الأحد 28 أبريل 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

نهب وعنف واغتصاب.. حقوقيون يكشفون تطورات الأحداث بـ ود مدني بعد سيطرة قوات الدعم السريع: كارثة إنسانية

معارك السودان ـ أرشيفية
سياسة
معارك السودان ـ أرشيفية
الثلاثاء 26/ديسمبر/2023 - 06:27 م

بعد ثمانية أشهر من الحرب والتناحر الداخلي في الخرطوم، عادت السودان من خلال مدينة ود مدني، لتزاحم المشهد جنبًا إلى جنب مع الحرب الدائرة على قطاع غزة من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي.

ورغم اختلاف الأسباب التي أدت إلى اشتعال فتيل الأزمة في كلا البلدين الشقيقين، لكن جمعهما مصير مشترك تمثّل في الانتهاكات التي اُرتكبت ضد المدنيين على أرض النيلين، من أبناء الدم الواحد، وعلى مسافة أكثر من ألفي كيلو متر تُسفك دماء الأبرياء من الفلسطينيين على يد محتل غاشم، على أرض السلام التي لم ترَ يومًا سلاما.

تفجر الأوضاع في السودان مجددًا

وعلى خلفية تطورات الأحداث الأخيرة في السودان، بعد اقتحام قوات الدعم السريع لمدينة ود مدني، عاصمة ولاية الجزيرة، والتي تأوي ملايين النازحين من مختلف أنحاء السودان، وارتكاب جرائم بشعة ضد المواطنين في المدينة، منها جرائم اغتصاب ضد النساء وحالات قتل وتشريد وتهجير، وفي ظل انسحاب قوات الجيش السوداني من المدينة، تصدرت السودان المشهد مجددًا، وتفجرت الأوضاع الداخلية لتتزايد فرص العنف والقتل والدمار.

وشهدت السودان خلال الأشهر الماضية مناوشات ضعيفة بين الجيش السوداني، بقيادة الفريق أول عبدالفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، أمام استمرار حالة الفشل الداخلي في التوصل لاتفاق مُرضي بين الجانبين، بشأن طبيعة الحكم في السودان خلال الفترة المقبلة، إلا أنه مؤخرًا عادت الأحداث لتتصدر السودان المشهد مجددًا.

قوات الدعم السريع تهاجم ود مدني

وهاجمت قوات الدعم السريع مدينة ود مدني، عاصمة ولاية الجزيرة في السودان، ما أدى لاندلاع معارك عنيفة مع قوات الجيش السوداني، والتي تسببت بدورها في نزوح المدنيين إلى ولايات قريبة، هروبا من أعمال العنف والجرائم الوحشية التي ارتكبتها قوات الدعم السريع، حيث فر أكثر من ربع مليون شخص من منازلهم في مدينة ود مدني، بسبب الاشتباكات الدائرة في ثاني أكبر مدينة في السودان، والتي كانت ملجأَ لمئات آلاف الفارين من القتال في الخرطوم ومناطق أخرى.

وانسحبت قوات الجيش السوداني التي كانت موجودة في مدينة ود مدني، كما جاء في بيان للمتحدث باسم الجيش قال فيه: انسحبت يوم الإثنين 18 ديسمبر 2023، قوات رئاسة الفرقة الأولى من مدينة مدني، ويجرى التحقيق في الأسباب والملابسات التي أدت لانسحاب القوات من مواقعها، شأن بقية المناطق العسكرية.

خريطة السودان 

الدعم السريع يسيطر على أهم المدن السودانية

من جانبه؛ قال الكاتب الصحفي السوداني ماهر أبو جوخ، إن مدينة ود مدني، والتي سيطرت عليها قوات الدعم السريع خلال الأيام القلية الماضية، تعد من أهم المدن ويمكن وصفها بالاستراتيجية والمحورية، وسقوطها يعد خسارة عسكرية واقتصادية كبيرة للغاية، مشيرًا إلى أن كثيرًا من المخازن الاستراتيجية للمواد الغذائية وصوامع الغلال تتركز فيها، هذا بجانب الكثير من المناطق الصناعية.

