الأحد 28 أبريل 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

طبق بيض بالكاري

الجمعة 22/مارس/2024 - 07:46 م

• من القصص اللي كان ليها صدى كبير في الهند واتنقل الصدى وبقى عالمي بسبب غرابة القصة هو اللي حصل في قرية هندية!.. الموضوع وما فيه إن الشاب الهندي ياداف لالان واللي عنده 35 سنة كان بيحب زوجته الشابة أنچالي اللي عندها 32 سنة ونجحوا إنهم يكللوا قصة حبهم بالجواز وسط مباركة الأهل وكل القرايب والأصدقاء.. لحد هنا تمام.. اللي مش تمام بقى ياداف كان بيحب أكلة معينة وهي طبق البيض بالكاري، ورغم إن أنچالي ماكانتش بتعرف تطبخه زى ما هو متعود عليه لكنها اتعلمته لحد ما أتقنته عشان خاطر عيون جوزها وعشان لما يطلبه يلاقيه زى ما في باله بالظبط.. طيب كويس فين برضه المشكلة!.. المشكلة إن في يوم ولما رجع ياداف من الشغل كان مضغوط جدًا بشكل يفوق الوصف لإنه متخانق مع المدير بتاعه خناقة كبيرة استمرت قبلها كذا يوم وسابت أثرها النفسي السيء فيه.. حكى لـ مراته في بداية الأزمة خالص عن الخلافات دي وهي وقفت جنبه بالنصيحة والتهوين عليه عشان يقدر يتجاوز ويتعايش مع مديره الغلس.. لكن اللي حصل إن حدة المشاكل بين ياداف وبين مديره زادت بشكل صعب ومنفر.. صحيح إن أنچالي كانت محتوية جوزها في بداية سلسلة المشاكل دي لكنها وغصب عنها وبسبب مشغوليات البيت زهقت وحست إنها قالت كل كلام التهوين اللي ممكن يتقال في الموقف ده وبعدين الحوار طول أوي بين جوزها وبين المدير وهي بصراحة اتخنقت كل يوم جوزها بيرجع من الشغل عايز يفضفض ويشتم في مديره قدامها!.. الأمر كان بينقل لها طاقة سلبية مابقتش قادرة تستحملها.. ثم؟.. ثم لقت في الطناش والتجاهل حل.. هو هيرجع من الشغل، وأنا هتحاشى تمامًا اسمعه وهو بيشتكي عن مديره.. آه هقوم بكل واجباتي كزوجة على أكمل وجه لكن مش هقدر اسمع تاني.. مرة في مرة في مرة بدأ يلاحظ ياداف إنها بتاخد جنب كل ما يحب يتكلم معاها عن شغله وتفاصيل الشد والجذب اللي فيه.. كده يا أنچالي؟.. تمام وأنا مش هحكي حاجة تاني ليكي.. مش إنتي عايزة تكوني زوجة وبس؟.. خلاص خليكي في الخانة اللي اخترتي تكوني فيها.. بدأ يغلس عليها في طلباته بقى.. فين الشاى؟.. ليه الهدوم مش مكوية؟.. مفيش خروج.. اللي هو مش هبقى مضغوط لوحدي ولازم تنضغطي معايا.. لحد ما في يوم كان راجع من الشغل والعافريت بتتنطط قدام عيونه بسبب أكبر خناقة بينه وبين المدير.. دخل البيت.. كان عايز يحكي بس افتكر إنها مش حابة تسمع خلاص.. طلب منها طبقه المفضل البيض بالكاري.. أنچالي قالتله حاضر هعمله إديني شوية وقت بس.. حاول يضيع الوقت في أي حاجة لحد ما الأكل يجهز فشرب خمرة عشان يحاول يفصل عن الواقع ويسيطر على الغضب اللي جواه.. كمان شوية سألها تاني.. قالتله مش أنا قولتلك أصبر شوية ما تصبر!.. قالتها بعنف وعصبية فطريقتها خلته يتعصب زيادة فمسك شاكوش خشب ضخم ونزل بيه على راسها بدون تفكير وفتفت راسها وقتلها!.. بالبساطة دي؟.. أيوا.. شوية راح ساحب جثتها وحطها جوه شوال وراح راميها في مبنى لسه تحت الإنشاء!.. أهالي القرية اللي هما فيها وتحديدًا العمال اللي بيشتغلوا في المبنى اللي بيتبني لقوا الشوال بس ماقدروش يعرفوا شخصية السيدة اللي مفيش ولا معلم باين من معالم وشها اللي تقريبًا مش موجود!.. الشرطة جت وحققت وبعد شوية تحريات وحصر لسيدات القرية قدروا يتوصلوا لـ إن ياداف هو الجاني.. الحقيقة إنهم وقبل ما يقبضوا عليه كان الراجل سلم نفسه وهو بيبكي ليهم.. تم عرضه على المحكمة المكونة من اتنين قضاة.. بحسب نص القانون الهندي فيه قاضي من الاتنين قرر يديله براءة لإنه كان تحت تأثير الخمر وبالتالي هو غير مسؤول عن فعلته.. الحكم ده ماكنش راضي القاضي التاني اللي كانت وجهة نظره ضرورة عقاب ياداف بأقصى عقوبة ممكنة وإنهم يقدروا يعملوا ده لإن القانون برضه بيسمح لهم بتحديد شكل العقوبة حتى ولو كانت غير منصوص عليها في نصوصه لإن الأمر فيه ضرورة ملحة إنه يكون عبرة لكل اللي يعمل جريمة بشعة زي دي.. القاضي الأولاني صمم على تنفيذ نص القانون بدون أي زيادة وإخلاء سبيل ياداف، وفي أثناء قراءته لمنطوق البراءة قال إن كان فيه خلاف بينه وبين زميله القاضي التاني لكنه استقر على الحكم ده لسببين.. الأولاني إن القانون بيقول كده وإحنا لازم نحترم القانون.. والسبب التاني إنه شايف إن العذاب اللي هيعيش فيه ياداف نتيجة هزيمته من غضبه وخلاه يتخلص من حبيبة عمره بالطريقة دي كفاية عليه.. وحصل اللي توقعه القاضي بالظبط لإن عذاب الندم وصل ياداف لمرحلة الاكتئاب.

• من أطاع غضبه أضاع أدبه.. في لحظة الغضب بيخرج أفعال وكلام زى السم قادرين يهدموا أقدمها، وأمتنها، وأقواها علاقة ومش بينفع بعدهم كلمات من نوعية "ماكنش قصدي"، أو "ماعرفش أنا قولت كده إزاى".. التمسك بالغضب عامل زي واحد مصمم يمسك جمرة من نار عشان يرميها على غيره، هتنتقم منه صحيح بس هتضر إيدك أنت الأول!.. حتى لو كنت صاحب حق لكن الإصرار على إن الحل ييجي من سكة الغضب هو تنازل منك بكامل إرادتك عن حقك ده.. السيطرة على الغضب ضرورية لإن إنفلاته زى السهم مفيش بعده رجوع.. الفيلسوف فيثاغورس قال: (في الغضب يجب أن نمتنع عن أربعة أشياء: الحكم على الآخرين، الحديث معهم، اتخاذ القرارات، والأفعال).

تابع مواقعنا