أول مصري يحصل على جائزة محمد بن زايد لأفضل معلم: أنا ابن مدارس الحكومة.. وأسرتي شركاء النجاح
الجمعة 29 سبتمبر الماضي، بينما كانت عقارب الساعة تسير رويدًا رويدًا في الصباح، كانت تتسارع دقات قلب أحمد علوان الذي كان في انتظار إعلان الفائزين في مسابقة محمد بن زايد لأفضل معلم، وكلما زاد القلق والخوف تباطأت حركة العقارب، حتى حل المساء وساد الصمت في المنزل بأكمله، إلى أن قطع الهدوء التام صوت اتصال هاتفي، ليطل علوان في ترقب وحذر على شاشة الهاتف ويجد الاتصال الذي انتظره نحو يومين كاملين، منسق الجائزة: مبروك يا دكتور أحمد حضرتك من الفائزين في المسابقة والسفر خلال 24 ساعة، حينها استراح المتسابق المصري، تنفس الصعداء، وتعالت أصوات الفرحة التي قضت على الصمت: ارتحت خلاص والقلق والتوتر راح، وحلت الفرحة.
في أقل من 24 ساعة، أنهى الدكتور أحمد علوان، المعلم بالمدرسة المصرية الدولية بالمعراج، الإجراءات وحزم أمتعته متوجهًا إلى الإمارات؛ للتكريم في مسابقة فريدة واستثنائية جائزة الشيخ محمد بن زايد لأفضل معلم في دروتها الرابعة، والتي يشارك فيها نحو 13 دولة من بينهم 3 دول أجنبية، "مكنتش مصدق نفسي، وهما قالوا إن كل الورق جاهز، وفعلا سافرت على طول، وكان التكريم التلات اللي فات"، ورافقه في رحلته محمد شريف، منسق الجائزة بوزارة التربية والتعليم.
عن كواليس المشاركة، يروي "علوان"، أنه منذ أن علم بالمسابقة عام 2020 وهو يعتزم التقديم فيها، غير أن مشاركته في مسابقة المشروع الوطني للقراءة، والذي حصد المركز الأول بها، منعته من التقديم، ليستعد ويخوض المسابقة في أكتوبر 2021، والتي بدأت المرحلة الأولى لمدة سنة كاملة في مصر، حيث انتهت في أكتوبر 2022، وتم تصعيد 3 متسابقين من مصر، كما يقول الدكتور علوان، وهم: الدكتور ربيع عبد الوهاب من بنها، والدكتورة خديجة النجار من الإسكندرية، وكنت ثالثهم، وكلنا معلمين وحاصلين على الدكتوراه.
نهاية 2022، بدأت المرحلة الثانية من المسابقة، والتي انتقلت من كونها محلية إلى عربية عالمية، حيث تنافس في المرحلة الثانية باسم مصر، وكان هناك 26 متسابقا من 10 دول عربية، وتم تصفيتهم لـ 15 فائزا كان من بينهم الدكتور أحمد علوان، كأول مصري يحصل على الجائزة، غير أنه كان يطمح أن يكون في صدارة القائمة، حيث يعلق: كنت أطمع في الحصول على مركز متقدم، لكن المعايير هي اللي اختارت وحسمت الأمر، وكنت من ضمن الـ15 الفائزين بالجائزة.
لم يكن فوز علوان بالجائزة وليد الصدفة، فكانت له إسهامات عدة، وضعته بين الفائزين بالجائزة العالمية، ولعل أبرزها مبادرة محاربة التسرب من التعليم، حيث يستكمل حديثه لـ القاهرة 24: "مكنش مجرد المبادرة بس، كان فيه معايير كتير وشروط أكتر، منها مقابلات شخصية وزيارات للمدرسة والاستماع لمدير المدرسة وزملائي المعلمين والطلاب في الفصل، ومراقبة استراتيجيته في التعليم والتعلم"، ولا يتوقف الأمر على مجرد دوره في المدرسة، "كان فيه كمان دورات تدريبية تخطى عددها الـ 2500 ساعة، ما بين مدرب أو متلقٍ، غير المشاركة المجتمعية والعمل في المناسبات الوطنية، وتقديم الأبحاث والمقالات والدراسات"، وفوق كل ذلك حصوله على الدكتوراه.
نحو 15 ألف استفادوا من الموقع الإلكتروني الذي دشنه، الدكتور علوان، كما يضيف: فيه 30% من الجائزة كانت على مبادرة إطلاق موقع علمني، لتعليم الكبار القراءة والكتابة، واللي استفاد منه 15 ألفا، في التعليم، وده بيرجع لسهولة طريقة الشرح، وملائمة المحتوى الموجود، مشيرًا إلى أن تلك المعايير جميعها نجح فيها، وجعلته بين أفضل 15 معلما للعام الجاري.
شركاء النجاح
لا ينسى المصري الأول الذي حصل على جائزة أفضل معلم، فضل أسرته والذين يصفهم بشركاء النجاح، حيث يشير إلى أن زوجته ذكية السيد، والتي تعمل معلمة لغة عربية، كانت لها دور كبير في مشواره للحصول على الجائزة لما لها من خبرة في مجال التدريس وهو نفس المجال، غير أن أولاده، المهندس عبد الرحمن، والدكتورة مرام، ومحمد، كانوا لهم دور في مراجعة الأفكار التي يطرحها، ووسائل تنفيذها وأحيانًا كانوا يساعدونه في الجولات الميدانية التي يجريها، وهو ما كلله فرحتهم العارمة بالجائزة وانتظارهم لوالدهم في المطار للاحتفال بالجائزة.
ويهدى علوان الجائزة لمصر، حيث يقول: "البلد هي أولى حد بالنجاح ده، ومبسوط إني قدرت أرفع علم مصر، ودخلت باسم مصر، وأنا متعلمتش في مدارس ولا جامعات خاصة، وأنا مدارس وجامعات حكومية، وأنا وولادي في تعليم حكومي اللي الناس قد تقدح فيه"، مقدمًا نصيحته للشباب: "الإنسان هو اللي بيبني نفسه، والحاجات دي بتيجي بعدين".