وأكد في تصريحات للقاهرة 24؛ أن السقوط السريع والمدوي لمنطقة ود مدني في يد قوات الدعم السريع، خلق معادلة عسكرية وإنسانية صعبة للغاية، خاصة وأنها الأكبر في السودان من حيث عدد النازحين، الذين لجئوا إليها بسبب الحرب الدائرة منذ أشهر هناك، موضحًا أن المنطقة تعد ملتقًى لجميع الطرق التي تربط شرق السودان بغربه وشماله بجنوبه.

وأوضح أن ما حدث من انتهاكات تجاه المدنيين، سواء من سكان المدينة أو النازحين من قبل قوات الدعم السريع، جاء على يد القوات من الأفراد غير النظاميين، وهم السواد الأعظم في تركيبة تلك القوات، وأن الاتهامات التي تم توجيهها لهم معظمها سرقات، وبعضها يرقى إلى الاغتصاب، لكنها غير موثقة، وهي غير دقيقة على حد وصفه.

موقع مدينة ود مدني على الخريطة السودانية 

انتهاكات ضد النساء في مدينة ود مدني

فيما صفت سليمي إسحق؛ مسؤول وحدة مكافحة العنف ضد المرأة والطفل السودان، انسحاب الجيش السوداني من مدينة ود مدني أمام هجوم قوات الدعم السريع المباغت، بالكارثة، على حد وصفها، مؤكدة أن سقوطها يمثل بداية انهيار المنظومة الصحية بالكامل في السودان؛ خاصة وأن جميع مستودعات الأدوية الاستراتيجية تتركز فيها.

وأشارت مسؤول وحدة مكافحة العنف ضد المرأة والطفل السودان في تصريحات للقاهرة 24، إلى أن الانتهاكات التي تم تداولها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بشأن اغتصاب السيدات في ود مدني من قبل قوات الدعم السريع، لم يتم توثيقها حتى الآن بسبب غلق المستشفيات، والتي كانت المصدر الرئيس في توثيقها بجانب انهيار منظومة الاتصالات في الولاية.

وتؤكد سليمي إسحق، أن هناك حالةً من الهلع والخوف الكبير لدى الأهالي، سواء من سكان المدينة أو النازحين إليها، بسبب النهب والسرقة الممنهجة للأموال والسيارات وغيرها وحالات الاغتصاب، مشيرة إلى أنه لا بد من إجراء تحقيق شفاف وعادل، عما صدر من قوات الدعم السريع، تجاه السيدات في الولايات والقرى المختلفة.

الحرب في السودان 

نهب الممتلكات والاعتداء علي النساء في ود مدني

حملات مسعورة من النهب الممنهج.. هكذا عبرت عازه إيرا، الصحفية السودانية المهتمة بالشأن الداخلي للصراع، عن المشهد الأكثر كآبة وتخويفا لسرقة مقتنيات المواطنين من داخل بيوتهم، وهو ما ساهم في إنشاء أسواق موازية لبيعها من سارقي الدعم السريع، كما تفاقمت الأزمة بشكل كبير لتشمل القطاع الزراعي، مؤكدة تدهور الكثير من الزراعات الاستراتيجية ومنها القمح خلال العروة الشتوية، وهو ما ينذر بمجاعة في السودان، مع تناقص المساحات بشكل كبير وشح المعروض منها.

وفيما يتعلق بالانتهاكات الجنسية التي وقعت ضد النساء في السودان.. أجابت إيرا في تصريحات خاصة لموقع القاهرة 24؛ أن ملف الانتهاكات ضد السيدات والفتيات ليس بجديد على الدعم السريع، بداية من الخرطوم ودارفور، وصولا إلى ود مدني، مشيرة إلى اضطرار النساء لاستعمال حبوب منع الحمل والبحث عنها بجانب الإجهاض الطوعي.

وتابعت الصحفية السودانية عازه إيرا، أن الدعم السريع هاجم قرى ود مدني كلها ونهب الممتلكات واعتدى على النساء، حيث وقع اعتداء جنسي علي السيدات في مدينة الحصاحيصا، كما استشهد عدد من المواطنين فيها، إثر إصابتهم برصاص قوات الدعم السريع، مضيفة بأنه تم السيطرة على بعض المقار العسكرية، دون أي مقاومة من الجيش أو الشرطة. 

الحرب في السودان 
تابع مواقعنا