الأحد 28 أبريل 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

مستشار مفتي الجمهورية: نجري اتصالات مع شخصيات أممية ودولية لتوضيح المآل الخطيرة لقصف غزة.. وهذه رسالة لشباب الإخوان بالداخل والخارج| حوار

الدكتور إبراهيم نجم
دين وفتوى
الدكتور إبراهيم نجم ومحرر القاهرة 24
الثلاثاء 31/أكتوبر/2023 - 10:07 ص

- مؤتمر الإفتاء العالمي أكد في توصياته الختامية على أصالة وأهمية القضية الفلسطينية
- الموقف الأوروبي تجاه القضية الفلسطينية يتميز بالتعقيد والتنوع
- ليس هناك إجماع أوروبي على دعم الاحتلال الإسرائيلي أو دعم القضية الفلسطينية
- الإفتاء تقوم بعدة أنشطة لإيصال الصورة الحقيقية للغرب حول ما يحدث في غزة 
- نحن في الدار لا نأبه لأية حملات مغرضة ونفتخر بوقوفنا في صف الوطن وخدمة الدين
- خلال السنوات الأخيرة حولنا قاعدة العمل بالإفتاء من الأفراد إلى العمل المؤسسي
- أنشأنا 18 من الصفحات بعدة لغات على مواقع التواصل الاجتماعي
- هذا هو موقف الدار من قضية الطلاق الشفوي
- أطلقنا فتوى برو الذي يخدم المسلمين في الغرب 
 

لا تترك دار الإفتاء المصرية والقائمون عليها، مؤتمرًا داخليًا أو خارجيًا لمناصرة القضية الفسلطينية، إلا وتهب إلى مساندة الشعب الفسلطيني وخطواته في التحرر واسترداد أرضه، ولعل المؤتمر العالمي الثامن للإفتاء خير شاهد على ذلك، إذ تحول إلى مظاهرة تأييد ومناصرة لفلسطين وأهل غزة وإلى دعم وثناء على عملية طوفان الأقصى التي بدأت في 7 أكتوبر.

الدكتور إبراهيم نجم، مستشار مفتي الجمهورية، والأمين العام لدور وهيئات الإفتاء في العالم، قال إن مؤتمر الإفتاء العالمي أكد في توصياته الختامية على أصالة وأهمية القضية الفلسطينية، مشيرًا إلى أن الموقف الأوروبي تجاه القضية الفلسطينية يتميز بالتعقيد والتنوع.

وخلال حواره مع القاهرة 24، علق نجم، على موقف محمد صلاح من القضية الفلسطينية والهجوم الذي تعرض له، قائلًا: نحن لسنا أوصياء على أحد، ونثمن كل موقف نبيل صدر منه ومن غيره كالتبرع لأهل غزة، ونأمل من كل عربي ومسلم أن يكون داعمًا للقضية الفلسطينية موضحًا للحقائق قدر المستطاع.

وإلى نص الحوار:

- ماذا قدم مؤتمر الإفتاء العالمي للقضية الفلسطينية؟

أكد المؤتمر في توصياته الختامية، على أصالة وأهمية القضية الفلسطينية، وأنها لا تموت بالتقادم، بل تظل حية في وجدان الأمة الإسلامية شعوبًا وحكامًا، وأنها قضية مصير تستحق كل التضحية والدعم، وكذلك ثمَّن المؤتمر دور مصر الرئيس في نصرة القضية الفلسطينية، والوقوف بكل صرامة وشجاعة أمام مخطط تصفية القضية بتهجير شعبها خارج أراضيه، وهو ما أكد عليه الرئيس عبد الفتاح السيسي في هذا الشأن، والذي أكد أيضًا على مسئولية مصر التاريخية والحضارية والإقليمية والدينية تجاه فلسطين، فضلًا عن أن المؤتمر شدد على دور العلماء في نشر الوعي بالقضية الفلسطينية، وشرح أبعادها الحقيقية للجماهير، ودعم دور العلماء في نصرة فلسطين، في تعريف الناس بأهمية وحقيقة القضية الفلسطينية، وقد أظهر المؤتمر تضامنًا حقيقيًا مع الشعب الفلسطيني، وأعطى الفرصة للضيوف للتعاطف مع فلسطين ودعمها، فضلًا عن أن بياناته الرسمية عن المؤتمر تناولت الموضوع بكل دعم وتأكيد.

