الإثنين 17 يونيو 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

خطيب الجمعة.. داعيا لا قاضيا

الأحد 26/مايو/2024 - 06:41 م

كتب صديق لي مقالًا في أحد المواقع الذي يعمل به، عن خطيب أحد المساجد الذي يصلي به، وكيف أن حظه العاثر ساقه لأداء الصلاة فيه، وكان موضوع الخطبة يتعلق بمصير الإنسان بعد موته، ولكن المصيبة أن خطيب الجمعة تناول الحديث عن ثلاثة من الإعلاميين، وأصدر بحقهم حكمه الذي تعلق بعملهم وكتاباتهم وهو تكفيرهم، وأنهم يستحقون العذاب عليه!!، مع وصم الخطيب الإعلاميين الثلاثة بالكفر، وكراهية الإسلام، ومحاربته، رغم كونهم مسلمين!، وذكر صاحب المقال أن  الجماعات الإرهابية، غالبا تستغل الدين، ومن خلال المساجد وبخطباء تابعين لهم، في التحريض ضد الدولة ومؤسساتها بغرض مكاسب سياسية لتنظيماتها في المشهد السياسي المصري، ويعتبرون ذلك زعما لا حقيقة  انتصارًا للإسلام!.

 وهنا يتساءل صديقي في مقاله أين الخطبة الموحدة، التي يلتزم بها خطباء مساجد الأوقاف؟!، لماذا لا يلتزم بها خطباء المساجد التي لا تتبع الأوقاف في المناطق الشعبية؟!، وطالب في مقاله بضرورة  تدخل المؤسسة الدينية بسرعة، قبل أن يكون موضوع الخطب المقبلة في بعض المساجد عن التحريض على التخلص من كل من ينتقد مظهرًا أو تصرفًا، يصفه هذا الخطيب وأشباهه، بأنه محارب للإسلام.

وأن يكون التدخل الذي ينتظره بالفكر، لا الشدة.. بالعقل لا باليد، فعلى وزارة الأوقاف تعيين خطباء مستنيرين، يتصدون لمثل تلك الأفكار الكارثية، ويعيدون تشكيل عقول ووعي الناس في المناطق البعيدة عن أعين وآذان مسئولي الأوقاف والأزهر الشريف.. إلى هنا انتهى مضمون مقال صديقي.

فيما تناولت إحدى السيدات، وهي تعمل في مهنة الإخراج، هذه الظاهرة لخطباء يفتقدون إلى الحكمة والعلم من وراء مهمة الخطيب، ودور الخطبة في نشر الوعي السليم  لأحكام ومقاصد الشرع الحنيف، إذ كتبت كنت أظن في الماضي أن الخطاب الديني للخطباء والدعاة الذين يعتلون المنابر هو الفهم الصحيح، في إطار أن الدين حياة وآخرة، إلى أن واظبت على قراءة القرآن الكريم بتدبر وتفكر يوميا، وبعد القراءة  اكتشفت أن ما كنت اسمعه من هؤلاء هو دين آخر لا علاقة له بالدين الإسلامي.

وتضيف، أن الخطاب القرآني المكتمل الأركان والرؤي والممتلئ بكنوز لا حصر لها، يختلف تماما عن الخطاب الديني المبتور الأعور المنقوص، الذي يخضع لمعايير هوى النفس والانطباعات الشخصية وثقافة النشأة لأصحابه، فالموضوع أكبر من أن تتدخل فيه وزارة الأوقاف وحدها، بل لا بد من تدخل مؤسسة الأزهر الشريف أيضًا، لأن المقصود والهدف من خطبة الجمعة، تحسين جودة الإنسان وإعادة بناءه، فعلى الداعية  أن يتعلم الدراسات الاجتماعية والنفسية وعلوم سيكولوجية الشعوب، ولا يكون الداعية من الذين يرهبون الناس بالدين ولا يعيشون عصرهم.

وبقيت لي كلمة اختتم بها مقالي هذا، هي أن الإسلام في مضمونه، دعوة بالتي هي أحسن مع المخالفين في العقيدة، فما بالنا مع منتسبي الإسلام، ممن يحملون آراء وأفكار قد نختلف معهم فيها، ويقتصر دور الخطيب، وفي خطبة الجمعة بالذات، على التوجيه والإرشاد والنصح بالتي هي أحسن، فما كان رسولنا الكريم، صلى الله عليه وسلم، سبابا ولا طعانا ولا صخاب بالأسواق، وكان عندما ينتقد شخصا كان يمدحه أولا، ثم بعد ذلك يُظهر له عيبه، وفي المجمل الخطيب داعية وليس قاضيًا.

كما  أرجو من بعض الإعلاميين، الذين يتصدرون شاشات القنوات الفضائية، ويزعمون أنهم دعاة تنويريين، والحقيقة أنها ليس لديهم معرفة بأصول الأحكام ولا الناسخ والمنسوخ، ولا حتى الصرف والنحو، فليسوا أهل اختصاص في إصدار الأحكام ولا الفتاوى، ولا أن ينتقدوا أصول الإسلام بادعاء أنهم يريدون إسلاما عصريا، فالإسلام الذي أتى به نبينا من أكثر من 1400عام، أتمه الله وأكمله فلا زيادة فيه ولا نقصان، فإذا كنا نريد وعي صحيح للدين، فعلى علماء المسلمين المعتبرين أن يجتمعوا إلى كلمة سواء، وهي كيف نضع خطة مدروسة، يفهم بها المسلمون دينهم العظيم، تحت مظلة الأزهر الشريف، ورعاية وزارة الأوقاف.

تابع مواقعنا