عاش على البيض والخبز حتى أصبح صاحب أكبر شركات في العالم.. رحلة صعود محمد منصور

نشرت مجلة فوربس الدولية، نصائح لجميع المستثمرين ورجال الأعمال والشباب الراغبين في بداية مشوارهم الاستثماري في كل مكان، تستمدها من رحلة صعود ونجاح رجل الأعمال المصري محمد منصور.

محمد منصور رجل أعمال مصري، صاحب سيارات وعربات جنرال موتورز (ومنها اوپل وشيفروليه وأولدزموبيل وايسوزو، سيارات نقل شيفرولية وايسوزو، كما أنه صاحب: إطارات ميشلان وسجائر مارلبورو وميريت وال ام، وسوبر ماركت مترو، ومعدات التعمير كاترپيلار، وكيلات كمبيوترات: ايسر، أى بى ام، اتش بى وأجهزة سيمنز الالكترونية، وألبان لبنيتا، عصائر تانج، مياه معدنية حياة، تونة معلبة ماركة صن شاين.

لم تكن بداية محمد منصور مثيرة مثلما هي الآن، بل كان شبابه لا ينذر أبدًا بأنه سيصبح أحد أغنى رجال الأعمال بالعالم، أو أنه سيتمكن من مواصلة حياته من الأساس، بعدما أُصيب بسرطان الكلى وكان مُعرض لبتر ساقه بسبب المرض، وكذلك بعدما تعرضت أسرته للإفلاس وكان يعيش على البيض والخبز فقط.

ولد منصور لعائلة أرستقراطية ثرية، ولكن عندما التحق بالكلية في جامعة ولاية كارولينا الشمالية بالولايات المتحدة، صادر الرئيس المصري جمال عبد الناصر ثروة عائلته وأمم شركتهم المتخصصة في القطن، تاركًا منصور مفلسًا فجأة.

انتقل الشاب البالغ من العمر 18 عامًا من منزل الأخوة الخاص به إلى منزل مزدحم خارج الحرم الجامعي، وعاش على الخبز والبيض فقط لمدة نصف عام، ووجد وظيفة بأجر متدني في مطعم مكنه من شق طريقه في أثناء الدراسة.  

وفي سن 20، بعد الانتهاء من شهادته مباشرة، تم تشخيص منصور بسرطان الكلى.. فقط أقلية من الناس نجوا من المرض في ذلك الوقت، لكن الإزالة السريعة للعضو والعلاج الإشعاعي مكنه من التعافي، وأصبح خالٍ من السرطان منذ ذلك الحين، ليبدأ مشوار اقتصادي يُدرس في جميع أنحاء العالم.

أفردت فوربس 7 نصائح مستقاة من حياة محمد منصور الناجحة:

1. وعود قليلة وتحقيق كبير

عندما بدأ منصور في توزيع السيارات، كانت سلعة غير معروفة.. كان جنرال موتورز يثق بوالده الراحل، لكنه بالكاد يعرف محمد منصور نفسه - وعلى الرغم من أن القطاع الخاص في مصر كان ينفتح في ظل نظام جديد، كان المستوردون الأجانب متقلبين في أعقاب مشاريع تأميم عبد الناصر كان يعلم أنه لا يستطيع المخاطرة بسمعته ليخرج بمبدأ ذهبي: «إذا كنت أعلم أنني سأصنع 100 سيارة، فسأقول 50» إلى الآن حتى بعد أن أصبحت أعماله مستقرة إلا أنه لايزال يتبع نفس الشعار كونه لا يمكن التعرف على المناخ الاقتصادي في مصر.

2. ابحث عن الفجوات في السوق وسدها

يملك محمد منصور قاعدة ذهبية، وهي ابحث عن الفجوات الموجودة في السوق، وحاول أنت سدها، ومن هنا يأتي جوهر ثروته، فعندما بدأ في تصميم شركته، بحث عن شيء يحتاجه السوق ولا يوجد شخص يقدمه، وكذلك لا يوجد شخص يفهم فيه من الأساس على الساحة. ليبدأ من هنا تنفيذ القاعدة الذهبية فعندما بدأ منصور في منتصف السبعينيات، جعلته سنواته العديدة التي قضاها في الولايات المتحدة مناسبًا تمامًا لتجارة السلع بين الولايات المتحدة ومصر.. لا أحد يستطيع التحدث باللغة أو فهم الطريقة الأمريكية لممارسة الأعمال التجارية في مصر، باستثناء جزء قليل جدًا.

