الإثنين 29 أبريل 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

علبة عصير كتبت النهاية

الجمعة 03/نوفمبر/2023 - 05:52 م

• من الحوادث اللي كان ليها صدى قوي السنة اللي فاتت في الهند هي الحادثة اللي حصلت للطالب المتفوق "بالا مانيكاندان" اللي كان عنده وقتها 13 سنة!.. "بالا" كان طالب متفوق بشكل ملحوظ جدًا وعلى طول بيطلع الأول على الفصل بتاعه.. في نفس الوقت الولد كان بيساعد أي حد من الطلبة زمايله اللي بيحتاجوه يشرحلهم حاجة.. طفل مثالي من ناحية العقل والأخلاق وكل المميزات اللي يتمناها أي شخص في ابنه.. في يوم رجع "بالا" للبيت وهو حاسس إنه نعسان زيادة عن اللزوم على عكس العادة!.. الطبيعي بتاعه إنه كان بيرجع من المدرسة وهو مركز جدًا ويقعد ياكل مع أسرته ويذاكر ثم بينام بالليل خالص.. النعاس كان معاه شوية دروخة وبدايات مغص قوي.. والدته سألته طب أنت أكلت أو شربت حاجة في المدرسة؟.. رد عليها إن أيوا حارس المدرسة إداله عصير فشربه وهي دي الحاجة الوحيدة اللي دخلت بطنه طول اليوم.. بعدها بلحظات المغص زاد وحصل معاه تقلصات رهيبة مابقاش "بالا" قادر يستحملها فأخده والده ووالدته لمستشفى " كاريكال" الحكومي عشان يتعالج!.. للأسف كلها ساعات وكان فارق الحياة وسط علامات استفهام كبيرة عن سبب اللي حصل ده كله!.. الأب وبعد ما فاق من صدمة فقدانه لابنه قرر يبحث ورا الموضوع ده.. راجع كلام "بالا" إن الحارس هو اللي إداله العصير فطلع على المدرسة ومسك في رقبة الحارس وهو بيخنقه بقوة وبيسأله أنت عملت كده ليه؟.. الحارس اللي كان بيحاول يتخلص بصعوبة من إيد والد "بالا" اللي كانت عاملة زي الكلبشات حوالين رقبته، ورد بصوت خرج منه بالعافية إن مش أنا اللي عملت كده.. والد "بالا" خفف الضغط على رقبته عشان يفهم أكتر منه.. الحارس قال له إنه كان واقف في الوردية بتاعته عادي لحد ما جت واحدة ست مغطية وشها وسلمته إزازة عصير وقالت له إن أسرة "بالا" باعتينها له وأنا كل اللي عملته إنه إدتها للولد.. الوالد سأله مين الست دي؟.. الحارس رد إنه مايعرفهاش وماشفش وشها لإنها كانت مغطياه وإنه افتكر إنها مغطية وشها كنوع من الخجل أو طبيعة شخصيتها أو يمكن عندها حاجة في وشها عايزة تداريها.. نبرة الصدق في صوت الحارس وهو بيحكي خصوصًا كمان لما بكى أثناء كلامه خلّوا والد "بالا" يميل لتصديقه بالذات برضه إن الحارس كان بيحب ابنه فمفيش مبرر يخليه يكذب.. راح الأب لقسم الشرطة وحط قدامهم كل المعلومات اللي عنده وبدأوا يتحركوا.. الخطوة الأولى كانت مراقبة الكاميرا اللي قدام بوابة المدرسة واللي من خلالها اتأكدوا إن فعلًا فيه واحدة ست سلمت الحارس إزازة العصير.. تمام طب والخطوة التانية؟.. الهند وتحديدًا المدينة اللي حصلت فيها الحادثة مفيش عندهم كاميرات مترشقة في كل متر، وبالتالي عملية متابعة حركة أي مجرم من كاميرا لكاميرا مش بتبقى أسهل حاجة.. لكن من حسن حظ الولد الغلبان "بالا" اللي ربنا كان رايد إن حقه يرجع؛ الست اللي عملت المصيبة دي فضلت محافظة على نفس اللبس بتاعها بنفس حركة تغطية الوش مسافة طويلة.. طب وده مفيد في إيه؟.. لأ طبعًا مفيد جدًا.. لما الظابط المسؤول عن التحقيق صمم يتابع تسجيلات الكاميرات حتى ولو فيه مسافات بعيدة بينهم وبين بعض اكتشف إن الغبية المتهمة فضلت محافظة على نفس طلتها وهيئتها لمسافة 2 كيلومتر.. كان واضح إنها نسيت أو ماخدتش بالها!.. كان واضح كمان إنها مروحة بيتها بنفس اللبس والهيئة!.. كاميرا سلمت كاميرا لحد ما في النهاية اكتشفوا إيه؟.. إنها سيدة اسمها "ساجياراني فيكتوريا" والدة طفلة اسمها "أرول ماري" من زمايل "بالا" في المدرسة وفي الفصل كمان!.. الله!.. تم القبض عليها واستجوابها.. في البداية أنكرت تمامًا وقالت إن إزاي هقتل طفل كان زميل بنتي وكنت بحبه وياما شرح لها اللي مش فاهماه، وكان زي أخوها بالظبط.. بس بعد الضغط عليها ومواجهتها بالفيديوهات واعترافات الحارس اعترفت أخيرًا.. أيوا أنا اللي عملت كده، وكنت حاطة سم مركز في العصير اللي سلمته للحارس عشان يدِّيه لـ "بالا" ويموت.. تمام ليه بقى؟.. الست بمنتهى القوة وعدم الدم قالت: (أردت التخلص منه لأنه الوحيد الذي يأخذ درجات أعلى من ابنتي في المدرسة).. يا نهار منيل!.. بقى عشان كده بس؟.. أكدت ردها إن أيوا هو ده السبب الوحيد.. الغريب إن الست دي وبعد ما تم توقيع الكشف الطبي عليها عشان يتأكدوا إنها عاقلة طلعت في قمة العقل والاتزان طبيًا، ومعندهاش أي سوابق لأزمات نفسية تخليها تعمل اللي عملته!.. لما حاكموها وقبل ما القاضي ينطق بقراره بإعدامها قال إن كراهيتها غير المسببة كانت هي المحرض الأساسي على فقدان طفل بريء لحياته، وفقدان بنت لأمها لما تتعدم، وفقدان المجتمع لجزء ليس بقليل من أمانه.
 

