الأحد 28 أبريل 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

الضويني: بث روح المسؤولية المجتمعية لدى الشباب يحتاج منا وضع أرضية صلبة بيننا وبينهم

الدكتور الضويني
دين وفتوى
الدكتور الضويني
الخميس 01/فبراير/2024 - 07:20 م

شدد الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر، على أن المسئولية المجتمعية لا تتوقف عند صورة واحدة من صور العطاء والنفع، وإنما تتعدى العمل الخيري والتطوعي أو الهبات المالية إلى بناء المساجد والمراكز التعليمية والصحة وكفالة الأيتام والأرامل ورعاية المسنين، والحفاظ على حقوق الأجراء، وكذلك حماية الموارد الطبيعية والحفاظ على البيئة من مختلف أشكال الفساد، والمشاركة في التنمية الاجتماعية والاقتصادية، كما أن المسئولية المجتمعية في الإسلام لا تتوقف عند الناحية المادية فحسب، فتعمل على توفير السلع أو الخدمات أو الأموال، ولكن تتسم المسئولية المجتمعية في الإسلام بنظرة شمولية فتشمل إلى جانب النواحي المادية النواحي الأدبية والروحية والعاطفية والعقائدية من حب وتعاطف وأمر بالمعروف ونهي عن المنكر.

الضويني: بث روح المسؤولية المجتمعية لدى الشباب يحتاج منا وضع أرضية صلبة بيننا وبينهم

وبين وكيل الأزهر خلال كلمته بالملتقى الدولي الثامن للشباب، للندوة العالمية للشباب الإسلامي، والذي جاء تحت عنوان" الشباب والمسؤولية المجتمعية"، أن المتأمل لأحاديث سيدنا رسول الله ﷺ يجد أنها أصلت للمسؤولية المجتمعية، فقوله ﷺ: «مثل القائم في حدود الله، والواقع فيها كمثل قوم استهموا على سفينة، فصار بعضهم أعلاها، وبعضهم أسفلها، وكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم، فقالوا: لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقا ولم نؤذ من فوقنا، فإن تركوهم وما أرادوا هلكوا جميعا، وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعا»، يفهم منه ضرورة أن يأخذ بعضنا بيد بعض، وألا نترك من يفسد في المجتمع دون توجيه ونصح، وتأملوا قول سيدنا رسول الله ﷺ: «وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعا» ففيه تربية للناس بعدم إقصاء المخطئ، والتعاون على المعروف، وضرورة أن يهتم بعضنا ببعض؛ سواء أكان هذا على محيط الأفراد أو المجتمعات، وهذا لا يتحصل  إلا إذا تحقق كل فرد من أفراد المجتمع بالمسؤولية التي حث عليها الحديث الشريف.

وأوضح وكيل الأزهر أن المسؤولية الاجتماعية من المنظور الإسلامي أكثر عمقا؛ وذلك لأنها لم تهمل أي فرد من أفراد المجتمع، بل تنظر الشريعة إلى أفراد المجتمع كلهم على أنهم مسئولون، وتأملوا كيف أعلن ذلك في صراحة ووضوح رسول الله ﷺ حين قال: «كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته..» إنه ﷺ لم يكتف باللفظ الدال على العموم، وهو قوله «كلكم»، وإنما ضم إليه نماذج من الحياة على تفاوت بينها، ولو أنه وقف عند الأغنياء أو أصحاب القرار لكان مقبولا أيضا، ولكنه لم يرض إلا أن يجعل الرجل مسئولا والمرأة مسؤولة، وحتى الخادم جعله مسؤولا، فسبحان من علمه، وإذا كان المجتمع كله مسئولا فإن الشباب وهم أصحاب القوة البدنية والعقلية والصحية أكثر مسئولية من غيرهم.  

وشدد الدكتور الضويني على أن بث روح المسؤولية المجتمعية لدى الشباب يحتاج منا إلى وضع أرضية صلبة بيننا وبينهم أساسها الثقة والمحبة والمشاركة، وأن ننمي فيهم روح حب الوطن؛ لأجل أن يتفهم الشباب المجتمع من حولهم ويتعرفوا على عاداته وتقاليده واتجاهات التفكير فيه، وآمال الناس وطموحاتهم، مع بث روح العمل العام فيهم، وإدراكه مدى أهمية هذا الدور، ويجب علينا أن نصدر لهم القدوة الصالحة من المعلمين والمعلمات، وأن نفعل قنوات التواصل معهم، وأن نعلمهم معنى القدوة الحسنة، التي تجمع بين العلم والأخلاق، وهذا ركن ركين في بث روح المسؤولية المجتمعية، فمنه يتعلم الشباب حقيقة المسؤولية، وأنه راع ومسؤول عن رعيته.

وأكد وكيل الأزهر أنه يجب علينا أيضا أن ننشر برامج التوعية الأسرية التي توعي الآباء بدورهم الحقيقي، فالأسرة هي المكان الأول الذي يتعلم فيه الشخص القيم والمبادئ والمهارات اللازمة لتحمل المسؤولية، وفي هذه البرامج نعلم الآباء تعزيز الإيجابية في نفوس أبنائهم وتحميلهم المسؤولية منذ الصغر، فالتعليم في الصغر كالنقش في الحجر، وإن الواجب على مؤسسات المجتمع أن تربي أجيال الشباب على تحمل مسؤولياته، وأن تعزز ثقته بنفسه، وأن تغرس فيهم الشعور بالانتماء لأمتهم والاعتزاز بهويتهم الإسلامية، وأن توجد لهم مسارات مجتمعية صحيحة؛ حتى لا توظف طاقاتهم في خدمة مشاريع مضادة للهوية.

واختتم وكيل الأزهر كلمته بتوجيه خطاب للشباب قائلا: أيها الشباب، أنتم مسئولون، ولستم صغارا كما يقال لكم، بل أنتم كبار بدينكم وقيمكم والتزامكم وأخلاقكم، وإن المجتمع يناديكم، وإن الأمة تدعوكم، فعليكم أن تعرفوا الأسس والمبادئ والقيم التي تسهم في صياغة شخصياتكم وصقلها، وأن تعيشوا لهدف أسمى وأرقى وأبعد من النظرة القاصرة، وأن تقوموا بواجب الاستخلاف في الأرض وعمارتها وفق شرع الله تعالى، وأن تستشعروا هموم المسلمين وآلامهم، وآمالهم وطموحهم، وأن تتحلوا بروح المبادرة فتكونوا لبنة في بناء مجد الأمة.

تابع مواقعنا