الأحد 28 أبريل 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

الأقربون حقا

الجمعة 19/يناير/2024 - 04:34 م

من 11 سنة وتحديدًا في سنة 2013 كان فيه حادثة بطلها الشاب الأمريكي المراهق كيندريك جونسون اللي كان عنده وقتها 17 سنة.. الحادثة ورغم قسوتها وغموضها وغرابتها لكنها قدرت تكون مؤشر لشيء إنساني مهم!.. "كيندريك" اتولد في سنة 1995 في ولاية جورجيا الأمريكية وكان بيدرس في مدرسة "لاوندس" الثانوية.. شاب أسمر جميل وشقي وبيحب يلعب كرة السلة.. صحيح كان فيه مشاكل بينه وبين والدته بس اللي هي المشاكل الطبيعية اللي بين الأم اللي شايفة ابنها متهور ومش مهتم بالمذاكرة فبتضغط عليه في الخروج والمرواح وبين الابن اللي شايفه أمه بتخنقه فبيعمل اللي في دماغه وبيستحمل كلمتين الشتمية والزعيق بتوعها واليوم بيعدي.. لحد ما في يوم اتأخر "كيندريك" في الرجوع للبيت من المدرسة لحد الساعة 10 بالليل.. الحقيقة إن والدته وأخته حسوا جدًا بموضوع تأخيره ده وإن فيه شيء مش طبيعي!.. لحظة!.. ما هو "كيندريك" ساعات بيتأخر لتوقيت أكتر من 10 بالليل كمان اشمعنى المرة دي!.. محدش عارف.. بعدها بشوية جه للبيت صديقه "توماس" واللي مش معاه في المدرسة لكنه صديقه من أيام الطفولة وما زالت صداقتهم مستمرة.. خير يا "توماس" جيت ليه؟.. جيت أسأل عن "كيندريك" وعشان عندي قلق غريب وخوف عليه.. والدة "كيندريك" سألته: ليه حسيت كده؟.. "توماس" رد إنه متعود إن "كيندريك" يعدي عليه الساعة 6 المغرب بعد المدرسة كل يوم بس ماعملش كده فقلق عليه، ده غير إنه قلبه مقبوض عليه من بعد الضهر على غير العادة.. شعور والدته وأخته اتفق مع شعور صديقه والكل بقى حاسس إن فيه شيء غلط.. الوالدة اتصلت على زمايله اللي معاهم في المدرسة تسألهم عنه والغريب إن الكل أجمع إن محدش شافه من الساعة 12 الضهر!.. نعم!.. يعني إيه!.. ده بيروح المدرسة من 9 الصبح يعني اختفى راح فين من بعد 12 الضهر!.. فضلت الوالدة والأخت والصديق يبحثوا عنه يمين وشمال في كل المستشفيات ويسألوا في أقسام الشرطة وبرضه بدون فايدة!.. راحوا لعامل النظافة بتاع المدرسة في بيته وصحوه من النوم وسألوه عن "كيندريك" والراجل جاوب بسرعة وصراحة إنه شافه في المدرسة الصبح فعلًا بس بعد كده لأ.. هنا بدأ يترسخ أكتر في أذهان التلاتة إن "كيندريك" في خطر.. طب والحل؟.. إبلاغ الشرطة.. تم فعلًا وبلغوا لكن أى إجراء مش هينفع يتاخد قبل طلوع الشمس تاني يوم.. بالفعل تاني يوم راحت الوالدة والأخت والصديق للمدرسة وفحصوا سجلات الدخول ولقوه كان موقع بخط إيده إنه وصل للمدرسة امبارح بس ماخرجش منها، ومفيش توقيع للخروج!.. أيوا في المدرسة الطلبة بتمضي حضور وانصراف!.. راجعوا الكاميرات اللي في المكان واكتشفوا من خلال مشاهد متفرقة إن "كيندريك" كان متواجد عادي وبيهزر مع زمايله ودخل يلعب سلة في الصالة المخصصة لكده وخرج ودخل للصالة كذا مرة بشكل طبيعي.. أومال إيه بس!.. الشرطة قالت للوالدة والأخت والصديق اتفضلوا روحوا البيت وإحنا لما نوصل لحاجة هنبلغكم!.. طبعًا التلاتة رفضوا بشكل قاطع وقالوا إحنا مش هنمشي من المدرسة لحد ما نعرف ابننا فين.. أيوا بس ده مش منطقي!.. إحنا شغلنا كشرطة إننا نحل تفاصيل اللغز الغامض ده ومش شيء عادي إنكم تفضلوا موجودين هنا!