السبت 18 مايو 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

مدير المكتب التنفيذي لـ أربيكا: التعليم الوثائقي في الدول العربية يحتاج لإعادة نظر| حوار

الدكتور فيصل بن عبدالعزيز
ثقافة
الدكتور فيصل بن عبدالعزيز التميمي وسعيد زكي محرر القاهرة 24
الثلاثاء 08/أغسطس/2023 - 02:00 م

فيصل بن عبد العزيز التميمي: 

* استعادة أرشيفاتنا من الدول المستعمِرة يحتاج إلى مجهود كبير من جامعة الدول العربية

* من الممكن عمل أرشيف عربي مشترك ولكن بشروط.. والتخصص يعاني من التهميش

 

أمة بلا أرشيف هي أمة بلا ذاكرة وبلا هوية، لذلك تسعى كل دولة إلى تخليد ذاكرتها والإبقاء عليها من خلال أرشيف جامع لها، قد يكون ذلك من خلال جهود الدولة على المستوى المحلي الفردي، أو جهود على المستوى العالمي ومن هذا المنطلق الأخير جاء تأسيس المجلس الإقليمي العربي للمجلس الدولي للأرشيف "أرابيكا" كأحد فروع المجلس الدولي للأرشيف بهدف إقامة العلاقات وتعزيزها والمحافظة على استمرارها بين العاملين في الأرشيف في جميع بلدان المنطقة، وبين جميع المؤسسات والمنظمات المهنية التي لها علاقة برعاية وتنظيم وإدارة الأرشيف وأيضا دعم جميع التدابير المتخذة لصيانة وحماية التراث الأرشيفي للمنطقة، والدفاع عنه ضد أي نوع من المخاطر وتحقيق الازدهار في جميع النواحي والوجوه المتعلقة بإدارة وصيانة هذا التراث الأرشيفي.

وكذلك تسهيل الاستفادة من المواد الأرشيفية في المنطقة عن طريق التعريف بها بشكل أوسع، وتشجيع كل ما يسهل استعمالها والاستفادة منها، وتشجيع وتنظيم وتنسيق الفعاليات الخاصة بالحقل الأرشيفي في المنطقة.

في هذا الصدد التقى القاهرة 24 الدكتور فيصل بن عبد العزيز التميمي مدير المكتب التنفيذي للفرع الإقليمي العربي للمجلس الدولي للأرشيف (أربيكا)، أوضح خلالها أبرز الملفات والاستراتيجيات التي عليها الفرع مؤخرا وعلى رأسها استرداد أرشيفات الدول العربية المسلوبة من الخارج، كما أوضح مدى إمكانية إنشاء أرشيف عربي مشترك،، وغيرها الكثير من الأمور.. وإلى نص الحوار.

 

بداية نود أن نتعرف أكثر على الفرع الإقليمي العربيللمجلس الدولي للأرشيف من خلال حديث رئيسه الحالي. 

الفرع الإقليمي العربي هو فرع من المجلس الدولي للأرشيف وهو منظمة دولية تم إنشاؤها عام 1948 للعناية بالأرشيفات على مستوى العالم، والفرع العربي يضم عددًا من الدول العربية، التي أصبحت عضوة في المجلس الدولي للأرشيف. 

يركز الفرع الإقليمي العربي للمجلس الدولي للأرشيف نشاطاته واهتماماته على الأرشيفات العربية الموجودة داخل الدول العربية من خلال محاولة العمل على تنظيم ورعاية الأرشيفات العربية، وتقديم ما يوجد بها من معلوماته للعامَّة، وأيضا لصانعي القرار في الدول العربية.

الدكتور فيصل بن عبدالعزيز التميمي وسعيد زكي محرر القاهرة 24 

مؤخرا استضافت مصر- على مدار يومين- ندوة شارك فيها ممثلون عن دول عربية عدة حول واقع الأرشيفات العربية في الدول الأجنبية..  ما الهدف من الندوة وما أبرز التوصيات التي توصلت إليها؟ 

هذه الندوة جاءت استكمالًا لنشاط الفرع الإقليمي العربي للمجلس الدولي للأرشيف، بالتعاون مع الأمانة العامة لجامعة الدول العربية لوضع استراتيجية عربية موحدة لاستعادة الأرشيفات العربية المنهوبة والمسلوبة لدى الدول الأجنبية. 

كان هناك اهتمام من قبل الفرع باستطلاع آراء ومحاولة فهم وحصر ما يوجد لدى الباحثين العرب من محاولات لحصر الأرشيفات لدى الدول الأجنبية، فنحن يوجد لدينا عدد من الأرشيفات العربية لديها فعلا قوائم حصر للوثائق العربية الموجودة في الخارج.

 لكن يتبقى الجزء الثاني المتعلق بالباحثين العرب وهو ما دعانا لإقامة هذه الندوة لمحاولة لملمة الجهود العربية سواء كانت جهودا مؤسساتية أو جهودًا فردية من قبل باحثين لمحاولة حصر الوثائق العربية. 

الحمد لله، كان هناك مشاركات جميلة من قبل معظم الدول العربية من المشرق ومن المغرب تركزت على تجارب ناجحة لاستعادة هذه الأرشيفات لعدد من الدول، نحاول أن نستسقي من هذه الأوراق العلمية الدروس والعبر المستفادة من عملية كيفية استعادة هذه الدول أرشيفاتها وما هي الآلية المناسبة للتعاون مع الدول الأجنبية الأخرى المستعمرة فيما يتعلق بإيجاد آلية معينة للتفاوض لاستعادة مثل هذه الأرشيفات.