- ما تعليقكم على الموقف الأوروبي تجاه القضية الفلسطينية ودعمه للاحتلال وما يشهده أهل فلسطين وغزة؟

لا شك أن الموقف الأوروبي تجاه القضية الفلسطينية يتميز بالتعقيد والتنوع، فيمكن تلخيص أبرز ملامحه كالتالي: حل الدولتين، فتؤكد كثير من الدول الأوروبية على حل الدولتين، وقيام دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية، وهناك موقف يتميز بالتوسط وعدم الحسم؛ فتميل بعض الدول نحو التوسط وعدم الحسم، بدعاوى الحيادية والموضوعية بين أطراف الصراع، وهناك موقف من بعض الدول الأوروبية لنبذ العنف؛ فتطالب أطراف النزاع بعدم التصعيد ونبذ العنف؛ مع تجاهل الأسباب الجذرية للنزاع.

إذًا، يظهر أن الموقف الأوروبي تجاه القضية الفلسطينية متغير وغير ثابت، وهذا يعكس التعقيدات المختلفة المرتبطة بهذه المسألة.

وتعليقي على الموقف الأوروبي؛ بلا شك ليس هناك إجماع أوروبي على دعم الاحتلال الإسرائيلي أو دعم القضية الفلسطينية، فالأمر بالنسبة لهم تحكمه المصالح السياسية، ولكننا نحيي كل موقف متوافق مع الموقف المصري تجاه القضية.

- ما تعليقكم على موقف محمد صلاح من القضية الفلسطينية والهجوم الذي تعرض له؟

نحن لسنا أوصياء على أحد، ونثمن كل موقف نبيل صدر منه ومن غيره كالتبرع لأهل غزة، ونأمل من كل عربي ومسلم أن يكون داعمًا للقضية الفلسطينية موضحًا للحقائق قدر المستطاع.

- ماذا قدمت الإفتاء خلال تلك الأيام لإيصال الصورة الحقيقة للغرب حول ما يحدث في غزة؟

دار الإفتاء المصرية تقوم بعدة أنشطة لإيصال الصورة الحقيقية للغرب حول ما يحدث في غزة والقضايا الأخرى المتعلقة بالأمة الإسلامية، كان آخرها أن كانت القضية الفلسطينية حاضرة بقوة في كافة فعاليات المؤتمر العالمي الثامن للإفتاء وفي توصياته، منها كذلك البيانات الرسمية، إلى جانب الاتصالات التي نقوم بها مع شخصيات أممية ودولية لتوضيح المآل الخطيرة لأعمال العنف التي تقوم بها قوات الاحتلال، فضلًا عن المنشورات والمقالات بلغات مختلفة على مواقع التواصل الاجتماعي.

- رغم الهجوم على الدار إلا أن صفحتها على فيس بوك تعد أعلى صفحة دينية على مستوى العالم تقريبا، كيف تحقق ذلك؟ 

نسعى دائما لتعظيم الاستفادة من الطفرة التكنولوجية والتقنيات الحديثة للتواصل مع الجمهور، ولدينا استراتيجية ومنهجية علمية واضحة تستهدف بناء الوعي لدى عموم الناس ومخاطبتهم من خلال المنصات التكنولوجية الأكثر انتشارا، لتقديم خدمة إفتائية مختلفة ومعلومات مدققه تراعي المنهج العلمي والأخذ برأي المتخصصين، وقد حققنا وصولا كبيرا إلى الجمهور المستهدف من خلال حملاتنا عبر منصات السوشيال ميديا، ونستهدف من تلك الحملات التفاعل مع الناس على أرض الواقع، والاستعانة بالمتخصصين للرد على كافة الأسئلة التي تدور في ذهن المتابع حتى تؤتي الحملات ثمارها وتحقق تفاعلا بناء يستهدف التقارب من الجمهور، وتعد صفحة الدار على الفيس بوك مصدرا مهما لاستقاء الأحكام الشرعية، كما أن الهاشتاجات والمبادرات والحملات التي قامت بها دار الإفتاء المصرية على صفحات التواصل الاجتماعي قد حققت تفاعلا كبيرا لكونها قضايا تستهدف مختلف أعمار الأسرة المصرية.

