السبت 27 أبريل 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

مواجهة على أجساد العرب.. لماذا تواجه إيران إسرائيل داخل الدول العربية وليس تل أبيب؟

إسرائيل وإيران
تقارير وتحقيقات
إسرائيل وإيران
السبت 20/يناير/2024 - 05:30 م

استهدافات إيرانية إسرائيلية متبادلة شهدتها الأراضي العربية خلال الأيام الماضية مع استمرار توعد كل منهما للآخر بالرد العسكري الرادع داخل ما بات يعرف إيرانيًا بدول محور المقاومة، والتي تتواجد في كل منهما أذرع ومليشيات عسكرية يعود ولاءها إلى العاصمة الإيرانية طهران، وتعلن عداءها الدائم لإسرائيل ومن خلفها حليفتها الرئيسية الولايات المتحدة الأمريكية، إذ استهدفت إسرائيل العديد من القيادات العسكرية الإيرانية في الحرس الثوري الإيراني، وتوجيه الأخير لضربات ضد أهداف إسرائيلية وأمريكية في الأراضي العربية.

إيران لا تريد الحرب مباشرة

إيران لا تريد الدخول في مواجهة حربية مباشرة مع إسرائيل أو الولايات المتحدة الأمريكية من خلفها، هكذا يقول اللواء سمير فرج، المفكر الاستراتيجي والخبير العسكري، مبينًا أن طهران لا تسعى للدخول في حرب بمواجهة إسرائيل أو الولايات المتحدة الأمريكية أو غيرهما، واضعة الخسائر الاقتصادية التي تتسبب بها الحروب التقليدية نصب أعينها، مشيرًا إلى الموقف الإيراني الأخير من الاشتباكات التي جرت بين الحرس الثوري الإيراني وباكستان في بلوشستان، إذ سارعت طهران للتوصل إلى اتفاق مع إسلام آباد وتفادي الحرب التقليدية.

وأوضح اللواء سمير فرج في تصريحات لـ القاهرة 24، أن إيران تستخدم أذرعها العسكرية في الدول العربية لتوجيه رسائل إلى أمريكا وإسرائيل دائمًا، بأنه في حال توجيه أي منهما ضربة عسكرية إلى إيران، حال امتلكت طهران نووي، بأنها ستدخل الحرب برفقة تلك الأذرع العسكرية المتواجدة في الدول العربية، وأن الهدف الجاري حاليًا هو ليس اشتباك مباشر، وإنما إظهار للقوة في حال الحرب.

فيما نفى اللواء فرج، ما يتردد خلال السنوات الماضية بان إيران وإسرائيل كلاهما وجهان لعملة واحدة، مؤكدًا أن إيران هي العدو الرئيسي الأول لإسرائيل في المنطقة، وأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يعمل على عدم امتلاك طهران لأسلحة نووية من خلال الاستهدافات المتتالية للبرنامج النووي الإيراني.

إيران تستهدف سفينة إسرائيلية

 

العلاقة بين إيران وإسرائيل وطيدة

العلاقة بين إيران وإسرائيل علاقة وطيدة فكلاهما لا ينفصلان عن بعضهما البعض، هكذا يرى محمود كمال نائب رئيس الجمعية العربية للدراسات الإقليمية والاستراتيجية، مضيفًا أن ما يجري بين إسرائيل وإيران من مواجهات وصراعات على الأراضي العربية يكون بالتنسيق بين كلا الطرفين، وأن ما يجري حاليًا يمثل تصعيدا كبيرا ومؤامرة للضغط على مصر والدول العربية الخليجية من خلال استخدام مليشيات إيران وإسرائيل لتصفية القضية الفلسطينية، وتمرير خريطة التوسع الإسرائيلية بداهي الصراعات المسلحة.

وأوضح كمال في تصريحات لـ القاهرة 24، أن هناك تنسيقا مخابراتيا بين إيران وإسرائيل فيما يتعلق بالمواجهة بأراضي الدول العربية، وأن كلا البلدين المتظاهرين بالعداء يستهدفان الدول العربية، ما جعل معاركهما المتواصلة في الداخل العربي لتدمير البنية التحتية وخلق ذريعة للتدخلات من كلاهما، مؤكدًا أن طهران وتل أبيب تعملان من خلال حرب عقائدية طويلة المدى تستهدف تدمير المجتمع السني والدول العربية.

كما نوه إلى أن رجالات الدين اليهودي أو ما يعرف بالحاخامات هم من يديرون الصراع الإسرائيلي العربي ويوجهون أوامرهم إلى أجهزة الأمن المتمثلة في الشاباك والموساد، وأن التصعيد الإيراني الإسرائيلي المزعوم في الأراضي العربية يعمل على تخفيف الضغط الداخلي المتمثل في الاحتجاجات والتظاهرات في كل من إيران وإسرائيل، متسائلا لماذا لا تتجه صواريخ إيران إلى الداخل الإسرائيلي بدلا من الدول العربية، كما لا تتجه الطائرات الإسرائيلية إلى طهران مباشرة بدلا من ذات الأراضي العربية المتاخمة للأراضي المحتلة الفلسطينية.

 

مواجهة إيرانية إسرائيلية

 

استثمارات ضخمة بين طهران إسرائيل

وفي ظل كافة التصعيدات الحالية، كانت صحيفة يديعوت أحرنوت العبرية واحدة من أكبر الصحف الإسرائيلية، قالت في تقرير سابق لها، إنه يتواجد نحو 200 ألف يهودي إيراني في الداخل الإسرائيلي، فيما بلغ  حجم الاستثمارات الإسرائيلية بإيران 30 مليار دولار، وأن الجالية اليهودية في إيران تعد أكبر جالية يهودية في العالم حيث تبلغ 30 ألف يهودي.

