الأحد 28 أبريل 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

بعد 90 يومًا من الحرب.. إسرائيل تسير في مياه ضحلة ومستقبل غامض

قوات إسرائيلية
سياسة
قوات إسرائيلية
الجمعة 05/يناير/2024 - 08:30 م

90 يومًا من القتال.. 90 يومًا من الحرب والعدوان والدمار واستهداف الأبرياء في قطاع غزة، ومزاعم إسرائيلية بالقضاء على حركة حماس نهائيًا واغتيال قاداتها في الداخل والخارج، وبحث مستقبل القطاع بعد نهاية الحرب، ولم يتحقق من كل ذلك إلا قتل الأبرياء وتدمير القطاع. 

وبعد 90 يومُا من الحرب، يبدو أن أهداف إسرائيل تغيرت، ويبدو أن القضاء على حركة حماس أصبح خيارًا غير مطروح على الطاولة، بسبب فجوة التطور بين أهداف الحرب المعلنة وبين ما يحدث فعليًا على الأرض خلال المعارك العنيفة التي تخوضها المقاومة الفلسطينية مع جيش الاحتلال الإسرائيلي، على مختلف محاور التقدم في قطاع غزة.

90 يومًا من الحرب في غزة 

لقد مرت 3 أشهر منذ أن بدأت الحرب بين إسرائيل وحماس، وأدت الهجمات التي نفذتها حماس في 7 أكتوبر الماضي إلى مقتل 1200 إسرائيلي، وردًا على ذلك، شنت تل أبيب هجومًا عسكريًا على قطاع غزة، أسفر عن استشهاد أكثر من 22 ألف فلسطيني، وإصابة ما يقارب من 60 ألف من المواطنيين الأبرياء.

إضافة إلى ذلك، قُتل 175 جنديًا إسرائيليًا خلال العملية البرية التي نفذها جيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، والتي بدأت بعد ثلاثة أسابيع من العملية الجوية الضخمة التي شنتها القوات الجوية لجيش الاحتلال، وبالإضافة إلى ذلك، لا يزال 129 إسرائيليًا، غالبيتهم من المدنيين، محتجزين في قطاع غزة، وسط تعثر مفاوضات وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى والمحتجزين بين تل أبيب والفصائل الفلسطينية.

ووفقًا لمنظمة الأمم المتحدة، فقد نزح ما يقرب من مليوني فلسطيني في قطاع غزة، ويواجه الكثير منهم المجاعة وشح المواد الغذائية، ونقص في الخدمات الطبية والرعايا الصحية، والتكدس في مخيمات الآيواء خاصة جنوب القطاع.

 Israeli soldiers operate on the Israeli border with the Gaza Strip، January 3، 2024. (credit: FLASH90)

إلى أين يتجه القتال؟

وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي بدء الدخول تدريجيًا إلى مرحلة جديدة من القتال في قطاع غزة، ففي بداية الحرب، تم استدعاء حوالي 300 ألف جندي احتياطي للخدمة في جيش الاحتلال، وقد تم إطلاق سراح العديد منهم خلال الأسبوع الماضي، ليتمكنوا من العودة إلى عائلاتهم ووظائفهم، بسبب حالة العجز التي يعيشها الاقتصاد الإسرائيلي مع الضغوطات الداخلية على حكومة نتنياهو، وهو ما يشير إلى تراجع المجهود الحربي الإسرائيلي. 

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، في وقت سابق من هذا الأسبوع: إن أهداف الحرب تتطلب قتالًا طويل الأمد، وسيعود بعض جنود الاحتياط إلى عائلاتهم وعملهم هذا الأسبوع، وهذا سيخفف العبء على الاقتصاد بشكل كبير ويسمح لهم باستعادة لياقتهم، حيث سيستمر القتال وستظل هناك حاجة إليها.

ويرى المحللون الإسرائيليون، أن الحرب دخلت مرحلة الصراع منخفض الحدة والقوة، وإسرائيل تدخل مرحلة غامضة يكون فيها مصير حماس غير واضح، وربما لا تزال المنظمة على حالها وقوتها، ويبدو أن القتال العنيف قد توقف في قطاع غزة، وتستمر حماس في إطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل. 

ففي بداية الحرب، حدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أهداف إسرائيل، قائلا إن الهدف هو الإطاحة بحماس، والقضاء على قدراتها العسكرية، وتأمين إطلاق سراح جميع المحتجزين الإسرائيلين من قطاع غزة، وما زال نتنياهو يزعم ذلك حتى اليوم، مشيرًا إلى أن الحرب ستستمر لفترة أطوال ما دامت حماس باقية. 

سيناريوهات الحرب في غزة

ويرى الإسرائيلون أنه إذا ظلت الأمور على هذا النحو، فهناك احتمال أن تعلن حماس النصر وتستمر في القتال ضد إسرائيل من الشمال والجنوب، ولن تنجح تل أبيب في تدمير الفصائل الفلسطينية.

كما أثارت الحرب بين إسرائيل وحماس المخاوف من نشوب صراع إقليمي أكبر، وبعد يوم واحد فقط من هجوم حماس، بدأت جماعة حزب الله المسلحة في إطلاق الصواريخ على إسرائيل كجزء من جهودها لإظهار التضامن مع الفلسطينيين، ومنذ ذلك الحين، يجري تبادل يومي لإطلاق النار بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله، حتى مساء اليوم الجمعة، والذي شهد اشتعال شمال إسرائيل بنيران حزب الله.

 An artillery unit stationed near the Israeli-Gaza border، in southern Israel، January 3، 2024. (photo credit: FLASH90)

الرأي العام في إسرائيل

لقد صدم هجوم حماس الإسرائيليين حتى النخاع، وقد أبلغتهم حكومتهم وجيشهم أن حماس تم ردعها، لكن هذا لم يحدث حتى، وما زالت حماس تشكل تهديدًا يرعب الإسرائيليين، خاصة الذين يعيشون جنوب إسرائيل، والذين تركوا منازلهم ويخشون من العودة إليها.. هكذا يصف المحللون الإسرائيليون الرأي العام السائد في المجتمع الإسرائيلي.

وبحسب أودي ليبل الخبير في مركز بيجن السادات للدراسات الاستراتيجية في جامعة بار إيلان، فإن الخطاب العام الإسرائيلي لا يزال عالقًا ومتوقفًا عند يوم 6 أكتوبر، أي اليوم السابق للهجوم، حيث جاء هجوم حماس في أعقاب نقاش عام شديد اللهجة حول مستقبل الديمقراطية في إسرائيل، في الوقت الذي تمضي فيه الحكومة قدمًا في إصلاح قضائي مثير للجدل.

وأظهر استطلاع للرأي أجراه معهد الديمقراطية الإسرائيلي مؤخرًا، أن العديد من الإسرائيليين يرون نجاحًا متوسطًا أو ضئيلًا فقط في تحقيق الأهداف من الحرب، وفي حين احتشد الإسرائيليون خلف الحكومة والجيش، فإنهم يظهرون أيضًا القليل من التفاؤل، و40% فقط كانوا متفائلين بشأن أمن إسرائيل في المستقبل، والذين يرون أن تل أبيب تسير الآن في مياه ضحلة وإذا دخلت مرحلة طويلة من القتال منخفض الحدة، فإن المستقبل سيكون غامضًا.

تابع مواقعنا