السبت 27 أبريل 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

في ذكري حرب أكتوبر 1973.. اعترافات من داخل إسرائيل وهكذا وثقوا تفاصيل الهزيمة

حرب أكتوبر 1973
كايرو لايت
حرب أكتوبر 1973
الجمعة 06/أكتوبر/2023 - 10:10 م

تحل اليوم الجمعة 6 أكتوبر 2023 الذكرى الـ 50 لاندلاع حرب أكتوبر 1973، حيث يحتفل المصريون بانتصارات أكتوبر التي عجز العالم العربي عن تصديقها، وقد اعترفت إسرائيل نفسها بقوة الجيش المصري وأنها استهانت به وتلقت على يده بجانب الدعم العربي أقوى هزيمة في تاريخها، فماذا حدث في حرب أكتوبر وكيف يراها الإسرائيليون ونتائجها وأفضل ما كتب عنها من قبل الإسرائيليين أنفسهم… هذا ما سنستعرضه خلال تقرير القاهرة 24.

حرب أكتوبر 1973

كانت حرب أكتوبر 1973 بمثابة قلم على وجه الغرب، وخاصة إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية وحلفائهما، فقد تهاونوا بقوة الجيش المصري والإرادة العربية، ليفشلوا في إدارة المعركة ويهزموا شر هزيمة بفضل تكاتف عربي متكامل الأركان، وفي كل ذكرى للحرب تتجدد أحزانهم وتخرج من سراديب حكومتهم وثائق تكشف تفاصيل جديدة عن فشلهم وسوء تقديرهم.

وفي الذكرى الـ50 للحرب، خرجت وثائق سرية تتعلق بـ حرب أكتوبر من العام 1973 من داخل الأرشيف الحكومي الإسرائيلي، أظهرت كواليس ما قبل اندلاع المعركة، وكيف كانت ترى إسرائيل الجيوش العربية وأين وضعت نفسها مقارنة بدول العالم أجمع.

حرب أكتوبر 1973

قصة حرب أكتوبر كاملة

تحدثت تلك الوثائق عن قصة حرب أكتوبر كاملة، وذلك من قبل اندلاع الحرب وحتى الهزيمة، حيث نشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، وثائق تاريخية أثبتت سوء تقدير للوضع واستبعاد تام لاندلاع الحرب من قبل وزير الدفاع الإسرائيلي ورئيس أركان الجيش، وأن المسؤولين الإسرائيليين في آخر اجتماع لهم قبل 18 ساعة من ساعة الصفر، اجتمعوا ليتفقوا جميعًا على أن الوضع لصالحهم.

وداخل مكتب رئيسة الوزراء جولدا مائير أجمعوا على أنه لا يمكن للعرب أن يخوضوا حربًا ضد إسرائيل، بل تطرقوا لمناقشة ملف إجلاء العائلات السوفيتية من مصر وسوريا، وما تحرص عليه الدولتان العربيتان من تدريب عسكري مشترك.

تغيب عن حضور الاجتماع زيفي زامير رئيس الموساد الإسرائيلي الذي كان في رحلة إلى لندن للقاء صديق، وقال وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه ديان خلال الاجتماع، إن الرصد الجوي أظهر استعداد كامل لدى القوات المصرية للهجوم خاصة سلاح المدفعية، مقترحًا مخاطبة الولايات المتحدة لإبلاغ روسيا بأن سوريا على وشك الهجوم على إسرائيل، وأن إسرائيل لا تحمل نوايا للهجوم، مع المطالبة بكشف النوايا السورية وإعلانها.

حرب أكتوبر 1973

ووفقًا للصحيفة، انعقد اجتماع آخر في مكتب مائير بعد ساعات من الاجتماع السابق، حيث استشعر القادة الاسرائيليين القلق تجاه النوايا العربية ولكنهم لم يفكروا في الحرب، وخلال الاجتماع الثاني اقترح إيلي زعيرا رئيس أركان الجيش الإسرائيلي تجاهل الاستعدادات المصرية والسورية، لأنها نابعة من الخوف من إسرائيل.

وأكد رئيس أركان الجيش الإسرائيلي وفقًا للوثائق بقوله "لسنا على أعتاب حرب جديدة أكثر عقلانية بالنسبة لي، استعداداتهم قد تكون قائمة على الاستعراض أو وجود مخاوف لديهم، وهذه ليست المرة الأولى التي نواجه فيها موقفا مشابها"، إلا أنه عاد ليقول: "لأكون موضوعيا، أعترف بأنني لا أملك أدلة كافية تؤكد عدم وجود نية لديهم لإعلان الحرب". 

فيما انتهى الاجتماع بتوصيات مائير بضرورة مراقبة الجيش للتحركات المصرية والسورية، وقالت بنبرة قلقة تساورها الشكوك: "على كل حال سأبقى هنا خلال هذه الفترة، وأنا مستعدة لجميع الاحتمالات، آمل ألا نصل لتلك المرحلة".

ولكن ما أكد قلقها معلومات وصلت إليها في صباح السادس من أكتوبر 1973، ترجح هجومًا مصريًا سوريًا وشيكًا، فعقدت مائير جلسة بحضور وزراء وقادة الجيش الإسرائيلي من أجل مناقشة تنفيذ ضربة استباقية ضد مصر وسوريا، إلا أن وزير الدفاع الإسرائيلي أفاد بأن تلك الخطوة ستكون خاطئة، وقال "لا يمكننا تنفيذ ضربة استباقية في هذا الوقت من وجهة نظر سياسية، حتى قبل خمس دقائق من اندلاع الحرب".