الصحيفة ذاتها أشارت إلى أن المعابد اليهودية في إيران وصل عددها إلى أكثر من 200 معبد، فيما لا يمتلك المسلمون السنيون مسجد لهم في العاصمة الإيرانية طهران لأداء فرائضهم.

 

إيران تستخدم أمريكا وإسرائيل

 

بينما يقول هاني سليمان، الخبير في الشأن الإيراني ومدير المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن المواجهات الإسرائيلية الإيرانية تاريخيًا لم تكن في العمق بين كلا الطرفين، منوهًا أن إيران تستخدم القضية الفلسطينية تاريخيًا وتوظفها للحصول على تعاطف الدول العربية في مواجهة إسرائيل، واختراق المجتمعات العربية كونها القضية الأكثر مركزية في وجدان الشعوب العربية.

وأضاف سليمان في تصريحات لـ القاهرة 24، أنه على مستوى الخطابات الإيرانية احتلت القضية الفلسطينية جانبًا كبيرًا على ألسنة المسؤولين، لكنها لم تتخط الشعارات، معللا ذلك بأن فيلق القدس الجناح العسكري للحرس الثوري الإيراني لم يوجه أي ضربة تجاه أراض إسرائيل على طريق القدس قائلا: “لم تعرف أبدًا بوصلته اتجاه القدس ولم يقم بأي عملية تجاه الكيان الصهيوني”، مردفًا أن الأيدلوجية الإيرانية عملت على توظيف وإنشاء المليشيات المسلحة في الدول العربية، وتكريس النفوذ العسكري إقليميا، والقيام بعمليات في داخل الدول العربية والتي من بنيها المليشيات الشيعية في العراق وسوريا، وحزب الله في لبنان، ومليشيات الحوثي في اليمن.

الخبير في الشأن الإيراني استكمل أيضًا، أن حجم المواجهة والعداء الإيراني الإسرائيلي لا يمكن إنكاره، إلا أن هناك أهدافا إيرانية ذات أولوية تتمثل في تصدير الثورة الإيرانية إلى الدول العربية كفكرة استراتيجية إيرانية، في حين المواجهة مع إسرائيل تصدم بالجانب الأمريكي، بينما لا تريد طهران الدخول في مواجهة مع إسرائيل أو التواجد في صدام مباشر بما يستعدي تدخل أمريكا المباشر ضد إيران، وأنها (أي إيران) تكتفي بالمواجهة في المربع الذي يمكن السيطرة عليه، وذلك من خلال استثمار الهجمات المتبادلة على السفن التجارية، واغتيال عناصر وقادة الحرس الثوري والعلماء النوويين الإيرانيين.

وأكد أنه ليس من مصلحة كلا الطرفين الدخول في مواجهة مباشرة، إذ تسعى طهران لاستخدام نفوذها للسيطرة على العواصم العربية وبسط نفوذها أكثر في المنطقة، كما أن الولايات المتحدة الأمريكية لا تريد القضاء على إيران، حيث تستخدما لتحقيق مصالح وأهداف لها إلى جانب توازنات إقليمية بعينها في مواجهة دول الخليج العربي ودول إقليمية أخرى، أو تستخدمها كذريعة للقيام ببعض العمليات من خلال اعتبار طهران كعدو يبرر التحركات الأمريكية والإسرائيلية، جازما بأن إيران لم تبلغ حجم الخطر الكامل والكبير الذي يهدد وجود إسرائيل أو أمريكا.

 

تبادل القصف بين إسرائيل وحزب الله 

 

جدير بالذكر، أنه خلال السنوات الماضية، عكفت إسرائيل على اغتيال العديد من القادة الإيرانيين والموالين لإيراني خلال تواجدهم في الدول العربية التي يتواجد بها أذرع عسكرية موالية لطهران، وفي مقدمتهم قاسم سليماني قائد فيلق القدس، الذي اغتالته إسرائيل في مطار بغداد بالعراق 3 يناير 2020، ومحسن فخري زادة الذي عرف بأبو القنبلة النووية الإيرانية، وجرى اغتياله في نوفمبر 2020.

وجاءت آخر عملية تقليم أظافر إيران من قبل إسرائيل في أرضٍ عربية (حتى كتابة تلك السطور) ما جرى في العاصمة السورية دمشق من استهداف صاروخي أسفر عن مقتل قائد وحدة الاستخبارات بفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني في سوريا صادق أوميد زادة، ودائمًا ما كان الرد الإيراني في كافة الاستهدافات توعدها بالرد على العمليات الإسرائيلية ضد عناصرها في مختلف الأنحاء.

في حين وجهت إيران قبيل أيام، ضربة صاروخية قالت إنها استهدفت مركزًا للتجسس الإسرائيلي في إقليم كردستان العراق، وهو ما اعتبرته الأخيرة تدخلا إيرانيا وتعديًا على سيادة العراق على أراضيه، بينما لم تعلن تل أبيب عن وجود صلة بينها وبين المركز المستهدف إيرانيا، لتغدوا بذلك كل من العراق وسوريا ولبنان مسرحًا خلفيًا لتبادل الضربات.

 

تابع مواقعنا