الإثنين 06 مايو 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

اللي ملوش خير في حاتم

الأربعاء 03/مايو/2023 - 07:07 م

بدايةً لا يوجد بلد في العالم محصن ضد الفساد، وتعد ظاهرة الفساد الإداري من أخطر التحديات التي تواجه المجتمعات المعاصرة، لاسيما في العقود الأخيرة بالنظر لتوسعها وشدة انتشارها خاصة لدى الدول النامية. 

فقد رسم المبدع الراحل خالد صالح شخصية حاتم أمين الشرطة الفاسد المستبد، الذي يتلقى الرشاوي من الجميع مقابل الخدمات بصلاحيات مطلقة ويفتح نار جهنم على كل من يعاديه فلا يقوي عليه أحد رغم علم الجميع بفساده، فأصبحت عبارة اللي ملوش خير في حاتم ملوش خير في مصر محل دعابة من المصريين على كل فاسد في أي قطاع أو منظومة.

وأن كان عرف صندوق النقد الدولي في تقريره لعام 1996 الفساد الإداري، هو سوء استخدام السلطة العامة من أجل الحصول على مكسب خاص، بينما عرفته منظمة الشفافية الدولية بتعسف الموظف في استعمال السلطة المفوضة له لأغراض شخصية، الأمر الذي جعل الدولة المصرية تضع معايير وإجراءات صارمة لمكافحة الفساد لتأثيره المباشر على عمل وكفاءة مؤسسات الدولة، وما يتبعه من آثار سلبية تؤثر علي النمو الاقتصادي والتطور وكذلك التأثير السلبي المباشر على الاستثمار الخارجي من قبل الأجانب ما جعل الرئيس عبد الفتاح السيسي بالتأكيد والحرص على استقلالية هيئة الرقابة الإداري، رافعا شعار "مكافحة الفساد"، وكانت عباراته واضحة خلال الاحتفال بالعيد الذهبي لهيئة الرقابة الإدارية، وهي الحرب على الفساد والمفسدين وأصحاب المصالح، مؤكدا أنه لن يقبل بالفاسدين أو الفاشلين، وأن يطبق ذلك على أرض الواقع رافضا كل أشكال النهب والفساد، ووضح ذلك من خلال نقل تابعية هيئة الرقابة الإدارية إلى رئاسة الجمهورية وتكون لها الشخصية الاعتبارية، وتتمتع بالاستقلال الفني والمالي والإداري، وتهدف الهيئة إلى منع الفساد ومكافحته بكافة صوره واتخاذ الإجراءات والتدابير اللازمة للوقاية منه، ضمانًا لحسن أداء الوظيفة العامة وحفاظا على المال العام وغيره من الأموال المملوكة للدولة وتفعيل المراجعات الداخلية التي تعد إحدى الركائز الهامة والرئيسية في أنظمة الحوكمة الرشيدة والفعالة المطبقة داخل المؤسسات بمختلف أنواعها، وخاصة بوحدات الجهاز الإداري للدولة للاستفادة منها في إحكام الرقابة على الأموال العامة والمساهمة في محاربة الفساد. 

ظاهرة الفساد الإداري

وأن كانت هيئة رقابة الإدارية تحارب بكل احترافية ونشعر بتقدير بالغ للقدرات المهنية وتفانيها فى خدمة وتحسين حياة المصريين الفترة الماضية، إلا أن الأمر يستوجب تكاتف الجميع للمساعدة وضرورة البدء في المضي في آلية ومنهجية مختلفة تعمل على إشراك المواطن بصورة أكبر للمشاركة في مكافحة الفساد، وعلي سبيل المثال وليس الحصر في حالات الإبلاغ الالكتروني سواء من المواطن أو من الموظف بالأخص حتى لا يتم ملاحقته في العمل سواء بالتهديد أو البلاغات الكيدية، وذلك لضمان الحماية من خلال حذف خاصية ضرورة الإفادة ببيانات الرقم القومي وأن كانت سرية للمحقق، ولكن وجب التنويه من خلال حملات التوعية وتشجيع الإبلاغ بشكل أكبر عن أي حالات فساد أو استغلال أو سوء استخدام للسلطة وجب علينا جميعا عدم ترك أجهزة الدولة تحارب منفردة.

سيادة المواطن دورك في حماية مقدرات الدولة والمال العام واجب وطني وديني لا تتنازل عنه ولا تهاب حاتم فأنه أجبن مما تتصور، وكما قال الحق في كتابه العزيز: وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا ۚ إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ.

تابع مواقعنا