مطران القدس: ما يتعرض له مستشفى الشفاء عينة لما يحدث في غزة من استهداف لشريحة الأطفال
قال المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس في القدس، صباح هذا اليوم إن ما يتعرض له مستشفى الشفاء في غزة إنما هو عينة لما يحدث في غزة كلها من تدمير وامتهان للكرامة الإنسانية واستهداف للمدنيين لا سيما شريحة الأطفال.
وأردف خلال بيان له: وبعد هذا الكم الهائل من الدمار والخراب والدماء والشهداء نتساءل، أين هو العالم الحر الذي يدّعي الديمقراطية والحرص على حقوق الإنسان مما يحدث عندنا، لقد دمرت نصف غزة ناهيكم عن الكم الهائل من الشهداء أما مشهد الأطفال فهو وصمة عار في جبين الإنسانية التي لم تتحرك لوقف هذه الهمجية وهذه العدوانية.
ما يتعرض له مستشفى الشفاء عينة لما يحدث في غزة من استهداف لشريحة الأطفال
وأكمل: إن ما يحدث في غزة اليوم قد كشف الوجه الحقيقي لما يسمى الحريات والديمقراطيات في العالم وكشف زيف الادعاءات بهذه المنظومة التي تدعي الحرص على حقوق الانسان لا بل وعلى حقوق الحيوان فأين هم من الانتهاكات الخطيرة التي تحدث في غزة.
وأضاف: أوليس أولئك الذين يقتلون في غزة بشر خلقهم الله، كما خلق كل إنسان ولماذا ينظر إليهم باستخفاف وكأنهم من طينة وجبلة مختلفة في حين أن البشر جميعا ينتمون إلى أسرة بشرية واحدة خلقها الله، وأهلنا في غزة هم بشر كما هو كل إنسان في هذا العالم، فلماذا يعاملون بهذه القسوة وتستباح حياتهم وتدمر منازلهم ويعتدى على دور عباداتهم ومستشفياتهم وغيرها من المؤسسات في غزة، متسائلًا: هل يظن اولئك الذين يقتلون في غزة أن ما يقومون به بطولة، فقتل الأبرياء ليس بطولة بل هي جريمة بكل ما تعنيه الكلمة من معاني.
واختتم: نرفض استهداف المدنيين كل المدنيين ونرفض استهداف الأبرياء كل الأبرياء بغض النظر عن انتماءاتهم الدينية أو العرقية فنحن نؤمن باحترام الكرامة الإنسانية، والإنسان هو أغلى ما نملك، ولذلك فإننا نرفض ثقافة الحروب والعنف والقتل والإرهاب واستهداف المدنيين.
ما يحدث في غزة اليوم إنما هي جريمة العصر إذ يستهدف الأبرياء والفقراء الذين عانوا من الحروب والفقر المدقع ولسنوات طويلة واليوم تنهمر عليهم الصواريخ والقذائف مخلفة المآسي الإنسانية والتي لا يمكن وصفها بالكلمات.
