الخميس 16 مايو 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

الدين يسر

القاهرة 24
مقالات
الثلاثاء 04/أبريل/2023 - 03:09 م

من فضل الله على الناس أن يسر لهم عبادته، وأنزل القرآن فيسره للذكره، وفرض الفرائض فسن لها الرخص، وحث على الفضائل فشمل بها منافع شتى للناس.

(يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر)، (إن الدين يسر) مبدأ قرآني، ومبدأ نبوي، ومنهما ومن غيرهما يتبين لنا ملمح عظيم من ملامح الدين الإسلامي وتشريعاته وأحكامه العظيمة، وهو أن الله تعالى لم يفرض على عباده ما يعبدونه به تعنتًا وحرجا عليهم، بل اتسم الدين بالسماحة واليسر في كل العبادات، ومنها عبادة الصيام، والتي سنفرد لمظاهر التيسير فيها موضوعا خاصا.

فعندما ننظر مثلا إلى عبادة الصلاة، نجد فيها العديد من مظاهر التيسير في كل ما يتعلق بها، ومن هذه المظاهر:

أولا: ما وقع في رحلة الإسراء والمعراج، حيث فرض الله على سيدنا محمد – صلى الله عليه وسلم - وأمته  خمسين صلاة في اليوم والليلة، ولكن سيدنا موسى -عليه السلام - أشار على النبي الكريم أن يسأل الله التخفيف عنه وعن أمته، فرجع سيدنا محمد إلى ربه مرات يسأله التخفيف في عدد الصلوات، حتى جعلها الله بكرمه وفضله خمسا في العمل، وخمسين في الميزان أي: في الأجر والثواب، وقال الله تعالى: (أمضيت فريضتي، وخففت عن عبادي).
 

ثانيا: جعل الله الأرض كلها مسجدًا، تباح الصلاة في أي مكان منها باستثناء أماكن معينة وقليلة، وجعل ترابها طهورًا يتيمم به المسلم عند فقد الماء أو تعذر استعماله، قال تعالى: (..وإن كنتم مرضى أو على سفر أو جاء أحد منكم من الغائط أو لامستم النساء فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا فامسحوا بوجوهكم وأيدكم منه..) المائدة /6.

ثالثا: جواز أداء الصلاة مع عذر المرض بالطريقة التي تناسب حالة الإنسان المريض (قائما - قاعدا - على جنبه أو ظهره).

رابعا: حواز جمع الصلاة تقديمًا وتأخيرا، وقصرها في السفر بشروط معينة. وغير ذلك من مظاهر التيسير في الصلاة. 

فريضة الزكاة:
من مظاهر التيسير فيها أن الله عز وجل فرضها مرة واحدة في العام، أو عند حصاد الزرع، ولم يفرضها إلا على من بلغ ماله نصابًا معينًا، وكان خارجا عن احتياجاته الضرورية، وجعل قيمة الزكاة تمثل نسبة ضئيلة من المال على اختلاف أنواعه.

فريضة الحج: 

تتجلى فيها مظاهر التيسير الإلهي على العباد، فلم يفرض الله -عز وجل- الحج كل عام؛ بل يكفي أن يؤدى مرة في العمر، لمن استطاع إليه سبيلا من الناحية البدنية والمادية، وفي أداء مناسك الج المختلفة: (الإحرام - الطواف - السعي - الوقوف بعرفة....) وغيرها، نلمح التيسير حاضرا بصورة كبيرة، حتى وجدنا رسول الله_ صلى الله عليه وسلم - يجيب على كثير من أسئلة الحجيج بقوله: (افعل ولا حرج) فالحمد لله الذي أراد بنا اليسر، ورفع عنا الحرج.

ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم، وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم.

تابع مواقعنا