المتهمة "ساجياراني فيكتوريا" أثناء التحقيق معها


• اللي كارهك ومش رايدلك الخير هيفضل كده حتى لو سلمته نفسك بمنتهى الرضا، واللي بيحبك هيفضل شاريك وهيتجاوز بسهولة ألف خلاف كان ممكن ينهوا العلاقة.. ليه؟.. لإن محبته ليك هي اللي سابقة وسايقة.. زي ما الحب بيكون بدون أسباب، الكراهية ليها مليون سبب، ومن مصلحتك إنك ماتدورش عليهم لإنك هترجع من الرحلة دي بالمليون سبب وبدون ما تعرف أنهي سبب منهم بالذات هو اللي كان السبب!.. غيران منك.. مستكتر اللي انت فيه عليك وشايف نفسه أولى بيه منك.. متضايق من محبة غيرك ليك.. لقى إن حد هو مش بيحبه قريب منك فبالتالي قسم عداوته دي بينك وبين الحد.. حاسس إنك بتهدد مكانه.. شايفك أفضل منه بأي شكل في أي حاجة، وغيره، وغيره.. هتتعلم بالتجارب وبمرور السنين إن الكراهية لا تستحق مشقة البحث عن أسبابها.. ربنا يديم علينا نعمة قُرب المحبين المخلصين، ويبعد عننا مكر وكراهية المنافقين أصحاب المحبة المزيفة الهشة اللي ليها ألف غرض تاني إلا محبتنا نفسها.

تابع مواقعنا