اقتصاد الأرض

أصبح اقتصاد الأرض مختلفا كليًا وجذريًا عن سابق عهده مع انتصاف العقد الثالث من القرن الحادي والعشرين، حيث تجاوز عدد البشر 8 مليارات نسمة، كذا مع دخول عصر العولمة وظهور التغيرات المناخية منذ سبعينيات القرن العشرين.. لقد استفز الإنسان قدرة الأرض على التحمل.

فيما أفادت دراسة بيئية لمنظمة جلوبال فوتبرينت نتوورك - وهو مركز بحثي دولي مستقل لتطوير أدوات الاستدامة وتشجيعها، بما في ذلك البصمة البيئية والقدرة البيولوجية - بأن البشرية تستنزف موارد كوكبنا بكميات تدميرية متزايدة، كذلك كشفت الدراسة الجديدة أننا استهلكنا ما قيمته سنة من الكربون والطعام والماء والألياف والأراضي وأخشاب الغابات في وقت قياسي بلغ 212 يوما فقط، وزادت معها أسعار المواد الغذائية والحرائق.

كانت قدرة الأرض البيولوجية قادرة على إنتاج المواد البيولوجية والموارد الطبيعية التي يستخدمها الإنسان وامتصاص النفايات، وكانت تفوق احتياجات الإنسان نفسه، ومنذ نصف قرن، قد استنفد الموارد الطبيعية كافة؛ والتي يمكن للأرض تجديدها على مدى سنة، ما يعني أن البشر باتوا يعيشون على الاقتراض البيئي بسبب التلوث، ومن أسباب زيادة التلوث على كوكب الأرض هي الدول الصناعية، وخاصة الصين والولايات المتحدة الأمريكية كدول صناعية كبرى، ومع كل هذه التلوث تتعهد هذه الدول الصناعية للدول المتضررة بالتعويض عن التلوث والحد من انتشارها وزيادتها لكن دون جدوى أو تنفيذ لهذه العهود.

 مع التغيرات المناخية وانتشار التلوث وتأثيرها على جميع دول العالم، أصبح الاقتصاد الأخضر هو مستقبل الاقتصاد في العالم كله، وليس مصر فقط، ويعتمد الاقتصاد الأخضر في الأساس على الطاقة النظيف والبديلة للسولار والبترول بشكل كامل، والاتجاه نحو التنمية المستدامة، فالتنمية المستدامة تسعى إلى توفير متطلبات الوضع الحالي في تحقيق حياة كريمة للإنسان، وذلك بشرط ألا يؤثر ذلك سلبًا على حقوق الأجيال القادمة على الاستجابة أيضا لمتطلبات الحياة الكريمة، والهدف من التنمية المستدامة هو اهتمام الانسان بنفسه وبغيره من الأجيال القادمة، ومصطلح التنمية المستدامة هو مصطلح اقتصادي اجتماعي أممي، رسمت به هيئة الأمم المتحدة خارطة للتنمية البيئية والاجتماعية والاقتصادية على مستوى العالم، هدفها الأول تحسين ظروف المعيشية لكل فرد في المجتمع، وتطوير وسائل الإنتاج وأساليبه، وإدارتها بطرق لا تؤدي إلى استنزاف موارد كوكب الأرض الطبيعية، حتى لا نحمل الكوكب فوق طاقته، ولا نحرم الأجيال القادمة من هذه الموارد، تلبية احتياجات الجيل الحالي دون إهدار حقوق الأجيال القادمة، ودون الإفراط في استخدام الموارد الطبيعية المتبقية على كوكب الأرض.. لكن يبقي السؤال المطروح دائمًا ما هو مصير اقتصاد الأرض مع استنزاف البشر الموارد الطبيعية والتغيرات المناخية ؟