنما طموح إلى حوار بناء ومصالح مشتركة والتخلص من كل فروض الهيمنة.

أنا شخصيا أدعم أي حوار وأي فرص تنمية لأي دولة فى العالم، فقد فرضت الحرب الروسية الأوكرانية أوزارها على العالم، كما يهدده مناخ تعبث به الدول الكبرى وتدفع فاتورته الدول النامية، ونتطلع الى مزيد من التعاون المستقبلي وتبادل الخبرات والعمل سويا لنهضة شعوبنا.

تابع مواقعنا