الأحد 19 مايو 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

إسرائيل بنت مخابئه.. لماذا يصر نتنياهو على تدمير مجمع الشفاء الطبي؟| تحليل

مجمع الشفاء الطبي
تقارير وتحقيقات
مجمع الشفاء الطبي
الثلاثاء 21/نوفمبر/2023 - 12:17 م

منذ بداية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في السابع من أكتوبر الماضي، وجهت تل أبيب بوصلة آلتها الحربية إلى مجمع الشفاء الطبي وسط مدينة غزة، رفقة غيره من المستشفيات الأخرى بالجزء الشمالي من القطاع، إلا أن المجمع الطبي الذي يعود تاريخ إنشائه إلى ما قبل إعلان قيام الدولة اليهودية على الأراضي الفلسطينية العام 1948 بعامين، أي أنشئ عام 1946 حال تواجد الانتداب البريطاني على الأراضي الفلسطينية، باعتباره أكبر مجمع طبي في قطاع غزة بأكلمه، تحول من كونه ملجأ للمرضى والمصابيين فقط إلى مركز للصمود في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي منذ نشأته.

غزة تخاطب العالم من مجمع الشفاء الطبي 

ومثل المجمع خلال العديد من الحروب على قطاع غزة من قبل الاحتلال، دور حكومة غزة سواء في مخاطبة الرأي العام أو احتضان المؤتمرات الصحفية، واعتباره محطة رئيسية في كافة الزيارات الدولية التي تواجدت في القطاع منذ النكبة العام 1948 لتقديم الدعم لسكان قطاع غزة في مواجهة الآلة العسكرية لتل أبيب، ما أثار حفيظة إسرائيل المتكررة في إسكات صوت المجمع الطبي وتحويله لثكنة عسكرية عندما احتلت اسرائيل قطاع غزة العام 1967، واستخدامه مقرًا لعمل الحاكم العسكري الإسرائيلي في القطاع، قبل أن تزيد من تغلغلها العسكري في المجمع الطبي وتنشئ طابقًا أسفل المجمع لاستخدامه كخندق وملجأ للقيادة العسكرية الإسرائيلية المسيطرة على غزة، هربًا من المقاومة الفلسطينية في ذلك الحين.

إسرائيل أنشأت مخابئ أسفل مجمع الشفاء وليس حماس

إنشاء إسرائيل لمخابئ أسفل مجمع الشفاء الطبي في قطاع غزة، أكده رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق، إيهود باراك، بقوله أن المخابئ المتواجدة أسفل مستشفى الشفاء بناها مطورون إسرائيليون عندما كانت إسرائيل تدير المكان قبل عقود، مضيفًا في مقابلة له مع قناة CNN الأمريكية، أن تل أبيب هي من ساعدت في بناء المخابئ المتواجدة أسفل الشفاء قبل نحو 4 عقود، إذ كان مجمع الشفاء العمود الفقري للخدمات الطبية في جميع أنحاء قطاع غزة المحاصر، ما جعله هدفًا للقصف الإسرائيلي في الصراعات المتعاقبة  بين حماس وإسرائيل.

ومنذ سيطرة حركة حماس على قطاع غزة العام 2007، وجهت إسرائيل أصابع اتهامها في جميع الصراعات إلى استخدام حركة حماس للمخابئ المتواجدة أسفل المجمع للاحتماء بها، لتجنب الهجمات الإسرائيلية، ففي إحدى كلماته أمام الكنيست الإسرائيلي، خلال حرب العام 2008، زعم آفي ديختر، وزير الأمن الداخلي السابق في إسرائيل ومدير الشباك، إن حماس تستخدم مستشفى الشفاء لعملياتها، وهو ما نفته الحركة منذ ذلك الوقت عدة مرات، ما جعل المشفى الأكبر في غزة أحد أبرز الأهداف الإسرائيلية في حربها الأخيرة التي تستمر منذ السابع من أكتوبر الماضي، عقب عملية طوفان الأقصى المنفذة من قبل حركة حماس وباقي فصائل المقاومة الأخرى في القطاع.

المجمع انتصار وهمي لنتنياهو

ولم تكتف إسرائيل بتلك المزاعم، بل سارعت إسرائيل للزعم مجددًا عن تواجد قيادة حركة حماس أسفل مجمع الشفاء الطبي في مخابئ أنشأتها تل أبيب ذاتها، ومواصلة البحث عن نشوة المنتصر من خلال السعي إلى تدمير المجمع الطبي الذي تحول إلى مركز إيواء آلاف النازحين إلى جانب كونه أمل المصابين في الحصول على رعاية طبية، كما دأبت من خلال الكثير من بيانتها المكتوبة والمصورة والمقروءة، على ترويجها بوجود مخابئ للأسلحة تتبع فصائل المقاومة، لتبرير تحويل المجمع إلى محور مهم للعملية البرية الإسرائيلية في القطاع.

ومع ضراوة القتال من قبل الفصائل الفلسطينية وفي مقدمتها حركتي حماس والجهاد الإسلامي، راحت تل أبيب تبحث عن نصر وهمي لتصديره إلى الرأي العام الداخلي أولا، والدولي ثانيًا، بإعداد رواية مصطنعة عن مجمع الشفاء أملا في إسكات صوت الفلسطينيين الصادر من داخله عبر كافة الوسائل الإعلامية العربية والدولية، بعدما تحول إلى مركز للمؤتمرات الحكومية والصحية للحديث عن ضحايا الحرب وكشف جرائم إسرائيل، ومن ثم السعي إلى إبرام اتفاق وإن كان جزئيًا وغير دائم لوقف إطلاق النار مع حركة حماس، تتمكن من خلاله الإفراج عن عدد من الأسرى الإسرائيليين ومزودجي الجنسية لدى فصائل المقاومة، للعودة بمظهر المنتصر ولو جزئيًا إلى الرأي العام الداخلي المتأجج على الحكومة اليمينية المتطرفة برئاسة بنيامين نتنياهو، وعضوية كل من إيتمار بن جفير، ويسرائيل سموتريش، أبرز الوزراء المتطرفين يمينيًا بالحكومة.

كسر رمز صمود غزة

وتشير البيانات الصادرة يوميًا من إسرائيل، إلى مساعيها لـ كسر رمزية هذا المعلم الطبي بإلحاق أكبر قدر من الأذى بالفلسطينيين النازحين للاحتماء بمحيطه، وحرمانهم مِن الرعاية التي تقدمها تلك المنشأة الطبية لهم، بعدما تكسرت مزاعمها باستخدام المخابئ التي أنشأتها إسرائيل ذاتها، كمقر قيادة لحركة حماس، لتواصل ترسانة الاحتلال العسكرية التدمير في مختلف المنشآت الصحية متسلحة بذات المزاعم دون تقديم أدلة على نتائج عن تلك المزاعم، ودون إحراز انتصار قوي يحفظ ماء وجه نتنياهو ورفاقه في مواجهة استجواب مرتقب عقب انتهاء الحرب الدائرة حاليًا بشأن طوفان الأقصى.

تابع مواقعنا