ووفقًا للصحيفة والوثائق الإسرائيلي، أيدت مائير وجهة نظر وزير الدفاع، مؤكدة أن "خيار الضربة الاستباقية مُغرٍ جدا ولكن علينا أن نتذكر أنها ليست حرب 1948، العالم الآن متيقظ ولن يصدقنا"، ولكن في ساعة الصفر فوجئت إسرائيل بالضربة الهجومية المعلنة للحرب، واعترف وزير الدفاع الإسرائيلي موشي ديان أن تقييمه كان خاطئًا.

حرب أكتوبر 1973

نتائج حرب أكتوبر

وحول نتائج حرب أكتوبر، فقد انهزمت إسرائيل وشكلت لجنة "أجرانات" للتحقيق في أسباب الهزيمة، وقال اللواء أركان حرب سمير فرج، مدير هيئة الشؤون المعنوية الأسبق بالجيش المصري في تصريحات سابقة للعربية، أن اللجنة خلصت إلى عزل رئيس الأركان الإسرائيلي، ومنعه من مزاولة أي مهام أخرى رئيسية في الدولة.

وكشف هجوم الصحف الإسرائيلية ووسائل الإعلام الرسمية على جولدا مائير لرفضها رفع درجة الاستعداد القصوى وعدم استدعاء الاحتياطي، خاصة مع وصول ما يفيد بقرب الحرب.

وأفاد اللواء أركان حرب سمير فرج بأن "لجنة أجرانات" كشفت عجز رئيس جهاز الموساد الإسرائيلي عن توقع الحرب، بل جزم بعدم وقوعها، ولم تنشر اللجنة تقريرها النهائي عن الحرب، لأنه سيورط مائير وموشيه ديان في فشل الحرب، الأمر الذي كان في غير صالحهما.

ولفت القائد الأسبق بالجيش المصري إلى خطة الخداع المصرية التي دبرها الرئيس السادات لإيهام روسيا بأن مصر لن تعلن الحرب في الوقت الراهن ضد إسرائيل، حيث أرسل السادات لروسيا قبل الحرب بشهرين خطابًا يفيد بعدم قدرة مصر على مواجهة إسرائيل لرفض روسيا إمداد مصر بالأسلحة، وهو ما جعل جولدا مائير تقتنع بعدم وقوع الحرب.

وكشف أن السادات اتخذ قرارًا بطرد الخبراء الروس من بلاده ردًا على رفض موسكو لتزويد مصر بما تحتاجه من أسلحة لشن الحرب، وأبلغ كيسنجر بضرورة التدخل للوصول لحل سلمي، خاصة مع الضغط الشعبي على السادات، داخل مصر لشن الحرب واستعادة الأرض المحتلة.

وأضاف اللواء أركان حرب سمير فرج: وابتلعت جولدا مائير الطعم لثقتها في صدق هنري كيسنجر، ولذلك لم تعلن التعبئة قبل بدء الحرب، وأدى ذلك لخسارة إسرائيل للمعركة.

حرب أكتوبر 1973

أفضل ما كتب عن حرب أكتوبر

أفضل ما كتب عن حرب أكتوبر من قبل الإسرائيليين أنفسهم، عدة كتب توثق اللحظات الأولى للحرب، وكيف تأثر المواطنون الإسرائيليون بالهزيمة، والتأثير المعنوي لتلك الحرب على قوة إسرائيل ومن تلك الكتب ما يلي:

  • كتاب "حرب يوم الغفران" للكاتب الإسرائيلي إيلي زعيرا: يروي الكتاب قصة حرب أكتوبر، ويركز على المعارك التي دارت في الجبهة المصرية، ومما ورد فيه "لقد كانت حرب أكتوبر هزيمة عسكرية كبيرة لإسرائيل، لكنها كانت أيضًا نقطة تحول في الصراع العربي الإسرائيلي. فقد أظهرت الحرب أن إسرائيل ليست محصنة ضد الهزيمة، وأن العرب قادرون على تحديها".
  • كتاب "الطريق إلى الحرب" للكاتب الإسرائيلي يجأل كيفنيس: يروي الكتاب قصة حرب أكتوبر من منظور القيادة الإسرائيلية، ويسلط الضوء على الأخطاء التي أدت إلى الهزيمة الإسرائيلية ومما جاء فيه: "لقد ارتكبت إسرائيل العديد من الأخطاء التي أدت إلى الهزيمة في حرب أكتوبر، فقد تجاهلت القيادة الإسرائيلية تهديد الحرب، ولم تستعد بشكل كافٍ للهجوم المصري والسوري".
  • كتاب "جهاد السادات" للمؤرخ الإسرائيلي شمعون ميندس: استغرق 7 سنوات لكتابته وكشف الأسباب الحقيقية التي أدت إلى مفاجأة الجيش الإسرائيلي بالهجوم، ومما جاء فيه: "الخدعة العبقرية التي نفذها الرئيس المصري محمد أنور السادات نسجت أساسا حول شخصية إيلى كوهين الإسرائيلي، فقد كان هذا هو مفهوم السادات الحقيقي، حيث أرسل أشرف مروان إلى الاستخبارات الإسرائيلية، مرتديا بدلة إيلي كوهين".
تابع مواقعنا