السبت 27 أبريل 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

بعد مطالبة المصريين بعودتها.. مشوار شركة النصر للسيارات من انطلاقة الستينيات إلى جراج التصفية

ماركات شركة النصر
اقتصاد
ماركات شركة النصر في مصر
الثلاثاء 31/أكتوبر/2023 - 10:25 م

أعادت حملات المقاطعة التي لجأ إليها المصريون عددا كبيرا من المنتجات المصرية إلى الصورة مرة أخرى، فضلا عن ظهور عدد كبير من المنتجات الجديدة والتي لاقت استحسان المصريين بشكل كبير. 

 

شركة النصر للسيارات اسم تكرر بقوة خلال الأيام الماضية على صفحات السوشيال ميديا، ولسان الشعب المصري، رغبة منهم في عودة هذه الصناعة مرة أخرى وفتح مجالات التصنيع، بما يتناسب مع حجم تاريخ الشركة وسمعتها لدى المواطنين.

تَساءَل المواطنون عن عودة واحدة من أقدم الشركات في مصر، والتي تمكنت خلال الفترات الماضية من توفير كافة احتياجات السوق المحلي، وحصل عليها كبار رجال الدولة خلال تلك الفترة، ورغبة من المواطنين المصريين لإعادة الصناعة المصرية لسابق عهدها، طرحت علينا سؤالا، ما هو تاريخ الشركة من البداية للتصفية؟، وما الصعوبات والمعوقات التي واجهتها؟، لنجد أنفسنا أمام عرض  القصة بالكامل أمام محبي هذه الصناعة والتي تعلقت بها قلوب المصريين عبر العصور الماضية وحتى في الأيام الحالية لتجمعهم جملة واحدة: “ يا ريت ترجع وتبقى مع الكل”.

القاهرة 24، يرصد في السطور التالية تاريخ الشركة منذ نشأتها حتى قرار تصفيتها فى السطور التالية:

تاريح انشاء شركة النصر للسيارات 

يرجع إنشاء النصر لصناعة السيارات لعام 1957، وذلك عندما صدر قرار وزاري بتشكيل لجنة تضم وزارتي الحربية والصناعة لدراسة وإنشاء شركة ومصنع لإنتاج الشاحنات والحافلات في مصر، وتمت دعوة شركات عالمية للمشاركة في التأسيس، وأُسند المشروع لشركة Klöckner-Humboldt-Deutz الألمانية سنة 1959.

تأسيس شركة النصر للسيارات

فى 23 مايو 1960 صدر قرار رئيس جمهورية مصر العربية جمال عبد الناصر رقم 913 بإنشاء الشركة وتسميتها شركة النصر لصناعة للسيارات، تم افتتاح خطوط التجميع في مصنع الشركة بمنطقة وادي حوف سنة 1960 على مساحة 480 ألف م2، وتوالت عقود مشروعات تصنيع سيارات الركوب مع شركة NSU الألمانية وشركة فيات الإيطالية، والجرارات الزراعية مع شركة IMR اليوغسلافية والمقطورات مع شركة بلاوهيرد الألمانية، ونظرا لزيادة الأعمال تم زيادة مساحة المصنع ليصل إلى أضعاف ما كان عليه قبل زيادة الأعمال.

زيارة الرئيس الراحل جمال عبدالناصر لمصنع النصر

تعد شركة النصر واحدة من كبرى الشركات  لصناعة السيارات شركة حكومية مصرية، تابعة للشركة القابضة للصناعات المعدنية إحدى شركات وزارة قطاع الأعمال العام، تعمل في مجال إنتاج السيارات الكهربائية، أنشئت بقرار رئيس جمهورية مصر العربية جمال عبد الناصر رقم 913 لسنة 1960، ضمن مشروع الحكومة المصرية في ذلك الوقت والمسمى من الإبرة إلى الصاروخ، بهدف تجميع السيارات في المرحلة الأولى ثم الانتقال لتصنيع السيارات بشكل كامل في مرحلة لاحقة، يقع مقرها الرئيسي ومصنعها في منطقة وادي حوف بحلوان جنوب العاصمة المصرية القاهرة، قامت بإنتاج عدة طرازات من السيارات والشاحنات.

اعلان شركة رمسيس

استهدفت الحكومة من إنشاء الشركة تجميع السيارات في المرحلة الأولى، ثم الانتقال لتصنيع السيارات بشكل كامل في المرحلة الثانية، وبدأت الشركة بـ 290 عاملًا حتى وصلت لأكثر من 12 ألف عامل من العمالة الفنية، بالإضافة إلى العمالة في مصانع الصناعات المغذية للشركة، وعملت شركة النصر على تجميع سيارات فيات في مصانعها وحازت على ثقة المصريين، وكانت أكثر السيارات مبيعًا في السوق المصرية.

ماركات سيارات شركة النصر

شركة النصر استمرت في تصنيع سيارات فيات التي تم إنتاجها في إيطاليا، بالتعاون مع شركات السيارات المتعاونة مع فيات والحاصلة على ترخيص بتعديل هذه الموديلات، وظلت النصر تنتج السيارة نصر 128 - أنتجتها فيات سنة 1969 - بالتعاون مع شركة يوجو الصربية، وأنتجت شركة النصر أيضا السيارة نصر شاهين وهي موديل معدل في شركة Tofaş التركية من السيارة فيات 131، وكذلك السيارة فلوريدا بالتعاون مع شركة يوجو الصربية، وهي نموذج معدل من سيارة فيات 128.

