الإثنين 29 أبريل 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

طبيب بالمستشفى الإندونيسي في غزة لـ القاهرة 24: دفنت شقيقتي وابنتي تحت ركام منزلنا وهزمنا الاحتلال بأجسادنا

الطبيب الفلسطيني
سياسة
الطبيب الفلسطيني محمد ضاهر أثناء إسعاف مصابي غزة
الإثنين 22/يناير/2024 - 12:32 م

لا يكاد رماد الحروب يخبت ويهدأ حتى تتكشف بعده كل آثاره؛ الأشلاء في الشوارع، والثكالي والأرامل، والصراخ الخافت والمعلن، جراء العدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة.

اليوم السابع بعد المائة وما زال الاحتلال الإسرائيلي يشن حربه الهمجية على المدنيين في قطاع غزة المحاصر، ولم تتوان المقاومة الفلسطينية عن الدفاع بكل ما أوتيت من قوة وعتاد، لمواجهة حربا البربرية مستمرة على غزة جوًا وبرًا.

"القاهرة 24" رصدت في حوارها التالي مع الطبيب بالمستشفى الإندونيسي الفلسطيني محمد ضاهر، حلقة جديدة في كواليس نوثقها للتاريخ في السطور التالية.

- كيف يبدو الوضع الآن في شمال غزة؟

للأسف لا يبدو أن هناك قدرة على استمرار القطاع الطبي في المستشفى الإندونيسي في شمال قطاع غزة بهذه الحال، حيث ندرة المساعدات مع استمرار القصف وتهدم البنية التحتية والمباني السكنية، بجانب أنه لا توجد مواد كافية لتشغيل المستشفى أو سولار كاف لتشغيل الكهرباء.

وما يجري حاليا في المستشفى هو العمليات الميدانية بعد توقف معظم أقسام المستشفى عن العمل.

- كيف يمكن لنا أن نصف حال المواطنين في شمال القطاع؟

معظم الإصابات التي ترد إلى المستشفى الإندونيسي من مواطني شمال القطاع، حيث استمرار العملية البرية، بجانب القصف وقد حدث أن تعرضت لإصابة وأحاول العودة للعمل تدريجيا.

ولا تصدقون حكاية 24.000 شهيد في غزة، اعتقد أن الشهداء الذين سقطوا منذ بداية الحرب في أكتوبر يصل إلى 50.000 شهيد، ولن نرحل من الشمال، فقد هزمنا بأجسادنا وأشلاء أطفالنا أمريكا والكيان الصهيوني وكل الذين راهنوا على رحيلنا من الشمال.

- هل أصبح النزوح إلى جنوب القطاع آمنا لتجنب القصف أو الاجتياح البري من قبل سلطات وجيش الاحتلال؟

النزوح إلى الجنوب، ليس أمرًا سهلًا، وبالرغم من شح المواد الغذائية في شمال القطاع ورفض سلطات الاحتلال عبور المواد الغذائية والطبية اللازمة للإعاشة، حيث يتعمد جيش الاحتلال قصف أي شخص يحاول النزوح.

- هل لجأ المواطنون بشمال القطاع إلى مواد غذائية بديلة كافية للإعاشة؟

مع شح الدقيق والطحين بالقطاع، لجأ كثير من المواطنين إلى طحن الذرة كمحاولة للتغلب على شح المواد الأولية اللازمة لصنع الخبز في غزة التي تشتهر بالزراعة.

ونحن لن نستسلم للموت أو الجوع، فنحن شعب العزة والكرامة، ففي هذه الأرض من يستحق الحياة، وسنبذل قصاري جهدنا لنقف في وجه الاحتلال الإسرائيلي الغاشم.

- كطبيب يعاصر حالات استشهاد ليل نهار كيف هو شعورك الآن وأنت تعيش هذه اللحظات؟

عاصرت استشهاد 120 فردا من عائلتي استقبلت غالبيتهم كمصابين وقد تعرضت للقصف في منزل العائلة مع شقيقتي الكبري سوزان والتي قد استشهدت في ٨ ديسمبر الماضي بعد بلوغها ٦٠ عاما من عمرها، وقد قمت بدفنها بالقرب من ركام منزلنا حيث فشلت في انتشالها بداية من الركام الذي استغرقت ما يزيد على ساعتين حتى نجحت في الخروج من بين طبقاته، بجانب ما تعرضت له خلال عملي بمستشفى الشفاء أو المستشفى الإندونيسي حاليا.

وأوصت شقيقتي الكبري سوزان أن تدفن إلى جوار صبا ابنتي والتي استشهدت في اليوم العاشر من الحرب، وهو ذات المكان الذي انتهكته دبابات وجرافات سلطات الاحتلال إلا أني آمل انتشال جثمانها لأواريه بمكان يليق بجسد الشهيدتين، الشقيقة الكبرى والابنة العزيزة صبا.

تابع مواقعنا