الإثنين 29 أبريل 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

جددت حبك

الجمعة 08/مارس/2024 - 03:03 م

المواطن الأمريكي "ديفيد فاريل" بيحكي عن اكتشافه لطريقة جديدة لتجديد الحب مع زوجته "بيجي" بعد مرور تقريبًا 21 سنة على جوازهم!.. الطريقة باختصار هي (دخول ست تانية في حياته)!.. الغريب إن الطريقة كانت من اكتشاف زوجته اللي فجأة وبدون مقدمات لقاها في مرة بتقوله: (أعلم أنك تحبها، الحياة قصيرة وأنت بحاجة لأن تراها وقضاء بعض الوقت سويًا).. اعترض على كلامها وقال: (ولكنني أحبك!).. ردت: (أنا أعرف ذلك، لكن صدقني إذا قضيتما وقت أكبر فسيزيد ذلك من تقاربنا وحبنا).. طبعًا مع غيرة الستات الموضوع يبان مش منطقي صح؟.. لكن مش هتستغربوا لما تعرفوا إن الست اللي كان يقصدها هو ومراته بكلامهم هي (أُمه).

"ديفيد" بعد جوازه كان عنده مشكلة كبيرة مع "بيجي" بسبب الغيرة بتاعتها من أمه.. لأنه ابن أمه الوحيد؛ كانت حاسة إن أمه واخدة منه مساحة مش هتقدر هي تعوضها كزوجة.. من بداية جوازهم وشوية بشوية كانت بتبعده عن أمه تدريجيًا.. زياراته ليها قَلِّت.. كلامه معاها في التليفون قل.. حتى مقابلاتهم في الأعياد بقت نادرة.

الحقيقة ساعد في كدة برضو بُعد بيته عن بيت أمه (حوالي 40 كيلو) + ظروفه وشغله اللي كان بيستمر لمدة 10 ساعات يوميًا وطبعًا ده كان مفرح "بيجي" جدًا.. بس بدأت تحس إن "ديفيد" عايش نصف حياة.. آه هو معاها ومع الولاد وقايم بكل واجباته كزوج وتقريبًا مابقاش يشوف أمه وبقت هي اللي مسيطرة عليه بالكامل لكن برضو في حتة ناقصاه وحتة مش صغيرة كمان.. لحد ما في مرة وبعد 21 سنة جواز كاملين فكرت "بيجي" في لحظة من لحظات الصراحة النادرة مع الذات وبمنتهى الذكاء خدت قرارها الأهم (لازم علاقة ديفيد ترجع بأمه) وبالتالي حصل بينها وبينه الحوار اللي فوق ده.

ضغطت عليه لحد ما اقتنع وصحي من جواه تاني حبه لأمه.. اتصل بيها وبعد السلامات لقاها مستغربة اتصاله لأنها مش عوايده وسألته: هل أحفادي بخير؟، طمّنها عليهم وإنه عايز يعدي عليها عشان يعزمها على العشاء، وافقت وهي لسه حاسة إن في (إنَّ) في الموضوع وإن ابنها مش طبيعي، خد إذن من الشغل وروَّح بدري يومها وهو راكب عربيته في اتجاهه لبيتها كان عصبي وإيديه بتترعش على الدركسيون وشايل هم المقابلة دي، يا ترى هتعاتبه؟.. هيتكلموا في إيه؟.. لو فكر إنه يعزمها على السينما هتوافق؟.. ولو وافقت طب هيشوفوا أي فيلم؟.. وأساسًا يعزمها في أنهي مطعم؟.. لوكشة أسئلة مالهاش أول من آخر مع إن دي مش أكتر من مجرد مقابلة مع أمه.. أمه أمه يعني مش واحدة غريبة!.. وصل.. لقاها مستنياه على باب البيت لابسة فستان شيك وحلو وعاملة شعرها عند الكوافير وتقريبًا بتتنطط من الفرحة.

