هل يعلن حسن نصر الله الحرب على إسرائيل في خطابه اليوم؟
يدلي الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، اليوم الجمعة، أول خطاب علني له منذ أن اندلعت الحرب بين حركة المقاومة الفلسطينية حماس وإسرائيل، وسط ترقب من الجميع للخطاب الذي سيتم فحصه بحثا عن أدلة حول الكيفية التي قد يتطور بها دور الجماعة في الصراع، حيث إن الاشتباكات اليومية لا زالت تندرج تحت سقف أن كلا الطرفين لا يريدان خوض حرب كبيرة بينهما أو أقله يحاول كل طرف منهما ألا يتحمل بشكل مباشر مسؤولية اندلاعها.
ويشتبك حزب الله، وهو قوة عسكرية لا يستهان بها تدعمها إيران، مع القوات الإسرائيلية على طول الحدود، حيث قُتل 50 من مقاتليه في أعنف تصعيد منذ أن خاض حربًا مع إسرائيل في عام 2006، وفي هذا الصدد اختلفت آراء السياسيين اللبنانيين، بين من يرى أن حرب الله قد ينجر إلى حرب مع الاحتلال الإسرائيلي، وآخر يرى أن ما يحدث ليس إلا مجرد مناوشات على الحدود ولن يتطور الوضع.
الاحتلال يستفز حزب الله بتوسيع رقعة المواجهة
محمد سعيد الرز، المحلل السياسي اللبناني، قال إنه في الفترة الأخيرة لوحظ أن الاحتلال الإسرائيلي يستفز حزب الله بتوسيع رقعة المواجهة، حيث شملت مواقع في القطاع اللبناني الجنوبي الأوسط.
وأضاف الرز في تصريحات لـ القاهرة 24، أنه وفي ظل مواقف تصعيدية وتهديدات من الجانب الإسرائيلي خاصة من مسؤول الأمن القومي الذي قال بأنه بعد انتهاء الحرب على غزة سيتوجه الجيش الإسرائيلي لتصفية حزب الله مستفيدا من الدعم الأمريكي والأوروبي العسكري والمباشر من خلال البوارج وحاملات الطائرات المتواجدة في شرق البحر الأبيض المتوسط، فحزب الله من جهته كان يجري حساباته بدقة استنادا إلى كل الوقائع على الأرض وفي البحر إضافة إلى وضع لبنان وأزماته المتعددة، لكنه كان يبحث عميقا في طبيعة المواجهة بعد انتهاء الحرب على غزة.
وأكد: حزب الله إلى الآن لم يحسم هذا البحث خاصة في ظل التطمينات التي تعهدت بها الولايات المتحدة وأبلغتها إلى إيران عبر طرف ثالث بأنه لن يكون هناك فتح للجبهة من قبل إسرائيل مع لبنان أكثر مما هو واقع الآن كما أنه لا يوجد خطة لمحاولة تصفية حزب الله، وصرح وزير الخارجية الإيراني عبد اللهيان بأن بلاده لا ترغب بتوسيع المواجهة.
ولفت إلى أن التطمينات الأمريكية غير موثوقة بنظر حزب الله، ولذلك فهو يحافظ على قواعد الاشتباك الحالية من جهة، ومن جهة ثانية على إتمام كل الاستعدادات سواء بالمقاتلين أو بالصواريخ أو بخطط الاقتحام.
الوضع القائم حاليا قد ينهار في أي لحظة مع ازدياد مجازر الاحتلال
أما زياد علوش المحلل السياسي اللبناني، قال إن الوضع القائم حاليا قد ينهار في أي لحظة بفعل أن أطروحة وحدة الساحات والجبهات لدى محور المقاومة تتعرض لمزيد من الضغوط مع ازدياد مجازر جيش العدو الإسرائيلي في غزة.
وذكر علوش في تصريحات لـ القاهرة 24، أن هناك قلقا كبيرا في لبنان من تداعيات تطور الأحداث بشكل دراماتيكي لما يمكن أن يحدث من دمار وتداعيات في ظل واقع لبناني هش على مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية، وأيضا الواقع العربي الراهن والتأزم في علاقته مع لبنان.
وأشار إلى وجود اعتقادات بأن إيران ستضبط أذرعها في المنطقة وستبقي على المناوشات ضمن رقعة الشطرنج بانتظار الاحتمالات المفتوحة على وقع المجازر المتسلسلة في قطاع غزة، وذلك بعد تهديدات الرئيس الأمريكي جو بايدن بعدم توسيع رقعة الحرب.
ما يحدث مجرد مناوشات ولن يتطور إلى الحرب
وعلى الجانب الآخر، قال فادي عاكوم المحلل السياسي اللبناني، إن ما يجري في جنوب لبنان يعتبر أمرا طبيعيا بسبب الارتباك السياسي والعسكري والتنظيمي، والتبعية لـ الحرس الثوري الإيراني بين حزب الله وحماس.
وأضاف المحلل السياسي اللبناني في تصريحات لـ القاهرة 24، أن حزب الله يجري مناوشات مع جيش الاحتلال الإسرائيلي، وليس معاركًا لأن كلا الطرفين لا يستطيع الآن خوض مغامرة عسكرية كبيرة.
ولفت عاكوم، إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي لن يدخل حربًا مع حزب الله بسبب جبهة غزة؛ كونه لا يستطيع القتال على جبهتين على الإطلاق فسيكون بين فكي كماشة.
وأردف عاكوم: أما بالنسبة لحزب الله، فهو لن يدخل الحرب مع إسرائيل بسبب الأوضاع المتردية في لبنان إذا كان سياسيا أو اقتصاديا أو أمنيا، كون لبنان بات من الدول المهددة بالانهيار الاقتصادي التام والاجتماعي التام بسبب الأوضاع الاقتصادية.
وأضاف: حزب الله لن يغامر بشعبيته والسكوت عنه من الأطراف المعارضة له إن دخل عملية عسكرية، التي ستجلب عليه وعلى لبنان واللبنانيين الويلات، فالشعب اللبناني لا يستطيع تحمل تكلفة الحرب في الوقت الحالي.
وأفاد المحلل السياسي اللبناني، بأنه ليس من المتوقع أن تتوتر الأمور في لبنان أكثر من ذلك، بل على العكس ستظل كما هي أو تهدأ قليلا بانتظار المرحلة المقبلة في لبنان، التي ستشهد انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة وغيرها.
وأكد أن الجنوب اللبناني سيبقى كما عليه في المناوشات، مضيفا: الجيش الإسرائيلي حريص جدا على تجنب قصف المناطق المدنية بلبنان، وهذا ليس ما اعتدناه من جيش الاحتلال، الذي كان عندما تطلق أي رصاصة تجاهه يقابلها بوابل من الصواريخ العشوائية التي تطال مناطق حزب الله والمناطق المدنية، حتى الآن الصواريخ أصابت حزب الله الذي تكبد خسائر بشرية كبيرة تفوق 100 قتيل حتى الآن.
