الإثنين 29 أبريل 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

إيران وإسرائيل.. هل تقع المواجهة؟

السبت 13/أبريل/2024 - 03:29 م

تشهد منطقة الشرق الأوسط توترا كبيرا منذ اندلاع حرب الإبادة الجماعية التي يشنها الكيان الصهيوني على قطاع غزة، بدعم أمريكي يصل إلى المشاركة الكاملة، وتلوح في الأفق منذ ذلك الحين توقعات باحتمال توسع تلك الحرب لتشمل مناطق أخرى، ورغم إعلان أمريكا عدم رغبتها في هذا، إلا أنها لم تتخذ موقفا واحدا جادا يتطابق مع ما تقوله  تلك عادتها كدولة تظهر وجها بينما تتصرف بوجه آخر تماما.

وهنا ليس مقصودا بالطبع انخراط دول عربية في المعركة فذلك أبعد ما يكون عن التصور، ويؤكده الموقف الواضح تجاه الأوضاع، والذي بدى مخيبا للآمال، وإن كان متوقعا لكن ليس بهذه السلبية المفرطة.

ولذا فالعرب كدول ليسوا في هذه الحسابات، غير أن الأمور تتم فقط على أراضيهم دون قرار منهم بكل أسف. 
ولكن التخوفات بدأت عندما دخل حزب الله اللبناني بقيادة حسن نصر الله على خط المواجهة، وقام بقصف أهداف إسرائيلية ردا على هذا العدوان كما أعلن، وكانت نتيجة ذلك أن دولة الاحتلال أخلت منطقة حدودها مع لبنان من سكانها، وتم رفع درجة استعداد الجيش هناك تأهبا لتطور الأمور إلى مواجهة شاملة مع الحزب. 

تزامنا مع هذا قام الحوثيون في اليمن بتوجيه طائرات مسيرة نحو إسرائيل أكثر من مرة، ثم الإعلان عن عدم السماح للسفن المتجهة لموانئها بالمرور من البحرين الأحمر والعربي كما يقول متحدثهم العسكري حتى وقف العدوان على غزة، ومع الوقت تطورت الأمور بعد توجيه أمريكا وبريطانيا ضربات جوية لأهداف حوثية، حتى وصل إلى إغراق سفينة تجارية بريطانية في خليج عدن بعد إصابتها بصاروخ أطلقه الحوثيون.

كما شهدت الساحة استهدافات لقواعد عسكرية أمريكية في سوريا والعراق، أعلنت المقاومة الإسلامية هناك مسئوليتها عنها.

و هنا لا يخفى على أحد أن حزب الله، وجماعة أنصار الله الحوثيبن في اليمن، والمقاومة الإسلامية بالعراق، جميعها تابعة لإيران بشكل مباشر، وبناء عليه فإنه من الممكن القول بأنها لم تشارك في الحرب رسميا ولكنها موجودة فعليا داخل المعركة. 

منذ أيام قامت إسرائيل باستهداف القنصلية الإيرانية في دمشق، وأعلنت على الفور إيران بأنها سوف يكون لها ردا موجعا لإسرائيل، باعتبار أن ذلك تعديا صريحا على سيادتها. 

ولكن رغم كل ما يثار منذ ذلك الحين حول احتمال توجيه ضربة إيرانية مباشرة إلى إسرائيل.. إلا أنني وبقراءة كاملة للمشهد منذ سنوات وحتى الآن، لا أتوقع هذا في الوقت الحالي.

لأنه لن يحدث إلا إذا كان هناك اتفاق إيراني أمريكي إسرائيلي بتحويل منطقة الخليج إلى مسرح عمليات، ومن ثم إحداث أزمة كبيرة هناك وأضرار جسيمة، خاصة أنه حال حدوث هذه الحرب ستكون الولايات المتحدة الأمريكية طرفا أساسيا فيها، وسوف تستخدم قواعدها في الخليج لتوجيه ضرباتها لإيران، وسترد الثانية بدورها، وربما لم يحن هذا الوقت بعد، لذلك من المستبعد وقوع مواجهة إيرانية إسرائيلية صريحة الآن.

و إن تم ذلك فسيكون حان وقت إشعال المنطقة الخليجية من وجهة نظرهم.. ومع هذا لا أستطيع التأكد هل توفرت النية لديهم لذلك أم لا.. فالسياسة متغيرة ودائما بها مفاجآت..  ولكن الأيام القليلة المقبلة سوف تجيب وأتمنى أن يضع الخليجيون هذا في حساباتهم وكفاهم لعب دور المتفرج الآمن قبل فوات الأوان. 

كل ما أعلمه جيدا من خلال رؤيتي الخاصة للمشهد، أن هناك قنوات اتصال خفية بين أمريكا، وإيران، وإسرائيل غير تلك المعلنة، وتنسيقات على مستوى الإطار العام وهناك خطوط عريضة يلتزم بها الجميع، وبالطبع لا يمكن وصفهم بالأصدقاء بالمعنى الحرفي، فلكل منهم مصالحه الخاصة يسعى لتحقيقها، لكنهم أيضا ليسوا أعداء متنافرين كما يظن كثيرون ومنهم العرب، وقد يبدو هذا الكلام مستغربا خاصة إذا قلت أنه لا يتعارض مع فكرة أن إيران بالفعل تدعم المقاومة الفلسطينية بقوة وهو دور جدير بالتقدير والاحترام، كنا نتمناه عربيا خالصا.. لكنها السياسة. 

إيران أقوى وأخطر دولة تلعب سياسة في العالم، وما نراه الآن وصناعتها لأنظمة تابعة لها، وجماعات مسلحة قوية ومنظمة تهيمن على دول بأكملها يؤكد هذا، بالإضافة إلى تقدمها الكبير في الملف النووي، ولذلك قلت سابقا وأقول أنني أتمنى تقاربا مصريا، إيرانيا، تركيا، وذلك يعزز الأمن القومي المصري في عالم قد يشهد المزيد من الاضطرابات خلال السنوات القادمة، وربما الأسوأ لم يأت بعد، وبناء عليه فإننا نريد تحالفات قوية مع بلدان حولنا ذات ثقل حقيقي، وحين ذاك سوف يكون هذا التحالف مثلث قوة لا يستهان به في منطقتنا والعالم، ومصر دولة مهمة وقوية لا يتردد أحد في فكرة الشراكة معها، بل نراهم يسعون لذلك منذ سنوات، وقد حان الأوان لإمامته.

تابع مواقعنا