سلموا على بعض وقالتله: (لقد أخبرت كل صديقاتي بأنني سأخرج معك اليوم وكلهن مندهشات، وفى غاية الشغف أن يعرفن نتيجة تلك المقابلة).. فتح لها الباب وركبت جنبه.. راحوا مطعم قريب من البيت عندها.. وهما داخلين مسكت دراعه بحب وهو سندها عشان تقدر تطلع على سلم المطعم.. قعدوا.. هو مسك قايمة الأكل عشان يختار هياكل إيه.. قلب في صفحات القايمة واختار اللي هو عايزه وبص بعينيه لقى أمه سايبة القايمة بتاعتها وبتبصله وهى مبتسمة!.. قالها: (ألن تختاري؟).. ردت وهي بتسقف بإيديها زي الأطفال: (لقد نسيت نظارتي في المنزل؛ عيناي لا تستطيع أن ترى سِواك).. مسك إيديها وباسها وقال: (استريحي وامنحيني الفرصة).. القعدة كانت لطيفة مافيهاش أي عتاب ولا لوم ولا خناق.. اتكلموا كتير كتير كتير.. هو بيحكي عن مراته وولاده.. هي بتحكي عن يومها إزاي بتقضيه ومين اللي اتجوز في العيلة ومين اللي طلق ومين اللي مات أو سافر.. خلصوا أكل.. عدوا على محل آيس كريم وجابلها ووقفوا ساندين على العربية وهما بياكلوه.. راحوا بيتها وقعدوا في الجنينة بتاعتها.

أمه ركبت فوق المرجيحة اللي في الجنينة وهو مرجحها بإيديه وكملوا كلام.. كان يوم عظيم.. وهو نازل من على سلم البيت وهى بتودعه قبل ما يسيبها بصلها وقال لها: (مهما كانت مشاغلي سأزورك كل أسبوع).. ردت وهي بتشاورله: بشرط؛ سأدفع أنا تكلفة العشاء المرة القادمة).. هز راسه كأنه بيقولها موافق.. ركب العربية ووصل بيته وأول ما دخل لقى "بيجي" منتظراه وسألته قبل ما يقفل باب البيت حتى: (كيف كانت مقابلتك معها؟).. بدون ما يرد حضنها وشالها من على الأرض ولف بيها بانبساط وهمس في ودنها (كانت أروع مما أعتقد،والفضل لكي).. من وقتها وبقى فيه عادة أسبوعية لـ "ديفيد" ومراته وولادهم إنهم يزوروا أمه.

قصة "ديفيد" تم نشرها في كذا مكان وبسبب القصة تم استضافته في أكثر من صحيفة وكان له جملة ثابتة بيختم بيها دايمًا أي حوار: (تعاملت زوجتي مع غيرتها من أمي بذكاء، وعندما غابت الغيرة جاء الحب للكل، قليل من الغيرة يكفي ففي قلوبنا لا أحد يأخذ مكان أحد).

الغيرة زيها زي أي حاجة لما بتزيد عن حدها بتتقلب لضدها.. حبل رابط بين اتنين.. بإيديك أنت إنه يكون حبل "ود" حرير وناعم محسوس بس مش متشاف.. وجوده بيثبت إننا مع بعض.. واثقين في بعض.. مكملين مع بعض.. في إيديك برضو إنه يكون سلسلة حديد بتتلف حوالين الرقبة وتخنق.

كلنا بنغير بس مش كلنا بنتصرف بذكاء مع الغيرة.. إحساس اللي قدامك بأنوثتك كست أو برجولتك كراجل مالهاش علاقة لأي درجة أنت مسيطر عليه وعادد عليه تحركاته وأنفاسه.. ثقة في نفسك قبل ما تكون في الطرف التاني.. ساعات الغيرة بتخلينا نتعمي عن شوفة حاجات وناس حلوين وبنعرف قيمتهم جوانا متأخر لما بيضيعوا..  دايمًا بشوف إن الغيرة الحقيقية حرية.. ماتكلبشوش الناس بالغيرة؛ في قلوبنا ماحدش بياخد مكان حد.. في مقولة لطيفة بتقول: (نحن نغار على الذين نحبهم لأننا نحبهم ونغار على الذين يحبوننا لأننا نحب أنفسنا).

تابع مواقعنا