رأسية حمص ومقصية رونالدو ولغز المونديال.. محطات لا تنسى في مسيرة الأسطورة بوفون بعد اعتزاله

استقبل عشاق ومحبو الساحرة المستديرة، خبرًا حزينًا في الساعات الأخيرة، باعتزال أسطورة حراسة المرمى ومنتخب إيطاليا جيانلويجي بوفون، بعد مسيرة حافلة في الملاعب استمرت قرابة الـ 29 عامًا بلحظات فارقة لا تُنسى للجماهير.

رسميًا.. بوفون يعلن اعتزاله كرة القدم

بوفون يقرر اعتزال كرة القدم نهائيا

وفضلًا عن نجاح بوفون باعتباره أحد أبرز أساطير كرة القدم العالمية في التتويج بعدد كبير من الألقاب المهمة والمؤثرة في تاريخ أي لاعب بالساحرة المستديرة، إلا أنه يمتلك محطات ولقطات خالدة في أذهان مشجعي كرة القدم، وإن كان ذلك في بداياته اللامعة التي لفتت الأنظار إلى موهبته حتى تحقيقه لقب كأس العالم لمنتخب إيطاليا بتألق كبير، ثم الاستمرار في كتابة التاريخ بالأرقام الفردية والبطولات مع الفرق التي ارتدى قميصها.

وبدأت المسيرة مع بارما في إيطاليا وانتهت مع الفريق ذاته، ومر خلالها بوفون على محطتين هما يوفنتوس الذي قضى داخل أسواره 19 عامًا على فترتين وباريس سان جيرمان الفرنسي الذي لعب معه موسما واحدا فقط.

محطات لا تُنسى في مسيرة بوفون

ولأن الشارع الرياضي المصري يتميز دائمًا بربط اللاعبين العالميين بمواقف معينة تتعلق بمنتخبنا الوطني أو ما شابه ذلك، التي يتم ذكرها فور سماع اسمه مباشرةً، فستتنحى الإنجازات والألقاب التاريخية جانبًا لحين ذكر المواقف التي ربطت بوفون بالكرة المصرية؛ حيث كان له نصيب منها في أكثر من مناسبة.

رأسية حمص

ربما هو الموقف الأشهر عندما يتم الحديث عن جيانلويجي بوفون بالنسبة للمصريين، بالعودة إلى عام 2006، وجيل منتخب الفراعنة الذهبي؛ حيث نجح محمد حمص بعد رأسية مميزة في أولى مباريات كأس القارات، في أن يهز شباك أسطورة حراسة المرمى الذي كان حديث العالم بعد أن تألق في ذلك التوقيت وجلب المونديال للطليان على حساب منتخب الديوك الفرنسية.

وتصدرت رأسية حمص التي جلبت النصر لأبطال إفريقيا على حساب أبطال العالم في ذلك التوقيت عناوين الصحف المصرية؛ حيث نجح ابن الإسماعيلي في أن يهز شباك الحارس الأفضل في العالم وأن يحقق فوزا تاريخيا للفراعنة بهدف دون رد في كأس القارات 2006، بعد أشهر قليلة من فشل منتخب فرنسا الذي كان يقوده زيدان في ذلك الوقت أن يفوز على إيطاليا الذي كان يحرس عرينه جيانلويجي بوفون.

قميص الحضري

واستكمالا لسلسلة مواقف الحارس الأسطوري جيانلويجي بوفون مع اللاعبين المصريين وارتباطه بالكرة المصرية، كان طلب حارس منتخب إيطاليا لقميص السد العالي عصام الحضري في 2006 موقفًا لا يُنسى، الذي حكى عنه أسطورة منتخبنا الوطني في وقت لاحق أن بوفون ذهب بعد نهاية المباراة بين مصر وإيطاليا ليطلب منه قميصه والثناء عليه بسبب تألقه في المباراة.

وقال عصام الحضري عن ذلك الموقف في تغريدة سابقة له عبر حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي تويتر: عقب المباراة، طلب مني بوفون تبديل القميص معي وهنأني على مستواي الذي ظهرت به، إشادة بوفون وسام على صدري، فهو ضمن الحراس الأعظم في التاريخ، مهما لعبت فلن أحقق ما حققه بوفون، لكني أتمنى أن أصبح أسطورة مثله.

مقصية رونالدو

وعلى الرغم من التألق الكبير الذي كان يتمتع به بوفون مع يوفنتوس في البطولات الأوروبية، وتصديه لكثير من الكرات أمام الثنائي كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي أسطورتي هذا الجيل في دوري أبطال أوروبا عندما كان يواجه برشلونة وريال مدريد، إلا أنه كان شاهدًا ومتفرجًا على مقصية الدون التي سكنت شباكه في عام 2018، التي لا تُنسى في ربع نهائي دوري الأبطال من ذلك العام.

