الخميس 02 مايو 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

مشوفتيش عيالي يا حجة؟.. قصص وهمية من وحي خيال أمهات بدار مسنين سرق الزهايمر ذكرياتهن

أرشيفية
كايرو لايت
أرشيفية
الثلاثاء 21/مارس/2023 - 03:47 م

قد تتخيل إحداهن أنها غادرت المنزل وسارت بعيدًا بل ووصلت إلى مكان ترغب في الوصول إليه، لكنها في الحقيقة لا تزال تجلس على الأريكة، حيث إن مرض الزهايمر لا ينسج تخيلات فحسب، بل يسلب من العمر أهم ذكرياته، ولا يوجد أسوأ من ألا تتذكرك أمك، بعد أن عشت لسنوات في أحضانها.

نرصد في هذا التقرير حالات لأمهات من داخل دار مسنين، سلب الزهايمر ذكرياتهن مع أولادهن، فمنهن من وصفت أبنائها بالجحود بسبب عدم زيارتهم لها، ومنهن من لم تتذكر أنها تزوجت وأنجبت من الأساس، رويْن لـ القاهرة 24 قصصا لم تحدث، ولكن صنعها خيالهن، ونوضح حقيقة كل قصة.

مرض الزهايمر

ربنا يخليلي وِلد أخويا ويطرح البركة فيه.. هو اللي فاتح الدار وحطني فيها من غير ما أدفع فلوس.. بهذه العبارة بدأت السيدة أنعام -اسم مستعار- تروي حكايتها منذ أن دخلت لـ دار المسنين، بعد أن غضبت على أولادها الأربعة وقررت ترك المنزل: قالولي روحي مطرح ما تروحي.. لما قلتلهم مش هقعد معاكوا وزعلت معاهم.. وأنا هنا مبقاليش أيام.

وذكرت أنعام أن لديها ولدين وابنتين، لكن لم يأت أحد لزيارتها منذ زمن، رغم أنها كانت معهم في منزل واحد يعيشون معًا كأسرة سعيدة لا تشوبها شائبة، أما الآن لم يأتِ أحد إليها، قائلة: أنا صعبان عليّا من عيالي اللي رمييني.. ولد اخويا أحن عليا من ولدي.. ولادي ربتهم ورموني بعد ما كنا بنحتفل سوا بعيد الأم في بيتنا، والتفتت أنعام لـ سيدة معها في الدار وسألتها: انتي شوفتي عيالي يا حجة؟.

حقيقة قصة السيدة أنعام، هي أنها لديها ثلاثة أولاد، يزورونها دائما في دار المسنين، والتي تمكث بها منذ 5 أشهر، حيث رأوا أنها تحتاج إلى رعاية طويلة ووجودها أفضل تحت ملاحظة الأطباء، لذلك جاءت إلى هنا، أما عن ابن شقيقها فهو صاحب الدار، ولم تجمعه بها أي صلة قرابة.

 عيد الأم  

في الغرفة المجاورة تمكث السيدة نادية -اسم مستعار- وجودها في دار المسنين مثل قصتها تمامًا، حيث إنها لم تبلغ من العمر الخمسين عاما بعد، لا تزال امرأة أربعينية تتمتع بصحة قوية ولم ترتسم التجاعيد على وجهها، ورغم ذلك تقبع وسط السيدات اللاتي تخطين سن السبعين، حيث أصيبت بحالة نفسية لذلك وضعها أهلها بدار الرعاية.

تقول نادية إنها لم تتزوج حتى الآن ولم تنجب أطفالًا، وكانت تعيش في الغردقة، حيث كانت تعمل في مجال السياحة، وبمجرد أن جاءت إلى القاهرة حدثت مناوشات مع عائلتها، بسبب ميراث والدتها وجدتها، لذلك قرروا أن يأتوا بها لدار الرعاية، لكن لم يأت أحد لزيارتها إلا بين الحين والآخر، متابعة: أخويا ليه بيته وعياله فمبيجيش.

وعن حديثها عن عيد الأم قالت نادية: أنا زعلانة من الأطفال عشان عملتلهم كتير قوي وهما مقدروش، أنا كنت عاملة ليهم بيت حلو أوي، بس محدش في الآخر بيرفع عليا سماعة تليفون ولا يعيد عليا في عيد الأم، لازم كل شخص يبقى تحت رجل أمه، وفي الآخر رغم كل حاجة مفيش أم تكره ضناها لو ألف واحد قسوها.

وعن قصة نادية الحقيقية والمؤلمة، هي أنها تزوجت بالفعل وكانت تعيش خارج مصر مع زوجها، وأنجبت 6 أطفال، وبعد حدوث مشكلات بين الزوجين، قرر الزوج أن يُعيد زوجته إلى مصر بمفردها، أما هو فاختفى مع أطفاله، ولم تتمكن من رؤيتهم حتى الآن، مما أصابها ذلك بحالة نفسية سيئة، نتج عنها إيداعها في دار للرعاية.

وفاة الابن

وفي قصة ثالثة، ترويها السيدة ياسمين -اسم مستعار- والتي لم يسلب منها الزهايمر كل ذكرياتها، بل لا زالت تتذكر الحدث الأقسى على الإطلاق، وهو وفاة ابنها الوحيد في حادث سير، تلك الفاجعة التي توقف عندها الزمن بالفعل، ولم تروِ سوى طلاقها ومن بعدها ووفاة ابنها.

أشقاء السيدة ياسمين هم من أودعوها الدار لترعاها، ورغم ذلك يأتون إليها بين الحين والآخر، ويجلبون لها الهدايا في احتفالات عيد الأم، حيث يعد اليوم هو أول عيد أم لها بدار المسنين.

تابع مواقعنا