تفقد الرئيس جمال عبدالناصر سيارة نصر 1100

تحول الشركة النصر من المكسب للخسارة

في بداية فترة التسعينيات شجعت الحكومة المصرية على إنشاء مصانع خاصة لإنتاج وتجميع السيارات، وبدأت عدة شركات عالمية بإنشاء مصانع لها في مصر وقدمت عدة موديلات حديثة تلبي احتياجات المستهلك مقارنة بما كانت تقدمه شركة النصر من موديلات أوقف إنتاجها في مصانع فيات منذ سنوات، حيث ظهرت ماركات أخرى مثل سوزوكي، بيجو وأوبل التابعة لمصنع جنرال موتورز مصر العامل في مصر منذ نهاية السبعينيات، وفي ظل هذا التنوع الكبير والمنافسة الشرسة، وعدم توافر عملات أجنبية لإبرام اتفاقيات السيارات المراد تجميعها، والسياسات الاقتصادية الخاصة بتحرير سعر الصرف والتي انتهجته الحكومة في ذلك الوقت، بالإضافة إلى سياسات الحكومة في التسعير الجبري المنخفض للسيارات خلال فترة السبعينيات وأوائل الثمانينيات، لتيسير حصول المواطنين على سيارة بما يتناسب ومتوسط دخل الفرد في مصر، كل تلك الأسباب أدت إلى انخفاض مبيعات الشركة بشدة مما أدى إلى زيادة الديون المتراكمة عليها.

ووفقا لإعلان منشور بأحد الجرائد يرجع تاريخه إلى عام 1962، عن فتح باب الحجز لشراء سيارات «نصر» موديل نصر 1300 ونصر 2300، اعتبارا من 24 مارس من نفس العام على أن يبدأ التسليم في الـ23 من يونيو، وذلك بمناسبة العيد العاشر للثورة المباركة.

وحسب الملصق الدعائي لشركة النصر لصناعة السيارات التابعة للمؤسسة المصرية العامة للصناعات الهندسية وقتها، توضيح شروط التقديم على شراء السيارات المعلن عنها والتي جاءت أسعار سيارات النصر عن طريق سداد مبلغ 210 جنيهات مقدم للسيارة نصر موديل 1100، وسعرها نقدًا 700 جنيه، وسداد مبلغ 270 جنيها مقدم للسيارة نصر موديل «1300»، وسعرها نقدًا 900 جنيه، وسداد مبلغ 504 جنيهات مقدم للسيارة نصر موديل 2300، وسعرها نقدًا 1680 جنيها.

إعلان شركة النصر للسيارات

تاريخ تصفية شركة النصر للسيارات

فى ظل التحديات السابقة تقرر تصفية شركة النصر لصناعة السيارات بسبب تراكم مديونياتها إلى حوالي مليار جنيه، وتم تقليص عدد العمالة من 10 آلاف لـ  300 عامل، حيث قدمت الشركة ميزانياتها محققة خسائر 165 مليون جنيه، وفي 17 نوفمبر 2009 صدر قرار من رئيس الشركة القابضة للصناعات المعدنية المالكة لشركة النصر بتصفية الشركة وإحالة العاملين إلى المعاش المبكر، وفي مارس 2013 أقر مجلس الشورى عودة الشركة للعمل لكن تحت إشراف وزارة الدولة للإنتاج الحربي والتي وافقت على إعادة المصنع للعمل تحت إشرافها في أبريل 2013.

حاولت الشركة إعادة الإنتاج في مجال الصناعات المغذية لصناعة السيارات، وأُجريت مفاوضات لتسوية مديونيات الشركة لتمكينها من العمل بشكل جيد، وفي أكتوبر 2016 عادت تبعية الشركة للشركة القابضة للصناعات المعدنية مرة أخرى، وفي أغسطس 2022 تم دمج الشركة الهندسية لصناعة السيارات في شركة النصر وذلك لإنشاء كيان متخصص في إنتاج وتصنيع السيارات الكهربائية.

محاولة إحياء شركة النصر مرة أخري 

قطعت الحكومة أشواطًا هائلة من المفاوضات مع إحدى الشركات الروسية في عام 2017، ثم مفاوضات أخرى مع شركة إيطالية في عام 2018 لم تكلل بالنجاح، إلى أن استقرت حاليا على التفاوض مع شركات هندية وصينية.

في أغسطس 2022، اعتمدت الجمعية العامة غير العادية لشركة النصر لصناعة السيارات التابعة للشركة القابضة للصناعات المعدنية، إحدى شركات وزارة قطاع الأعمال العام، قرار دمج الشركة الهندسية لصناعة السيارات في الشركة.

سيات النصر التي كانت مرتقبة

القرار جاء في إطار خطتها لتوطين صناعة المركبات الكهربائية بأحجامها المختلفة في ظل التوجه العالمي نحو التحول إلى الاقتصاد الأخضر، وتكوين كيان قوى في هذه الصناعة وتحقيق التكامل بين الشركتين خاصة وأنهما تعملان في نشاط متماثل، ومتجاورتان في موقع العمل بمنطقة وادي حوف في حلوان، تضمنت مشروعات الكيان الجديد إنتاج مركبات كهربائية متنوعة من السيارة “السيدان” والميكروباص وبديل للتوك توك، فضلا عن مشروع تطوير البطاريات ونظم التحكم، وذلك بالتعاون مع شركات عالمية ومحلية.

تاريخ الشركة الحافل بالسطور الماضية، خلد في ذاكرة المصريين إعادة هذه الصناعة صاحبة التاريخ والعلامة البارزة التي ارتبط بها المصريون على مر العصور الماضية، ليبقي السؤال الذي يتردد على لسان حالهم، هل تنجح حملات المقاطعة في إعادة شركة النصر للسيارات؟

تابع مواقعنا