الخميس 25 أبريل 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

مفتي الجمهورية: توسعة المسعى والطواف جاءت بفتوى تغيير الزمان ولمصالح الناس

مفتي الجمهورية
دين وفتوى
مفتي الجمهورية
الجمعة 09/يونيو/2023 - 06:14 م

قال الدكتور شوقي علام، مفتي الديار المصرية: إن الطواف والسعي اليوم في سنة 2023 أو في العام الهجري 1444 لم يكن أبدا يُتصور في الماضي أن نصل إلى هذه الكيفية، ولا إلى هذه الهيئة التي نحن عليها اليوم من الزحام الشديد.


وأردف مفتي الديار المصرية، خلال تصريحات تليفزيونية، اليوم الجمعة: ولذلك الأحكام وجدناها أنها يمكن أن تتغير لمواجهة هذا الزحام، فالزمان والمكان مؤثران في تغير الأحكام، ولا شك أن الإسلام إنما جاء ليحقق مصالح الناس، ليؤدي بأحكامه إلى التهذيب وإلى تزكية النفوس وإلى الارتقاء بالنفس الإنسانية والسمو بها إلى آفاق عالية؛ ما يحقق مصالح الإنسان في الدنيا والآخرة، ويحقق مصالحه في الدنيا بأن يكون السلوك الإنساني في هذه الحياة. 

 

وأضاف: وذلك نابع ومتأثر بهذه النفس الإنسانية التي سمت وارتقت وزكت، وذلك كله محصل في قول سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، عندما سأله سيدنا جبريل ما الإحسان؟ قال الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك.


واستكمل: فالحج والعمرة والصلاة والزكاة والصوم وكل العبادات إنما هي تثمر عن هذه الروح الطيبة الرقابة الذاتية للإنسان، ولهذا فإن الإسلام عندما جاء بهذه المنظومة وبهذه الأحكام الشرعية إنما قصد إلى ذلك قصدا، ثم أنه في الأحوال العادية التي فيها تيسير وليس فيها معاناة، نجد الأحكام تسري ونجدها أيضا تطبق على الجميع في كل زمان وفي كل مكان على الفرد وعلى المجتمع، على الواحد وعلى الجميع، لكن إذا حصل ظرف طارئ يستدعي هذا الظرف ألا نأتي بالتكليف على وجهه إلا بإرهاق شديد؛ فإن هذه المشقة وهذا الظرف الطارئ يستدعي التيسير ويستدعي أن نغير الفتوى، ولذلك العلماء وضعوا لنا قاعدة وقالوا المشقة تجلب التيسير، وهذه المقدمة وهذا التأسيس وجدناه حاصلا تماما في قضية الطواف وفي قضية السعي؛ فمحيط المسجد الحرام كان سابقا ضيقا وحوله البيوت وحوله الأبنية. 

وأضاف: لم يكن محلا للطواف حول البيت في هذه المساحة التي نحن عليها اليوم، وإنما كان يحيط بالبيت أبنية كثيرة وبيوت كثيرة لا يتصور بحال من الأحوال أن يطوف الإنسان لا في البيوت ولا بعد البيوت، ولكن لما كثر الناس استدعى الأمر أن نوسع في المسجد الحرام، ونوسع في المطاف أفقيا بامتداد المساحة على الأرض، ورأسيا بأن نبني أدوارا للطواف، وهذا كله أيضا حاصل في السعي، فقد وسع في المسعى، وبنيت أدوار عليا للمسعى.


ونوه المفتي، إلى أن بعض الناس يقول: أنا لا أطوف إلا في مكاني القديم. ولا أسعى إلا في المكان القديم، مضيفا: وهو ينسى إن الأئمة العظام والأعلام الكبار من أئمة المسلمين وروادهم في السابق الإمام النووي وكغيره من أئمة المسلمين ذكروا هذه الحالة في أزمانهم، عندما كثر الناس وكثر الزحام وفق معطيات العصر في زمنهم وجدناهم يصرحون بأنه كلما وسع في المسجد الحرام فإنه يكون مطافا ولا حرج على الناس أن يطوفوا بذلك.

 

 وأضاف: والمسعى كذلك هو ما زال في الحيز الذي بين الجبلين، لم يغادر الجبلين بعد مع هذه التوسعة الكبيرة التي وسع عليها المسعى في زمننا هذا، إذن نحن أمام تغير للفتاوى وتغير للأحكام. ما الذي غير ذلك، إنما هو الظرف إنما هو الزحام إنما هو الضرورة التي اقتضت ذلك، ولذلك لو أن المسلمين بقوا على ما هم عليه سابقا لوجدنا إرهاقا شديدا.
 

الشريعة جاءت للسعة ولتحقيق مصالح الناس

وتابع: يستطيع الناس أن يصلوا إلى بيت الله الحرام ولا أن يتمثلوا هذه المناسك إلا بحرج شديد جدا تأباه الشريعة، ولم تأتِ الشريعة لذلك إنما أتت للسعة ولتحقيق مصالح الناس، والله سبحانه وتعالى أعلى وأعلم، وتقبل الله سبحانه وتعالى طاعة حجاج بيت الله الحرام.

تابع مواقعنا