نسختك الشخصية
• من حوالي 10 سنين كان حلم الشاب الفلسطيني "ماهر الطويل" إنه يفتتح مطعم يمارس من خلاله هوايته الأساسية اللي هي الطبخ اللي تميز فيه.. حلم قابلته مجموعة ظروف خارجة عن الإرادة واضطرته للهجرة لـ كندا، على أمل إنه يلاقي حلمه فيها!.. لكن يفضل السؤال!.. هو اللي ماقدرش يحقق حلمه في بلده هيقدر يعمل كده براها؟.. وليه لأ؟.. سافر "ماهر" وأسرته الصغيرة وافتتح مطعم فعلًا وسماه "أدمنتون".. لكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن!.. لإنه وبالرغم من الأكل الشهي والمميز اللي بيتقنه وبيقدمه "ماهر" لكن الإقبال على المكان كان أقل من الضعيف.
ومشي المشروع في طريقه لإعلان فشله!.. لحد ما في يوم دخل شاب بسيط وجعان للمكان وكان باين من هيئته المبهدلة إنه مشرد وبدون مأوى وطلب ياكل أي حاجة.. هيئة الشاب كانت بتأكد لـ "ماهر" إن الشاب مفلس وعلى الحديدة.. بدون لحظة تفكير واحدة قدم "ماهر" للشاب قائمة الطعام وطلب منه يختار اللي هو عايزه!.. العرض كان مغري ومفاجئ للشاب اللي افتكر إن "ماهر" بيهزر أو مش فاهم طلبه فكرر له إنه عايز أي أكل لمجرد سد جوعه حتى ولو كان حتة عيش بايت لكن "ماهر" صمم وأكد عليه يختار اللي عايزه زيه زي أي زبون!.. غرابة تصرف "ماهر" بتكمن في إن التصرفات الإنسانية مش بتحتل الصدارة في المجتمع الغربي اللي بيغلب عليه التصرفات العملية بشكل أكبر خصوصا لو تعلق الأمر بالفلوس وخصوصًا أكتر لو تعلق الأمر بمشروع على حافة الإفلاس ومحل على وشك القفل!.. لكن اللي عايزه "ماهر" اتنفذ واتحقق وتمت معاملة الشاب الكندي كشخص ثري ومش كمشرد وأكل كأنه مأكلش قبل كده.
على الجانب الآخر وفي نفس المطعم ولكن على ترابيزة في ركن المكان كان فيه بنت كندية اسمها "مكانزي بريند" قاعدة بتاكل وبتراقب الموقف كله بإنبهار وإعجاب!.. لما رجعت "مكانزي" لبيتها كتبت الموقف بالتفصيل على حسابها على فيسبوك.. يدوب فات ساعات قليلة كانت كفيلة إن القصة تنتشر في معظم مدن كندا وهو الانتشار اللي تم ترجمته على الأرض لإقبال من طوفان من البشر هجموا على مطعم "ماهر الطويل" عشان يدعموه ويجربوا مطعمه.. وليه لأ!.. ما هو إنسان بكل النُبل وطاقة الخير دول لابد يكون أكله ممتاز!.. من وقت حدوث القصة دي وحتى بعدها بسنين وبنفس الزخم بقى مطعم "أدمنتون" مفيهوش مكان لرجل!.. من قمة الفشل لقمة النجاح.. والسر؟.. باب خير خفي بين "ماهر" وبين ربنا.
• بالتجربة وبمئات المواقف الشخصية لكل واحد فينا في حياته كله بيترد.. حلو أو وحش كله بيترد هي مسألة وقت بس مش أكتر.. الخير دايرة، والشر دايرة والاتنين بيلفوا ويرجعوا لصاحبهم.. عشان كده تستغرب من اللي بيتمادى في تصرفات مؤذية بيضر بيها غيره بدون ما يحط في حساباته إنه كده مش بيعمل غير إنه بيرسم شكل اللي هيحصل معاه هو برضه!.. ﴿إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ﴾.. كل كلامك وأفعالك فيه نسخة منهم متشالالك على جنب.. زي ما عملوا معاك هيشوفوا.. زي ما عايز تشوف اعمل.
