الأحد 28 أبريل 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

محلل سياسي فلسطيني لـ القاهرة 24: جيش الاحتلال أهدر سمعة جنوده القتالية في غزة.. وأمريكا تصعب الحل السياسي

جنود جيش الاحتلال
سياسة
جنود جيش الاحتلال
الأحد 17/ديسمبر/2023 - 10:05 م

خرج آلاف المتظاهرين الإسرائيليين الغاضبين إلى الشوارع، بعد مقتل 3 محتجزين لدى الفصائل الفلسطينية عن طريق الخطأ من قِبل جيش الاحتلال بعد غارة شنها على قطاع غزة، في محاولة للضغط على حكومة نتنياهو من أجل التوصل إلى اتفاق ثانٍ مع حركة حماس للإفراج عن رهائن.

وانتشرت حالة من الغضب في الشارع الإسرائيلي، وعلّقت واشنطن قائلة إن مقتل 3 رهائن إسرائيليين في قطاع غزة على أيدي جنود إسرائيليين كان خطأ مأساويًا، وقال جون كيربي، الناطق باسم البيت الأبيض: ليس لدينا رؤية كاملة حول الطريقة التي سارت بها تلك العملية، أو كيف ارتكب هذا الخطأ المأساوي.

وطرحت هذه الحادثة العديد من التساؤلات، أهمها؛ لماذا فشلت إسرائيل في تحرير الرهائن بطرق عسكرية، وكيف سيكون موقفها بعدما تبين للعالم أنها قتلت مدنيين يرفعون الرايات البيضاء؟.

في هذا السياق، أجرى القاهرة 24 هذا الحوار مع الأستاذ الدكتور جهاد أبو لحية، أستاذ القانون والنظم السياسية والدستورية بجامعة المنصورة، تفاصيل ذلك في السطور التالية.

 -  هل حققت العملية العسكرية أي نجاح يذكر على المستوى السياسي أو العسكري؟

منذ بدء العملية العسكرية البرية في السابع والعشرين من أكتوبر الماضي وحتى تاريخه لم يحقق جيش الاحتلال الإسرائيلي أي هدف عسكري تم الإعلان عنه من قبل مجلس الحرب الإسرائيلي، حيث يتوالى الفشل العسكري على تل أبيب، والفشل على مسامع الجمهور الإسرائيلي الذي فقد الثقة بالمنظومة العسكرية والسياسية في دولة الاحتلال.

 -  هل يتغاضى مجلس الحرب المصغر عن النداءات الجماهيرية والضغوط الداخلية لأهالي الأسرى والمحتجزين؟

لقد أدى مقتل 3 من المحتجزين الإسرائيليين على يد جنود الاحتلال الإسرائيلي، إلى حالة من الغضب الشديد في الداخل الإسرائيلي، وتحديدًا من عائلات هؤلاء المحتجزين الذين باتوا متأكدين أن ذويهم ليس لهم أي أهمية أو قيمة لدى جيش الاحتلال الإسرائيلي أو مجلس حربه المتغطرس، ومقتل الثلاثة المحتجزين هو يعبر عن حالة الجنود الإسرائيليين الذين يعيشون في حالة إرباك كبيرة نتيجة ما يشاهدونه في قطاع غزة من فشل عملياتي إسرائيلي وصمود للشعب الفلسطيني وبسالة المقاومة الفلسطينية الصامدة رغم كل هذه الأسابيع الطويلة من العدوان الإسرائيلي.

 -  هل يمكن لقتلى جيش الاحتلال على يديه أن يمر مرور الكرام؟

مقتل الثلاثة المحتجزين على يد جنود الاحتلال الإسرائيلي جريمة لن تمر مرور الكرام وستلاحق قادة مجلس الحرب الإسرائيلي، وذلك نظرًا لأن في هذه الجريمة تأكيد للعالم كله أن جيش الاحتلال الإسرائيلي جيش مجرم يقتل بلا هوادة وذلك انطلاقا من عقيدة القتل لأجل القتل التي لديهم، فالمحتجزين رفعوا الشارة البيضاء كعلامة مميزة ومعلومة في الحروب على الاستسلام وعدم النية في إلحاق الضرر، ولكن هذا الجيش الذي لا يحترم قوانين الحرب الدولية لم يأبه لذلك وهذا يعد دليل جديد وواضح على خرق قواعد القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني من قبل إسرائيل.

- برأيك هل نجحت العملية العسكرية في غزة؟

أثبت الفشل المتتالي لجيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة وعدم تحقيقه لأي هدف عسكري وفي أول هذه الأهداف تحرير المحتجزين بل أسوأ من ذلك أنه يقوم بقتلهم، وهذا قد أوجد حالة من الغضب لدى الجمهور الإسرائيلي الذي بات يضغط بقوة على مجلس الحرب للتوقف الفوري لإطلاق النار والذهاب نحو صفقة لإطلاق المحتجزين وهذا قد يشكل قوة ضغط كبيرة على مجلس الحرب للخنوع والركوع إلى شروط الفصائل الفلسطينية والاتفاق على صفقة جديدة عما قريب.

- هل يحمل مجلس الحرب المصغر المسؤولية في هذا العار أمام التاريخ؟

لا يمكن لنتنياهو ومجلس حربه الاستمرار في هذه السياسة المتغطرسة وتجاهل الجمهور الإسرائيلي وعائلات المحتجزين لوقت طويل وبالتالي هم مضطرين للاستجابة لهذا الضغط الجماهيري الذي بات يتصاعد حدته يوما بعد يوم وتحديدًا وهم يرون أن جيشهم يقتل أبناءهم دون أي اعتبار لمشاعرهم وهذا ما حدث مع الثلاثة المحتجزين الذين تم قتلهم.

- هل يستمر تورط الغرب في هذه الجريمة مكتملة الأركان مع التغاضي عن قرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي الإنساني؟

من اللحظة الأولى لبدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة أرسلت العديد من الدول أدوات عسكرية علانية لإسرائيل ولم تكتفي هذه الدول على مد إسرائيل فقط بالمواد العسكرية بل أرسلت جنود وضباط من بلدانهم ليحاربوا مع إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني، وهذا له دلالة واضحة أن إسرائيل لوحدها لم تعد تستطيع أن تحارب الشعب الفلسطيني، وبالتالي أرسل لها حلفاؤها وشركاؤها الجنود والعتاد للمؤازرة، وهذه المشاركة الفعلية من قبل هذه الدول تستوجب مساءلتها قانونيا مع إسرائيل على ما يتم ارتكابه من جرائم كبرى في قطاع غزة بمخالفة واضحة لنصوص القانون الدولي وفي مقدمتها اتفاقيات جنيف الأربعة وبروتوكولاتها وأيضا نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية لسنة 1998.

 -  لماذا لا يمكن لأمريكا التراجع عما بدأته مع تصاعد وتيرة الحرب في غزة؟

الولايات المتحدة الأمريكية لم تتوقف يومًا بديمقراطييها وجمهورييها عن دعم إسرائيل على الدوام في أي محفل دولي سياسي أو في أي معركة عسكرية، وما تفعله إدارة بايدن هو استمرار للنهج الأعمى الذي تتبعه أمريكا في دعم إسرائيل إلى ما لا نهاية، هذا الدعم الكبير من قبل بايدن وإدارته لإسرائيل في عدوانها على قطاع غزة سوف يدفع ثمنه في الانتخابات القادمة بشكل مؤكد وهذا ما تشير إليه استطلاعات الرأي العالمية والأمريكية.

تابع مواقعنا