الجمعة 26 أبريل 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

90 دولة انضم مواطنيها لداعش.. دراسة تشرح كيفية التعامل مع مقاتلى الإرهاب عقب عودتهم

القاهرة 24
أخبار
الأربعاء 08/أغسطس/2018 - 07:32 م

 تحدثت دراسة حديثة عن المقاتلين الأجانب المنضمين فى صفوف الجماعات المسلحة، والهاربين من بلدانهم فى سبيل القتال مع صفوف جماعات مثل داعش وغيرها، وتعتبر مرحلة جديدة تمر بها منطقة الشرق الأوسط و يمر بها أهلها، فقد اهتم الباحثون العرب بتناول العديد من الجوانب ذات الصلة .

ففى الدراسة بحثية اجراها محمد جمعة بعنوان “عودة المقاتلين الأجانب من سوريا و العراق، حجم الظاهرة والتداعيات الأمنية”، يبرز حجم الخطر الذي يمكن أن تسببه هذه الظاهرة على المستوى الأمني للبلدان التي يحمل “المقاتلين الأجانب ” جنسيتها في حال عودتهم.

وعكفت الدراسة على تقديم عدة تقييمات لخطر العائدين من خلال ثلاث معالجات أساسية على حجم الظاهرة وهو محور البداية في الدراسة، حيث ارتكن الباحث الى أقرب تقدير وثق في دقته وهو تقدير لـ”المركز القومي لمكافحة الإرهاب ” فى الولايات المتحدة صدر في فبراير 2015 يشير الى أن عدد المقاتلين الأجانب في سوريا و العراق وحدهما حوالى 20 ألف مقاتل، ينتمون الى 90 دولة على الأقل.

وذهب الى أعداد المنتمون للتنظيمات الجهادية مثل “تنظيم داعش” و تنظيم ” جبهة النصرة” من منطقة الشرق الأوسط، وجاءت تونس في المرتبة الأولى ثم المملكة العربية السعودية ثم الأردن و المغرب، فيما تباينت أعداد القادمين من مصر بين 350 الى ما هو أكثر من الألف.

التداعيات المتوقعة من عودة “الجهاديين” على مصر والوطن العربي ليس من السهل قياسها بالصراعات السابقة مثل ما حدث أفغانستان والعراق طبقا لوجهة نظر جمعة، نظرا لإختلاف حجم الصراع في سوريا والعراق الحالي و لإختلاف التأثيرات المتشعبة بين كل صراع و أخر، أيضا هناك اختلاف في مسارات العائدين طبقا لنتائج الصراعات السابقة- من وجهة نظر الباحث، فليس من الضروري انخراطهم المباشر في العنف..ولكن هذا لا يعني أن الأمور ستسير في اطار طبيعى.

و يتنبأ الباحث بعدة تأثيرات من عودة “المقاتلين الأجانب ” الى أوطانهم أبرزها هي انخراطهم بشكل مباشر في أعمال العنف و الإرهاب والتي حدثت بالفعل في دول مثل مصر و المملكة العربية السعودية و تونس، ففي مصر استشهد بعدة أدلة كان منها أن أحد مؤسسي تنظيم ” أجناد مصر” الذي كان يعد خلال الفترة من 2014 إلى 2015 أحد أنشط جماعة إرهابية عاملة في مصر خارج شبه جزيرة سيناء وهو الإرهابي “همام محمد عطية” قد سبق له القتال في الخارج وتم قتله في أبريل 2015 في تبادل لإطلاق النار مع قوات الأمن المصرية أثناء محاولة القبض عليه.

 بالإضافة إلى وجود معطيات من جهاز الأمن الوطني في مصر تفيد بأن بعض أعضاء جماعة الإخوان الإرهابية سافروا إلى سوريا في عام 2012 وعاد الذين التحقوا بالجماعات المتشددة إلى مصر بعد عزل محمد مرسى، وقد قدم الباحث أيضا عدد من التداعيات مثل توظيف العائدين كجسور بين “تنظيمات جهادية” خارجية و جماعات محلية موالية لها كما أثبتت تحقيقات جهاز الأمن الوطني في مصر أن تنظيم “داعش -ليبيا”لعب دورا رئيسا “من خلال استخدام بعض العائدين”في محاولة زرع خلايا إرهابية داخل مصر.

 

ويرى أن هناك احتمالات ظهور “دويلات جهادية” مثلما حدث في السابق في أفغانستان،  واحتمالات مهاجمة أهداف غربية بالمنطقة أو استهداف لقوات حفظ السلام، كما استشهد الباحث بترجيح احتمال استهداف المدنيين، وقدم سببا وجيها للعداء الذي حدث بين قبائل شمال سيناء ومنها قبيلة “الترابين” و بين تنظيم”ولاية سيناء” الإرهابي له علاقة بعودة بعض العناصر التي قاتلت في سوريا بالإضافة الى وجود أجانب في التنظيم، الأمر الذي أدى الى وقوع استهدافات لأهالي القبائل في شمال سيناء بزعم أنهم جواسيس أو الإتجار في المخدرات و غيرها من مبررات لترويع السكان المحليين.

كما يعتبر أن انتشار العمليات الإرهابية ذات البعد الطائفي في بلدانهم أمرا مؤكدا ..نظرا لأن هذا البعد قد تم توظيفه بكثافة في الصراع السياسي في سوريا و العراق ..وأصبح الخطاب الطائفي هو الأكثر جاذبية بين التنظيمات المتطرفة، واستشهد الباحث بعدد من الحوادث التي حدثت في مصر عام 2016 و تنطوي على عنف طائفي، كما لم يستبعد أن يساهم العائدون في تشكيل”قواعد جهادية للتدريب” للعمل على تدريب العناصر الإرهابية لزيادة فعاليتهم، وإمكانية إرسالهم لمناطق صراع جديدة.

و أخيرا وصل الباحث الى كيفية التعامل أمنيا مع ظاهرة المقاتلين العائدين، معتبرا أن هناك عدة أمور أساسية، أولها هو ضرورة تحديد الوجهات المحتملة لهؤلاء المقاتلين حال ضرورة مغادرتهم للعراق و سوريا سواء العودة لبلدانهم او التوجه إلى مناطق صراع أخرى، كما أوصى بأهمية تتبع مصادر التمويل لداعش خاصة مع انهيار فكرة “دولة الخلافة” و التركيز مع كيفية قيام داعش بنقل أموالها، وطرح احتمالية تحرك المقاتلين الأجانب من مختلف الجنسيات الى بيئات تناسبهم على المستوى اللغوي، كما يتوقع اعادة تموضع العناصر التكفيرية و تمركزهم في أماكن جديدة..كما يرى أن عودة المقاتلين في حد ذاتها فرصة جيدة لجمع معلومات استخباراتية لم تكن سهلة من قبل كما أن استخدام المقاتلين لوسائل التواصل الإجتماعي هو نقطة ضعف تسمح للأجهزة الأمنية بجمع معلومات عن شبكات أوسع.

تابع مواقعنا