الأحد 28 أبريل 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

محمد صبحي وأزماته

الخميس 20/يوليو/2023 - 06:26 م

من منا لا يقدر دور الفنان محمد صبحي الذي قدم من خلال مسيرته الفنية الطويلة، وخاصة المسرحية، العديد من الأعمال ذات القيمة الفنية الكبيرة والمغلفة دائما بطابع شيق ومضحك كوميدي.
هو صاحب مدرسة خاصة.. بعد خروجه هو وزملاءه من عباءة ومدرسة المدبوليزم عبد المنعم مدبولي واختار لنفسه ذات المنهج بتبني العديد من المواهب وإخراج أجيال جديدة من المبدعين الشباب.

خرج علينا صبحي أمس يشكو من كونه يرى نفسه سجينا داخل محبس انفرادي ومعبرا عن عدم رضاه بالمستوى الذي وصل إليه حال الفن بصفة عامة وهو بكل تأكيد عندما يتحدث هكذا.. فإنه يضع نصب عينيه المقارنات بين ما سبق وقدم وبين ما يقدم.. تلك المقارنات التي تزعج الجيل الجديد.. الجيل الذي يود أن يعبر عن نفسه بالشكل الذي يرتضيه هو... لا أن يرتضيه آخرون نيابة عنهم.. حتى وإن اختلفت الرؤى. 
وهو يعلم تماما أن الأعمال ذات القيمة الفنية تبقى في ذاكرة التاريخ ولا تمحى.. وكذلك الأعمال ذات القيمة المتدنية لا يذكرها أحد وإن ذكرت تكون من باب الهزل أو السخرية من تلك الأعمال لا التنمر على أصحابها ومن قدمها.. فهناك فرق.

أزمات محمد صبحي المتتالية:

(1) أولى تلك الأزمات كانت بسبب مسلسله فارس بلا جواد في العام 2002 والذي إستعرض من خلاله الصراع العربي الإسرائيلي.. وهو بحسب ما صرح صبحي في لقاء تليفزيوني.. أنه كاد أن يدخل مصر في أزمة كبيرة.. بل أن الأزمة حدثت بالفعل وحاول حينها اللواء عمر سليمان رئيس جهاز المخابرات العامة احتواء الأزمة..
ربما ما لايعرفه صبحي أو ينكره.. أو ربما يرفضه أو حتى غير راض عنه هو وغيره.. أننا في حالة سلام مع الجانب الإسرائيلي.. نعم نحن في حالة سلام تم إقرارها منذ مايقرب من 40 عاما وأكثر.. 
ما لايعرفه أو ينكره صبحي أو لا يرغبه.. هو حقيقة ملموسة ونتمنى أن تستمر إلى أبعد مدى.. فنحن لسنا غزاة.. ولسنا دعاة حرب.. ولدينا معتقد وعقيدة راسخة.. نؤمن بها جميعا.. فإن جنحوا للسلم فاجنح لها.. ونعلم يقينا أننا أصحاب حق عندما استرددنا آخر شبر من أرض مصر.. وأننا يجب علينا منذ تلك اللحظة أن نسير خلف قياداتنا التي نثق في قدراتهم العسكرية..والتخطيطية.. ودعمهم اللوجستي.. وقراءتهم لمجريات الأمور.. ولزاما كان ولا بد أن لا نخرج عن ذلك الإطار الذي ربما يؤخذ كذريعة لاستعدائنا.. أو توصيفنا بأننا معادون للسامية وأننا شعب عنصري.. وغيرها من التوصيفات البعيدة كل البعد عن طبيعة الشعب المصري الكريم والمضياف والمحب للآخر دون النظر إلى لونه أو دينه أو عرقه.. الذي في أساس تكوينه وملمحه (كمصري ) به ذلك المزيج المختلف والمتعايش... هو ذات الشعب الذي ينبذ كل فكر متطرف أو خارج عن المألوف.. 
فهل بعد كل ذلك نجد من يخرج عن الإطار ويستقل جواده (الخيالي) منفردا كفارس أوحد؟!!
كنت مخطئا إذن كمصري (مبدع).. محقا ولك كل الحق كمواطن له كافة الحقوق وله حق في  التعبير عن وجهة نظره.

(2)  ثاني تلك الأزمات كانت مع أبطال مسرح مصر.. الأستاذ صبحي وغيره وصفوا ذلك العمل (الناجح) بأنه عبارة عن إسكتشات ولا يعبر عن المسرح بل يهين ويقلل من قيمة المسرح..
الأستاذ صبحي وهو أستاذ كبير وصاحب رؤية متميزة كممثل ومخرج.. ويعلم تماما أن الشعب المصري مر بأزمة كبيرة منذ أحداث 2011.. وخيرا فعل أشرف عبد الباقي ورفاقه.. بخروج ذلك العمل الإبداعي للجمهور المصري والعربي.. حتى تخفف تلك الحدة أو الصدمة أو حالة الحزن أو سمها كما شئت.. كنا جميعا بحاجة إلى رسم ابتسامة على الوجوه.. إلى طاقة إيجابية.. حالة من الإبداع والتسلية وهو أحد أهم أدوار المبدع.. لذلك نجحوا.. وكان يجب على القيمة الكبيرة محمد صبحي أن يبارك ويشجع وأن يكون في موضع الأستاذ المحفز لا الأستاذ المنفر.

(3) أمر آخر يبدو كأنه أحدث ضجة وأزمة وأثار الجدل حول ما صرح به صبحي  في فترة سابقة إبان حقبة الرئيس السابق محمد حسني مبارك لتولي حقيبة وزارة الثقافة.. وخرج حينها محمد صبحي متباهيا برفضه للمنصب الحكومي... والحقيقة أنه خيرا فعل لعدة أسباب.. أهمها أن طبيعة شخصية صبحي المبدع والمخرج.. تختلف كثيرا عن شخصية صبحي المثقف أو القارئ.. والمنصب السياسي يحتاج لشخصية تتسم بالمرونة.. ورباطة الجأش..وتقبل الآخر...  وهو تصادمي إلى حد ما... أو كثيرا.. ما يكون كذلك... والصدامية مطلوبة في بعض المواقف ولكن عند حد معين يستلزم قرارا مصيريا قد يصل إلى حد إعلان حرب... وهو ما كان سيسوقه لنا صبحي إن أصبح ذو منصب سياسي...

هذا بالإضافة للعديد من الأزمات التي مر بها صبحي خلال مسيرته.. كان آخرها أزمة البث المباشر.. وما حدث خلالها كما قال باجتزاء حديثه وما إلى ذلك..

الفنان الكبير محمد صبحي إبداع.. ما دمت ما زلت قادرا على العطاء والإبداع.. لا تستسلم أبدا.. ولكن كن واعيا.. بما يقدم.. داعما لمصر فقط.. لا داعما لوجهة نظرك.. فهناك فرق. (وجهة نظر)

تابع مواقعنا