- سر الهجوم المستمر من جانب بعض الجماعات على دار الإفتاء المصرية؟ 

دأب أصحاب الفكر المتشدد يعتمد دائما على إثارة الجدل بلا مبرر، ظنا منهم أنهم يحتكرون الحق، مع أن الخلافات الفقهية موجودة، والقاعدة تقول: إنما ينكر المتفق عليه، ولا ينكر المختلف فيه، وهو مبدأ أصيل عمل به جميع العلماء المجتهدين، لم ينكر الإمام الشافعي على الإمام أبو حنيفة، ولم ينكر الإمام أحمد على الإمام الشافعي أو أبو حنيفة، بل كانوا يحترمون الاختلاف والاجتهاد المعتبر، وخلاصة الأمر أن من كثر علمه قل إنكاره، ونحن في دار الإفتاء المصرية لا نأبه لأية حملات مغرضة ولا نلتفت إلا إلى الإنسانية، ونفتخر بوقوفنا في صف الوطن وخدمة الدين والإنسانية؛ فدائمًا الأعمال الجادة والهادفة يتم استهدافها.

- هل يتغير رأي الدار في بعض الفتاوى من وقت لآخر؟ 

التجديد في الفتوي هو واجب الوقت، لما يستجد على واقعنا من نوازل ومستجدات تتطلب التعاطي معها بشكل مختلف، فالفتوى بنت زمانها، ودار الإفتاء بيت خبرة في مجال صناعة الفتوى وإبراز تفاصيل العملية الذهنية التي تدور في عقل المفتي ليصل في نهايتها إلى الحكم الشرعي الصحيح في مسألة مخصوصة أو واقعة معينة، ولدينا مرجعية علمية ومنهجية وسطية في فهم الأحكام الشرعية المستمدة من الفقه الموروث على نحو من التوافق بين الرؤية الشرعية ومقتضيات العصر، فنحن نؤمن أن الفتوى الرشيدة أساس الاستقرار المجتمعي.

- بعد التجديد للمفتي للمرة الثالثة.. ما أبرز الإنجازات التي حققته الدار خلال السنوات الماضية؟ 

استطعنا خلال السنوات الأخيرة تحويل قاعدة العمل بدار الإفتاء من الأفراد إلى العمل المؤسسي؛ فأصبحت مؤسسة رائدة ذات مرجعية فقهية إسلامية رائدة في صناعة الفتوى والعلوم الشرعية، يلجأ إليها الأفراد والمؤسسات محليًّا وإقليميًّا وعالميًّا، حيث توسعت الدار في إنشاء مجموعة مختلفة من الإدارات والأقسام الجديدة لضمان الوصول إلى كافة شرائح الأمة داخليًّا وخارجيًّا، فأنشأت مجموعة من الإدارات لضمان رسالتها لأكبر شريحة ممكنة من المسلمين منها إدارة (الفتاوى الشفوية – الفتاوى الهاتفية – الفتاوى المكتوبة – الإلكترونية بعشر لغات – إدارة الحساب الشرعي – إدارة التعليم عن بعد لتدريب المبتعثين على الفتوى – الترجمة – الموقع الإلكتروني – مجلة دار الإفتاء- إدارة فض المنازعات)، وكانت الدار حاضرة بقوة في المحافل الدولية والعلمية والملتقيات الفكرية حول العالم، وأصدرنا ما يزيد على 10 ملايين فتوى في مختلف الفروع والقضايا التي تهم المسلمين في الداخل والخارج.

وإيمانًا من الدار بأهمية الفضاء الإلكتروني ووسائل التواصل الحديثة والتكنولوجيا أنشأنا 18 من الصفحات بعدة لغات على مواقع التواصل الاجتماعي، كما أنشأنا في الخامس عشر من ديسمبر 2015م الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم بالقاهرة، بحضور أكثر من 80 دولة من مختلف دول العالم، حيث يتم من خلال هذه الأمانة بناء استراتيجيات مشتركة بين دور الإفتاء الأعضاء لمواجهة التطرف في الفتوى وصياغة المعالجات لمظاهر التشدد في الإفتاء، والتبادل المستمر للخبـرات بين دور الإفتاء الأعضاء والتفاعل الدائم بينها، كما صدر عن دار الإفتاء مجموعة من الإصدارات زادت عن 300 إصدار التي أثرت المكتبة الإسلامية وساهمت في بناء خطاب إفتائي رصين متصل بالأصل ومرتبط، فضلا عن إعداد الدورات التدريبية للمبعوثين لتدريبهم على مهارات الإفتاء والعلوم الإفتائية، إضافة إلى تدشين مجموعة من المراكز البحثية والأدوات الرصدية وإطلاق مجموعة من المبادرات والمشروعات الافتائية الواعدة.

