الأربعاء 01 مايو 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

الماء أغلى من الذهب.. فلسطيني يروي لـ القاهرة 24 رحلة إجلاء أسرته من غزة تحت القصف الإسرائيلي

المواطن إسماعيل طه
أخبار
المواطن إسماعيل طه - فلسطيني أردني
السبت 04/نوفمبر/2023 - 09:24 م

في صباح السابع من أكتوبر الماضي، استيقظ إسماعيل طه، مواطن فلسطيني أردني، على اتصال من زوجته في مدينة غزة، تخبره بقيام حركة حماس الفلسطينية بعملية مسلحة داخل غلاف قطاع غزة، والمعروفة إعلامية بعملية طوفان الأقصى، كان إسماعيل في ذلك الوقت بالأردن، وزوجته وأطفاله يزورون أهله في مدينة غزة.

أخذ رب الأسرة يتابع الأحداث من خلف الشاشات، وسط نوبات من القلق المتصاعدة تعتري قلبه؛ خوفا على زوجته وأطفال وما قد يصيبهم من ضرر جراء رد إسرائيلي غاشم يبيد الأخضر واليابس.

التحليق إلى قطاع غزة في رحلة إجلاء الأسرة من القصف الإسرائيلي

ومع تصاعد وتيرة الأحداث، لم يتمالك إسماعيل نفسه، ليقرر السفر على أول طائرة متجهة من عمان إلى القاهرة، ليتوجه بعدها إلى قطاع غزة من خلال معبر رفح البري، ليكون بجوار أسرته سندا وأمانا لهم، والعودة بهم إلى الأردن في أسرع وقت.

وقبل غروب شمس اليوم الثاني من أحداث طوفان الأقصى، وصل إسماعيل طه، إلى منزله في مدينة غزة، ليضم أطفاله وزوجته إلى كنفه، ويطمئن على سلامة أمه وإخوانه من أي أعمال عدائية من جيش الاحتلال الإسرائيلي.

وتواصل إسماعيل مع المسئولين بالخارجية الأردنية، لإبلاغهم بمكانه وسؤالهم عن أي محاولة لإجلاء الرعايا وتسهيلات لخروجهم من القطاع، ومع تصارع وتيرة التصعيد العسكري الإسرائيلي وتزايد أعمال القصف، قرر رب الأسرة النزوح بهم تجاه جنوب قطاع غزة.

القصف يصيب الأطفال بنوبات فزع

ولم يكن قرار إسماعيل بالنزوح مخلفا وراءه منزله وأملاكه خياره الأول، فتحذيرات جيش الاحتلال، أجبرته على ذلك، حيث تضمنت إخطار المواطنين بمغادرة المنازل والتوجه جنوب قطاع غزة لقيامهم بغارات جوية؛ تستهدف قصف المباني السكنية، بحجة محاربة حركة حماس.

كما كان لدوي القصف وقع مفزع على نفوس أطفاله، فمع كل غارة لجيش الاحتلال تعلو صرخات الصغار من شدة الضرب، فلم يكن لإسماعيل الخيرة من أمره، إلا النزوح إلى منزل صديق له جنوب رفح الفلسطينية، ليمكث هناك نحو 17 يوما، يرابط فيها على قلوب أطفاله، لحين انتهاء التنسيقات الأدرنية والعودة بهم إلى عمان.

المواطن الفلسطيني إسماعيل طه بالحجر الصحي بالمعبر البري رفح

ترك الأهل إجبارا يعصر القلب حزنا

وبعد انقضاء المدة جاءه اتصال الخارجية الأدرنية بالتوجه إلى معبر رفح البري في الأول من نوفمبر الجاري؛ لعبور الرعايا الأجانب ومزدوجي الجنسية وإجلائهم من القطاع، ورغم سروره بالنبأ، فإن قلبه اعتصر خوفا وقلقا على عائلته - إخوانه وأمه – التي سيضطر مجبرا على تركهم هناك؛ لأنهم من غير مزودجي الجنسية.

ومع كل نبأ يرد إلى إسماعيل عن قصف إسرائيلي للقطاع، يهرع بالاتصال إلى أرحامه وأواصل دمه بالقطاع يطمئن عليهم والتأكد من سلامتهم، داعيا الله لهم بالسلامة والنجاة من كل سوء.

زجاجة الماء أغلى من الذهب والحياة أصبحت بدائية

بعد وصول إسماعيل إلى شقته بالقاهرة سالما، أخذ يتنفس الصعداء قبل الاستعداد للرحيل إلى عمان، وفيما هو جالس على الأريكة يتذكر مرارة الرحلة التي مر بها، وما حل بقطاع غزة، من انقطاع أساسيات الحياة "المياه والوقود والخبز"، فبحسب تعبيره أصبحت تكلفة الحصول على قنينة مياه أغلى من الذهب.

تذكر إسماعيل كيف تحولت غزة إلى ركام من قصف المفسدين في الأرض، وما خلفه من شهداء وأحبة وجيران تحت الأنقاض، وعاد الناس إلى الحياة البدائية، حيث اعتمدوا على الأخشاب في طهي طعامهم، ولم يعد الخبز يكفيهم.

نبأ فتح معبر رفح البري لدخول المساعدات ثم الرعايا والمصابين، أدخل على قلبه السرور، لما يحمله من نجدة للأهالي في غزة، مشيرا إلى حسن الاستقبال وتسهيلات الدخول، سائلا الله بوقف العدوان الإسرائيلي وعودة الحياة في القطاع إلى أواصلها.

تابع مواقعنا