3. لا تجلس على رأس الطاولة

يقول منصور: عندما أجلس في غرفة الاجتماعات، لا أجلس على رأس الطاولة، في الواقع، لا أحد يجلس هناك: هذا المكان فارغ، وهذا يعزز الشعور بالعمل الجماعي، والولاء بين زملائه.

4. لا تبقى أسير نجاحك

مع تحقيق النجاح في العمل، من السهل أن تظل أسير لنجاحك وللأفكار المألوفة وطرق التنفيذ العادية، إلا أن هذا بالضبط ما يحاول منصور تجنبه يقول منصور: أنا لا أعيش في ظلي أبدًا، إنه تعبير استخدمه، ليعطي الأولوية للابتكار والبحث عن حدود جديدة.. هذا ما يجذبه للاستثمار في المساعي التي تركز على المستقبل، مثل التكنولوجيا.

التغلب على السرطان والإصابة المعوقة عندما كان شابًا يمكن أن يجعل الشخص يتجنب المخاطرة بسهولة، لكن منصور يقول إن ذلك جعله يتبنى المخاطر ويحاول ألا يترك فرصة دون استغلالها.

5. يمكنك أن تكون صديقًا لموظفيك ولكن فقط خارج العمل

عندما تولى منصور أجزاء من العمل بعد وفاة والده، واجه خيارًا: هل أوظف أشخاصًا ذوي خبرة، أكبر مني سنًا؟ أ الأصدقاء الذين أعرف أنني أستطيع الوثوق بهم؟  اختار الخيار الثاني، ولفترة من الوقت نجح بشكل رائع.. كان لديه سياسة الباب المفتوح في المكتب، وكان يشارك صداقة حميمة دافئة مع زملائه خلال النهار ويتواصل معهم في الليل.. لكن عندما وجدهم يلعبون كرة القدم في منتصف المكتب ذات يوم، أدرك أنه بالغ في مسألة الأصدقاء، ثم بدأ في الانسحاب: أغلقت الباب، وهكذا قمت بالتمييز.. أصبح وضع الحدود في العمل طبيعيًا بالنسبة له في النهاية.

6. لا تقلل من شأن عوامل الاقتصاد الكلي

يقول منصور: الاقتصاد الكلي هو المفتاح، ويشير إلى أنه في عام الانتخابات الأمريكية، وأن الشركات يجب أن تفكر في «نوع التأثير الذي سيكون على الاقتصاد الأمريكي، والتضخم، والاحتياطي الفيدرالي، وأسعار الفائدة».. لقد ارتكب أخطاء في الماضي من خلال عدم إعطاء اهتمام كافٍ لكيفية تأثير السياسة والتحولات الاقتصادية الكبيرة على أعماله. لم يتوقع ضعف العملة المصرية بدءًا من أواخر السبعينيات.

7. استخدم الشدائد لمصلحتك

قبل حادث سيارة الطفولة، كان أكبر شغف لمنصور هو الرياضة كان الاحتجاز في سرير يعني أنه اضطر إلى التخلي عن ألعاب القوى، وواجه فترات طويلة من الوقت بمفرده مع القليل من التسلية يقول: «في ذلك الوقت، لم يكن هناك بلاي ستيشن، ولم يكن هناك تلفزيون».. لكنها ساعدته على التطور بطرق أخرى: "جلست وفكرت تعلمت أن أكون مفكرا.. عندما فقدت عائلته ثروتها في إطار برنامج ناصر، «تعلم منصور قيمة المال». لقد جعله أكثر ترددًا في تحمل الديون في المستقبل، بحيث كان أكثر قدرة على إنقاذ موارده المالية عندما ضربت الأزمة الاقتصادية المصرية في الثمانينيات. «هل جعلني رجلًا أفضل ؟» يقول منصور عن معاناته المالية. «بالتأكيد، نعم».