- ماذا قدمت الإفتاء في ملف تجديد الخطاب الديني؟ 

نعمل في دار الإفتاء على عدد من المحاور لإعادة تصحيح المفاهيم وتقديم خطاب ديني رصين، فقد انصرفت أذهان الكثيرين إلى أن التجديد قاصر على الخطاب الديني الدعوي، متجاهلين ضرورةَ أن يكون التجديد في الفتوى هو رأس الحربة التي تنطلق منها دعاوى التجديد، خاصة بعدما أصبحت الفتاوى سلاحًا تستخدمه تيارات الدم والتخريب لشرعنة ممارساتها التي تخدم بها الأجندات الخارجية الممولة. 

ونحرص في دار الإفتاء على أن يجذب الخطاب الديني أفكار الشباب والأطفال وجميع الفئات، حتى يتوافق مع العصر، فتجديد الخطاب الديني يعني أن نأخذ من المصادر الأصيلة للتشريع الإسلامي ما يوافق كل عصر باختلاف جهاته الـ 4 «الزمان والمكان والأشخاص والأحوال»، بما يحقق مصلحة الإنسان في زمانه وفى إطار منظومة القيم والأخلاق.

- السوشيال ميديا بلا حاكم أو رقيب فكيف يتم التعامل معها ومع ما تثيره من فوضى للفتاوى؟ 

وسائل التَّواصل الاجتماعي والفضاء الإلكتروني بشكل عامٍّ حازت قيمةً كبيرة في حياتنا، بل هي من نِعم الله عزَّ وجلَّ على البشرية بصفة عامَّة، لقدرتها الفائقة على تيسير حياة الناس وعلى الإسلام بصفة خاصَّة في نشر تعاليمه السَّمحة إلى أماكن كان من الصعب الوصول إليها، لكنها تعد سلاحا ذو حدين ومن الأمور التي لها استعمالان وكل ما كان كذلك جاز استخدامه وتكون مسئوليته على المستخدِم. 

وعلى الشباب والمتعاملين مع مواقع التواصل الاجتماعي والفضاء الإلكتروني عدم تناقل الشائعات، أو أخذ الفتوى من غير أهلها وكذلك عدم نشر المعلومات والأخبار، دون التأكُّد منها والتحرِّي عنها ومعرفة مدى أثرها على الناس والمجتمع، وأن يشعروا بمسئولية ما يكتبونه؛ لأن الله تعالى يقول: {مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} [ق: 18]، فيكون كلامهم مشروعًا ليس مثيرًا أو خارجًا، ولكن فيه الفكر والعمق والتربية والرُّقِيُّ، ولا يصل إلى حدِّ الإسفاف كما نرى عند كثير من المستخدمين.

- هل يوجد فرع للدار في كل محافظة وكيف يتم التواصل مع تلك الفروع حال تواجدها؟ 

تستهدف دار الإفتاء توسعها رأسيا من خلال إنشاء فروع جديدة لنشر خدماتها في مختلف محافظات مصر، حيث تم افتتاح فرعين جديدين هذا العام في جامعة بني سويف ومحافظة مرسى مطروح؛ ويأتي ذلك استكمالًا لخطَّتها الخمسية التي أعلنت عنها الدار من قبلُ وبدأت في تنفيذها.

