الأحد 28 أبريل 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

ابن يتبرع لوالده بـ65% من كبده│ والأم: مات بعدها بعامين.. وكنا بنكتب مواعيد الأدوية على حيطان البيت

الأب شوقي وابنه
كايرو لايت
الأب شوقي وابنه
الثلاثاء 29/أغسطس/2023 - 04:03 م

لا شيء يضاهي الشعور بالحب من قِبل أسرتك الصغيرة التي ظللت تحلم بتأسيسها طيلة العمر، وفي الحديث: (الدنيا متاعٌ، وخيرُ متاعِها المرأةُ الصالحة)، كما أنك لو فزت بـ ابنٍ بار، فقدت حصلت على أكبر النعم التي تُمنح لك في الحياة، أما الحاج شوقي فقد رُزق بالاثنين، حتى أنه قبل أن يسلم روحه إلى ربه، كان في حالة ارتياح واطمئنان لما حصل عليه في الدنيا، ويعرف أنه ينتظره في الآخرة، ذلك النعيم الذي كان يصفه في زوجته وابنه، الذي تبرع له بـ 65% من كبده.

الأب شوقي وزوجته أمل

ابن يتبرع لأبيه بفص كبد  

تروي الزوجة أمل حسن الحلو، خلال حديثها مع القاهرة 24، اللحظات العصيبة التي مرت عليها بدءًا من تعب زوجها، وحتى يوم الجراحة التي كادت تخسر فيه ابنها وزوجها معًا، مرورًا بوفاته بعد الزراعة بعامين ونصف.

كان شوقي عزت كبير معلمي مادة اللغة الإنجليزية بإحدى مدارس المنصورة الثانوية للبنات، يحبه الجميع ويشيدون بكونه أبًا قبل أن يكون معلمًا، وبدأت رحلة مرضه حينما كان ابنه محمد العشريني حاليًا، في المرحلة الإعدادية، حيث أصيب بدوالي وقيء دموي، وتم علاجه وعاد ليمارس حياته الطبيعية.

الأب شوقي وابنه محمد

لم يستمر الوضع الصحي المستقر طويلًا، حيث كشف الأطباء عن إصابته بتليف كبدي وبائي وفيروس سي، مؤكدين حينها أن وضعه يحتاج إلى العلاج وسيتمكن من التعايش مع المرض، ولا يحتاج سوى النظام الغذائي الصحي.

كانت زوجته أكثر من يحافظ على نظامه الغذائي ومواعيد الدواء، بحكم عملها أخصائية بمعمل تحاليل، ظلت تركض بين المستشفيات والأطباء حتى تحافظ على وضع زوجها مستقرًا.

الأب شوقي وزوجته أمل

وبالفعل ظلت الأمور هكذا حتى عام 2018، حيث بدأ الأب يعاني من ارتفاع درجة الحرارة وأصيب بإعياء شديد، ولم تظهر التحاليل سبب تلك المعاناة، إلى أن أظهرت الفحوصات الدقيقة وجود بؤر سرطانية في خلايا الكبد، أدت إلى تدهور حالة الكبد، والحل الوحيد هو الزراعة.

لم يفكر الابن محمد في الأمر، حيث بدأ في إجراء الفحوصات فورًا ليعلم إن كان يصلح هو للتبرع لوالده أم لا، ولكن ذلك الأمر الذي لم تتحمله الأم أمل، فكانت ترى أمام أعينها فقدان الأب والابن معًا.

الأب شوقي وابنه محمد

تمت السيطرة على البؤر السرطانية للأب الراحل شوقي من خلال 3 عمليات جراحية، لتأتي بعد ذلك نتيجة تحاليل محمد، والتي أذنت بدخول الثنائي للجراحة الكبرى، وهي زراعة الكبد من الابن للأب.

الفرحة والخوف والترقب، مشاعر لازمت الأسرة الصغيرة قبل العملية بيوم، ولكن استسلموا للقدر الذي لم يضع أمامهم حلولا أخرى، ودخل الأب أولًا جراحة لمدة 4 ساعات ثم التحق به ابنه محمد، واستغرقت الجراحة نحو 16 ساعة.

ساعات مريرة قضتها أمل، ليس فقط لأنها تودع زوجها وابنها معًا قبل دخول غرفة العمليات، ولكن لأنها لم تتمكن من المكوث معهم بالمستشفى يومها، بل ظلت بالبيت، محاولة الاطمئنان عليهما عبر الهاتف، قائلة: مقدرتش اقف على رجلي استناهم ولما مكانش حد يرد عليا كنت بموت، ابني وزوجي سوا معرفتش أتحمل.

تحكي أمل عن الدعاء الذي لم يفارق لسانها، والبكاء خلال كل صلاة، إلى أن خرج ابنها وزوجها من الجراحة، بعد أن تبرع الأول لأبيه بالفص الأيمن بالكامل بالكبد لأبيه، الذي احتاج فوق الـ 50 كيس دم.

الأب شوقي وابنه محمد

مرت أيام عصيبة طويلة أخرى، ما بين الاطمئنان على قبول الجسم للزرع، وعيش الأب ثلاثة أشهر كاملة في غرفة معقمة دون زيارة أسرته، ورغم ذلك كانت حالته الصحية في تحسن بحسب نتائج التحاليل.

تقول زوجته أمل: كنت بكتب الأدوية ومواعيدها بالثانية على حيطان البيت، عشان منساش أي حاجة، كنت خايفة عليه، وكان مهتم جدًا رغم تعبه بالصلاة لأن قلبه كان متعلق بيها، وكمان كان نفسه يرجع المدرسة.

بعد مرور عامين ونصف من زرع الكبد، وقبل 9 أيام من وفاة الأب شوقي، أُصيب بإعياء شديد مرة أخرى، فقد وعيه على إثر نزيف بالمخ من الدرجة الرابعة، وقبل وفاته بيوم واحد استعاد وعيه لساعات قليلة حتى يوصي زوجته من بعده قائلًا لها: أنا خلاص مش طالع تاني والبركة فيكي خلوا بالكم من نفسكم.

تابع مواقعنا