الخميس 18 أبريل 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

ما فعله الزلزال بـ عائشة

الجمعة 24/مارس/2023 - 04:45 م

• لسه أصداء الزلزال العنيف المدمر اللي ضرب تركيا وسوريا في يوم 6 فبراير اللي فات سايبة أثرها في ناس كتير.. الزلزال القاسي اللي كانت نتيجته أكتر من 50 ألف قتيل في الدولتين كان من الأحداث اللي مش بتتشاف كل يوم لكن كل عشرات السنين مرة.. تقريبًا مفيش أسرة لا في تركيا ولا في سوريا مالهاش شخص قريب أو حتى معرفة كان ضحية الحدث ده!.. لكن وفي نفس الوقت كان فيه ناس مالهومش قرايب ماتوا في الزلزال لكنه ساب أثر ضخم في نفوسهم لإنهم في الأول أو في الآخر بني آدمين وطبيعي مشاعرهم تتحرك.. زي "عائشة جولهان" كده!.. "عائشة" بنت تركية جميلة عندها 38 سنة.. منظر الناس اللي ماتت في الشوارع أو اللي شافت صورهم في التليفزيون أو في السوشيال ميديا مع صور المباني اللي وقعت كسرت جزء مش قليل من قلب "عائشة".. ورغم إن الحادثة حصلت في 6 فبراير يعني من أكتر من شهر ونص، ورغم إنها كانت بعيدة نسبيًا هي وأسرتها من اللي حصل لكن "عائشة" فضلت كل يوم تصحى مفزوعة من النوم من أقل خبطة جنبها أو صوت!.. مجرد فتح الباب عليها وهي نايمة كان كفيل يخليها تقوم مخضوضة وتقول فيه إيه، فيه إيه!.. لحد يوم 14 مارس اللي فات!.. في عز ما هي نايمة قامت بتصرخ وبتنادي على أمها وبتقول: (الزلزال يا أمي الزلزال، يالا يا أمي نهرب يالا).. خرجت من باب أوضتها وصرخت في أوضة أمها بالكلمتين دول ونطت من البلكونة على الشارع!.. وماتت!.. كل ده حصل في مدة ماتزيدش عن 10 ثواني.. ماتت "عائشة" بعد ما حلمت إن فيه زلزال جديد ضرب تركيا فصحيت من الحلم وهي فاكراه حقيقة وكان كل همها تنبه أمها ثم تنط في الشارع عشان تحاول تنجى بنفسها فكان القدر له كلمة تانية!.. وفاة "عائشة" كانت مثار حديث وتحليل كتير من وسائل الإعلام التركية الصحفية أو التليفزيونية وحتى نقاش بعض متخصصين علم النفس عشان يحاولوا يفهموا هو ممكن خوف حد من حاجة يخليه بالدرجة دي من الرعب وبالتالي تكون النتيجة فعل مدمر!.. وانتهت كل التحليلات إن أيوا ممكن حدث صعب وعنيف وقاسي تمر بيه يكون هو السبب في قرار أو خطوة ضد نفسك فيهم نفس القوة التدميرية اللي أنت مريت بيها أو أكتر كمان!.. ليه؟.. لإنك لسه فاكرها، وخايف منها، ولم تتعافى من آثارها.

 

الفتاة التركية عائشة جولهان

 


• مش بستغرب لما بلاقي شخص عانى من خذلان ناس كتير فاتوا في حياته لو تحسس كل خطوة وكلمة قبل ما يدخّل حد جديد تاني حياته!.. تجاربنا السابقة بتسيب في النفوس أثر صعب مش بيتشال بـ جرة قلم، ومحتاج ياخد وقته الكامل للتعافي.. ياريتها المشاعر بـ زراير تضغط فتشيل فلان من قلبك وتضغط تاني فتدخل عِلان.. التجارب القاسية اللي عدينا بيها هي في أساسها عدت علينا، وأخدت في سكتها بهجة وإنبساط ومشاعر ووقت راحوا لصالح ناس مايسووش ولو جزء ضئيل منها.. تجاربنا الصعبة طفت فينا حاجة.. زى كاوتش العربية كده لما يدوس على تربة رملية.. الكاوتش نفسه بالعربية مشيوا خلاص لكن تفاصيل الكاوتش بتفضل مطبوعة على الرمل.. طريق التعافي عمره ما هيكون سهل لكن مفيش مفر في السير في اتجاهه، وعشان تكمل أنت محتاج تزق نفسك بنفسك عشان تمشيه وفي لحظة معينة محتاج تمد إيدك لإيد ممدودة من شخص تاني واقف في نهاية الطريق عشان يسحبك.. بالترتيب ده كده ومفيش خطوة منهم قبل التانية.. البداية منك والباقى من غيرك.. بس قبل ما الباب يتفتح لجُداد لازم تكون سيرة القُدام اتنست.. بيظلم نفسه الإنسان اللي بينتظر من التانيين ينقذوه، ويقدموله اللي هو مش عايز يقدمه لنفسه، وبيتظلم الإنسان من التانيين لما بيقرروا يدخلوا حياته قبل ما يلاقوه تعافى من اللي سبقوهم. 

تابع مواقعنا