، أصل هتعملوا إيه يعني!.. برضه التلاتة صمموا على كلامهم، وبدأوا يدخلوا الفصول فصل فصل والحمامات وغرف المدرسين عشان يدوروا!.. طبعًا كل الكلام ده ممنوع بس كل القائمين على الشرطة أو المدرسة كانوا متفهمين القهرة اللي هما فيها فسابوهم يعملوا اللي عايزينه.. في نفس اللحظة كان بدأ خبر إختفاء "كيندريك" ينتشر وسط باقي الطلبة في المدرسة والناس كلها زعلانة على الغموض ده.. من ضمن الطلبة اللي زعلانيين كانوا بنتين في نفس الفصل معاه.. دخلوا صالة السلة عشان يلعبوا بس بعد دقيقتين ماقدروش يكملوا عشان الحزن كان مسيطر عليهم فقعدوا على جنب فوق السجاجيد اللي بتبقى ملفوفة ومرمية في ركن الملعب دي.. آه صحيح.. في معظم ملاعب كرة السلة الأمريكية بيكون فيه سجاجيد مطاطية شبه سجاجيد الجيم اللي عندنا في مصر هنا وكل طالب بيكون عنده السجادة بتاعته اللي لما بيعملوا تمارين الإحماء أو التسخين بيفرشوها بالتوازي وكل واحد يقف فوق سجادته ويتمرنوا.. لكن في الأوقات اللي الملعب بيبقى مشغول وفيه تدريبات سلة أو ماتشات بيتم لم السجاجيد دي ولفها حوالين بعضها بشكل إسطواني ووضعتها في الركن وهي ملفوفة وواقفة عشان متاخدش مساحة يعني.. المهمة إن البنتين لما حسوا إنهم مش قادرين يكملوا تمرين السلة راحوا جابوا لفة سجاجيد ضخمة ونزلوها على جنبها على الأرض عشان يقعدوا عليها.. بمجرد ما عملوا كده وأول ما قعدوا حسوا إن فيه حاجة جوا اللفة!.. بصوا من الفتحة على الفراغ اللي في نص اللفة فوجئوا برجلين لابسة شراب.. صرخوا وبسبب صراخهم المدرسة كلها اتلمت ورفعوا أسطوانة السجاجيد عشان يخرجوا منها اللي جوا ده واكتشفوا إنه "كيندريك"!.. إيه اللي حصل؟.. بعد الفحص وسؤال الناس مليون مرة توصلت الشرطة في نهاية التحقيقات إلى إن "كيندريك" خلع الكوتشي بتاعه قبل تمرين السلة الأخير عشان كان بيحب يلعب بالشراب وعشان كان خايف على الكوتشي حطه جوا لفة سجاجيد من اللي موجودة في المكان.. الفكرة إن لفة السجاجيد اللي حط جواها الكوتشي كانت نايمة على جنبها مش واقفة كأسطوانة بالطول.. تمام.. بس فيه حد قرر إنه يوقف أسطوانات السجاجيد كلها بالطول ويحطهم في الركن عشان يفضي مساحة أكبر للملعب.. لما "كيندريك" خلص اللعب وراح يدور على الكوتشي شاف الإسطوانات واقفة فعشان حجمها كبير قرر بدل ما ينيمها على الجنب يدخل من الفتحة اللي فوق براسه عشان يجيبها فللأسف وقع على راسه ورقبته اتكسرت ومات.. ورغم إنه كان ممكن يتلحق لو حد شافه أو سمع أنينه وصراخه لكن الشيء المؤلم إن أصدقائه كلهم كانوا بيلعبوا وبيهزروا وبيضحكوا جنب جثة زميلهم بدون ما يلاحظوا غيابه أو يحسوا إن فيه شيء مش عادي بيحصل على بُعد سنتيميترات جنبهم.. الوحيدين اللي حسوا بغيابه كانوا أمه وأخته وصديقه وبعدهم بشوية والده لكن الباقيين لأ.. الشيء الصادم في الأمر إن "كيندريك" كان هو دايمًا اللي حريص على تجميع أصحابه قبل أى خروجة وهو أول واحد بيلاحظ غياب أى حد فيهم لكن المرة دي لما الوضع اتعكس محدش حس بغيابه إلا 3 الأقرب والأهم.

كيندريك جونسون" قبل وبعد وفاته)

• اللي ماياخدش باله من غيابك مايستحقش إنك تاخد بالك من وجوده.. توزيع الاهتمام على اللي يستحقوا الاهتمام بالفعل واللي بالمناسبة عددهم مش هيكون كبير هيخلّيك تلاقيهم في وقت الشِدة، وتضمن إن عندك اللي تتسند عليه لما الدنيا تميل.. وقت كتير ضاع على ناس أكتر ماكانوش يستحقوا شرف القُرب، وأهملنا في حق ناس زي الدهب ماكانوش عايزين مننا إلا شوية اهتمام ورغم كده فضلنا عندهم أولوية.

تابع مواقعنا