ويصنف البعض الهدف الذي دخل شباك بوفون عن طريق مقصية كريستيانو رونالدو، أنه أحد أفضل الأهداف في تاريخ الساحرة المستديرة بشكل عام، وخاصة أنه كان حاسمًا لتأهل ريال مدريد إلى نصف نهائي البطولة التي توّج بها في وقت لاحق على حساب ليفربول في المباراة النهائية.

لغز المونديال

وظل ارتباط الأسطورة جيانلويجي بوفون ببطولة كأس العالم، غريبًا لحين اعتزاله؛ حيث لم يكن يعلم أحد إن كان من بين اللاعبين أصحاب الحظ الجيد في البطولة والأرقام القياسية الفردية أم أنه طارده نحس المونديال في السنوات الأخيرة من مسيرته قبل الاعتزال الدولي ومن بعدها اعتزال كرة القدم.

ويتمثل لغز المونديال في أن جيانلويجي بوفون كان من بين الأسماء أصحاب الحظ الكبير في تاريخ كأس العالم؛ حيث نجح بعد 8 سنوات فقط من انطلاق مسيرته الكروية في 1998 أن يحصد لقبه الأول المونديالي في 2006 على حساب منتخب فرنسا الذي كان الأقوى عالميًا في ذلك التوقيت بقيادة زيدان، ومن ثم واصل بوفون تحطيم الأرقام القياسية حتى 2014 بوجوده بين أكبر الحراس سنًا مشاركة وأكثر اللاعبين مشاركةً في عدد نسخ المونديال بشكل عام بـ 6 نسخ.

وطاردت لعنة كأس العالم، جيانلويجي بوفون من بعد عام 2014، وذلك بعد أن فشلت إيطاليا في التأهل لنسخة 2018 وحرمان الأسطورة من المشاركة في النسخة السابعة له تاريخيًا والانفراد بالرقم القياسي كأكثر لاعب مشاركة في عدد نسخ بتاريخ كأس العالم، إلى جانب حصول عصام الحضري على الرقم القياسي المُسجل بأكبر حارس سنًا مشاركة في تاريخ البطولة بهذا التوقيت.

ومن بعدها، كان بوفون يأمل أن يحظى بتكريم ختامي لمسيرته الدولية في كأس العالم 2022 بعد أن أعاد منتخب إيطاليا الأمل لعشاقه تحت قيادة روبرتو مانشيني بالتتويج بلقب يورو 2020، وخرج بتصريحات يشير إلى أنه يحلم باستدعائه للمشاركة بهذه النسخة المونديالية حال التأهل لها في ظل قوة الآتزوري بطل أوروبا بذلك التوقيت؛ لينهي مسيرته مع المنتخب في هذا المحفل، إلا أن إيطاليا لم تتأهل لمنافسات مونديال قطر الأخير بالخروج من الملحق المؤهل على يد مقدونيا الشمالية.

محطات بوفون مع الأندية والألقاب

أما على صعيد المسيرة الخاصة بالحارس العملاق جيانلويجي بوفون من ناحية الألقاب في تاريخ كرة القدم إن كان مع الأندية أو منتخب إيطاليا، فلا خلاف عليها؛ حيث قاد يوفنتوس لهيمنة محلية تاريخية على بطولة الدوري، وكان عاملًا رئيسيًا في وصوله لنهائيات دوري أبطال أوروبا بشكل متكرر في منتصف العقد الأخير، ولكن لسوء الحظ لم ينجحوا في التتويج باللقب.

ونستعرض لكم مسيرة بوفون مع الأندية ورحلة ألقابه في السطور التالية:

الألقاب الجماعية

حصل بوفون في موسم 1999-1998 على الدوري الأوروبي رفقة فريق بارما، وحصل على بطولة الدوري الإيطالي رفقة السيدة العجوز 10 مرات، بينما فاز بالسوبر الإيطالي 7 مرات وكأس إيطاليا 6 مرات، كما بلقب الدوري الفرنسي عام 2019-2018 رفقة فريق باريس سان جيرمان وحصل على بطولة السوبر الفرنسي رفقة الفريق الباريسي.

الألقاب الفردية

وحصل بوفون على جائزته الفردية الأولى باعتباره أفضل حارس مرمى في أوروبا في 2003 بقميص يوفنتوس، وحصل على لاعب العام بالدوري الإيطالي موسم 2015-2016، فضلًا عن حصوله على جائزة أفضل حارس مرمى في أوروبا عام 2017، وحصل  على لاعب الموسم مرتين في 2016 و2018.

الألقاب الدولية

وكان الإنجاز الأكبر لـ بوفون دوليًا مع منتخب إيطاليا هو الحصول على لقب كأس العالم 2006، الذي يعتبر الإنجاز الأهم له في مسيرته الكروية بشكل عام، التي خاض فيها إجمالًا 975 مباراة حافظ على شباكه نظيفة في 429 مناسبة منها.