- موقف الدار من قضية الطلاق الشفوي؟ 

مسألة الطلاق الشفهي تحتاج إلى تعديل تشريعي ليقوم مجلس النواب بالتحقق من المصالح والمفاسد المترتبة عن هذا الأمر، إضافة إلى أهمية تدخل علماء الاجتماع ومراكز الأبحاث وعلماء الشريعة للإدلاء بدلوهم في هذه الظاهرة وإيجاد حلول لها وبالنظر في الوضع القانوني القائم فإن قانون الأحوال الشخصية الموجود والتطبيق القضائي والإفتائي لا يساعد أبدا على أن نقول إن الطلاق إذا صدر من الزوج ولم يوثقه بأنه لا يقع، ولكن بعد التحقيق والتحري إذا رأينا بأن هذا الطلاق هو واقع لا محالة فنفتي حينها بأن هذا الطلاق واقع، ونطالب السائل أن يوثقه عند المأذون، والقانون المصري يلزم الزوج بتوثيق ذلك الطلاق الذي أوقعه خلال 30 يوما وإلا وقع تحت طائلة القانون.

- هل هناك خلاف بين الأزهر والإفتاء في قضية الطلاق الشفوي؟ 

المؤسسات الدينية في الدولة تعمل في تكامل وتناغم مع بعضها البعض في نشر صحيح الدين، وإصدار الفتوى بدار الإفتاء المصرية يتم وفق المنهج الأزهري القائم على مراعاة المآلات والأحوال والعادات والتقاليد التي تتفق والشرع الشريف وكذا إدراك الواقع؛ وهو ما يفتح باب الاجتهاد أمام علماء الأزهر ودار الإفتاء للتفاعل مع قضايا الأمة، بما يعود عليها بالنفع، ويناسب العصر، ويسد الباب أمام الفتوى المتطرفة والشاذة.

- جهود الدار في تحسين صورة الإسلام بالخارج ومواجهة الإسلاموفوبيا؟ 

"الإسلاموفوبيا" أو العداء ضد الإسلام والمسلمين في الغرب هي ظاهرة مَرضيَّة أسس لها خطاب التنظيمات المتطرفة المحسوب ظلمًا على الإسلام يدعمه خطاب اليمين المتطرف في الغرب، ومع احتدام المعركة بين الخطابين يتحول العداء إلى تطرف عنيف يسدد فاتورته المسلمون في الغرب من دمائهم وأرواحهم، وقد أخذنا على عاتقنا نشر الصورة الحقيقية عن الإسلام، التي نأمل أن تمنح العالم فهمًا أفضل عن الإسلام، هذا الفهم بدَوره يساعدنا جميعًا على أن نحيا معًا في سلام واستقرار وتعاون متبادل، ولذا نحن نسافر إلى بلاد عدَّة من أجل الشرح والتوضيح والإجابة عن التساؤلات، ولدينا تجربة فريدة في تصحيح صورة الإسلام من خلال استخدام التكنولوجيا الحديثة ووسائل التواصل الاجتماعي، ولدينا إدارة للفتوى الإلكترونية والهاتفية، بالإضافة إلى إطلاق تطبيق فتوى برو الذي يخدم المسلمين في الغرب مع مراعاة السياق المجتمعي لبلادهم.  

- رسالة لشباب الإخوان المتواجدين بالداخل والخارج لا سيما بعد ما ظهور الوجه الحقيقي للجماعة؟ 

الأمم تُبنى على سواعد الشباب، والشباب هم عماد أي أمة من الأمم وسر نهضتها وبناة حضارتها وهم حماة الأوطان والمدافعون عن حياتها، والجماعات المتطرفة استغلت الدين وجعلته مطية لأغراض سياسية، وجماعة الإخوان الإرهابية تبنت فكر الخوارج واستغلت الدين للوصول إلى أغراض سياسية، ولا شك أن استغلال الدين للوصول إلى أغراض سياسية محكوم عليه بالفشل. 

ومن ثم على شبابنا ضرورة عدم الانسياق للوعي الزائف، لأن الفكر المتطرف لم يقدم شيئا للبشرية سوى الدمار والخراب والاستغلال السيئ للدين، وعلينا جميعا صد هجمة التطرف والإرهاب الشرسة التي تحاول استقطاب الشباب، كما على المؤسسات الدينية عبء كبير في احتواء الشباب ووضعهم على الطريق الصحيح وترسيخ مفاهيم وسطية الإسلام واعتداله، ومراجعة ما يُنشَر ويُبَث من مواد دينية بشكل مباشر أو غير مباشر، ومن أسباب الوقاية تنمية روح الانتماء في قلب الشباب وتوعيتهم بأهمية الوطن وتفعيل دورهم في بنائه وتعميره.

تابع مواقعنا