الدكتور فيصل بن عبدالعزيز التميمي وسعيد زكي محرر القاهرة 24 

هلا حددت لنا بعض الدول الأجنبية التي لنا أرشيف عربي فيها؟

الأرشيفات العربية توجد في الكثير من الدول التي كانت مستعمرة لبعض الدول العربية، مثل فرنسا وإيطاليا وبريطانيا وغيرها، وأيضا بالنسبة ما يتعلق بالوثائق الموجودة في تركيا. والغرض الأساسي للفرع حاليا هو استعادة هذه الأرشيفات.. صحيح أن هناك تم بالفعل استعادة بعضها، ولكن الجل الأكبر جارٍ العمل على استعادته، وهذا يتطلب مجهودا عربيا ضخما وعملا تعاونيا وعملا تشاركيا بدعم ومساندة من الأمانة العامة لجامعة الدول العربية.

ما طبيعة هذه الأرشيفات التي تتحدث عنها؟ 

نحن نتحدث عن نوعين من الأرشيفات، هناك أرشيفات مُرحّلة أو منقولة وهذه تخص الأرشيفات التي سلبتها الدول العربية التي  سلبته الدول الأجنبية خلال الاستعمار، وهناك أرشيفات أخرى كتبت عن الدول العربية لدى الدول الأجنبية كنوع من تأثير العلاقة فهذه يبذل فيها مجهود أيضا للحصول عليها، لكن التركيز الأساسي على الأشياء التي أخذت وسبلت من الدول العربية ونقلت إلى الدول الأجنبية فهذا. هو المحور الأساسي لاستراتيجية الاسترجاع بشكل كامل؟

إلى أي مدى تتوقع نجاح هذه الاستراتيجية في استرجاع الأرشيفات العربية؟

تم بالفعل استرجاع بعض الأرشيفات، لكن بجهود فردية من قبل بعض الدول ولدينا تجارب ناجحة في ليبيا وفي الإمارات العربية وفي المملكة العربية السعودية، لكن تظل هذه الجهود فردية تدخل ضمن اتفاقيات معينة ثنائية بين الدولة العربية والدولة الأجنبية، فهذا سبب أنه تمت استعادة بعض الأرشيفات، لكن تظل هناك أعداد كبيرة جدًّا من هذه الوثائق لم يتم الاطلاع عليها، ولم يتم البحث عنها وغائبة في مستودعات الدول الأجنبية، تركيزنا الأساسي على استرجاعها، وبدأنا ننقل العمل هذا من مستوى الفردية إلى مستوى العمل الجماعي العربي المشترك.

الدكتور فيصل بن عبد العزيز التميمي وسعيد زكي محرر القاهرة 24 

حدثنا عن تجربة المملكة العربية في التعامل مع الأرشيف من خلال المركز الوطني للأرشيف الذي تترأسه.

المركز وظيفته الأساسية حوكمة العمل داخل الوثائق في المملكة فيما يتعلق بآلية إنشاء الوثائق الحكومية وطريقة تداولها والاطلاع عليها وعملية تنظيمها والاستفادة منها وتقديم محتوى إلى الباحث وإلى صانع القرار، والجزء الأخير يتعلق بالإشراف على عملية الإشراف على إتلاف الوثائق نفسها فور انتهاء عمرها الزمني.

فالمركز يحوكم التعامل مع الوثائق منذ إنشائها حتى مآلها الأخير، سواء كان بالإتلاف أو بالحفظ الرسمي، يتعاون في تأدية هذه المهام عدد كبير من الأجهزة الحكومية، سواء في الهيئة الوطنية للأمن السيبراني وغيرها لمحاولة رعاية الوثائق والاهتمام بها سواء بشكل ورقي أو شكل إلكتروني.

هل ترى أن هناك إمكانية لعمل أرشيف عربي رقمي موحد؟ 

لكل دولة عربية خصوصية فيما يتعلق بوثائقها، ولها طريقتها الخاصة في التعامل معها، بالإضافة إلى إلى اعتبارات أخرى تنظيمية، وفيما يتعلق بسيادة كل دولة، لكن عمل أرشيف عربي يمكن أن يطبق على أرض الواقع، من خلال أن جميع الدول العربية تتبرع في عملية هذه الوثائق ويتم جمعها و"فلترتها" وفرزها، لكن في الأساس نحن نحاول أن ننهض بهذه الأرشيفات بشكل فردي ثم نتجه لعمل أرشيف عربي موحد.

كيف ترى واقع التعليم العربي فيما يتعلق بالوثائق والأرشيفات؟

التعليم الوثائقي في الدول العربية بشكل كامل، يعاني من عملية تهميش التخصص، والنظرة السلبية للمجتمع للأرشيف وما يتعلق بالأرشيفات، وهذه النظرة تؤثر على العمل وعلى القوى العاملة وتؤثر على الشخص في قراره بالانضمام إلى مجال الأرشيف. كل هذه الأمور تحتم علينا أن نعيد النظر في طريقة التدريس وطبيعة المواد التي يتم تدريسها للطبة بالجامعات العربية.

نحن نحاول في الفرع الإقليمي العربي للمجلس الدولي للأرشيف أن نضع دليلا استرشاديا لعملية التعليم والوثائق في الدول العربية، والأمور والأشياء الأساسية التي ينبغي التركيز عليها في التعليم الجامعي، وصولا إلى الدكتوراه، ويتم النظر فيها بشكل كامل لتتماشى مع التقنيات الحديثة المتطورة، وأيضا الاستفادة من ذلك في ضوء ما توصلت إليه الدول المتقدمة في مجال الأرشيف سواء الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وأستراليا وغيرها.

الدكتور فيصل بن عبدالعزيز التميمي وسعيد زكي محرر القاهرة 24 
الدكتور فيصل بن عبدالعزيز التميمي وسعيد زكي محرر القاهرة 24 
تابع مواقعنا