الخميس 25 أبريل 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

“صبرى الديب” يكتب: “قرية بلا رجال” فى “درباسية” شمال سوريا

القاهرة 24
الأحد 19/أغسطس/2018 - 02:20 م

على بعد عدة كيلو مترات من مدينة “درباسية” شمال سوريا، وتحديد فى بلدة تدعى” سرى كانيى” قررت مجموعة من السيدات، تشيد “قرية للمرأة” لا مكان فيها للرجال، تضم مجموعة من السيدات المطلقات والأرامل ومن لديهن مشاكل اجتماعية أو حالات انسانية، على ان يكون احد شروط الإقامة عدم الزواج أو الارتباط، وفى حالة شروع المرأة فى إقامة مثل هذه العلاقة، يتم طردها على الفور من القرية.

وعلى الرغم من غرابة الفكرة، إلا أنها تتم فى العلن، ودون أدنى معارضة من الرجال أو انساء فى سوريا،  بل وتحظى بترحيب كبير من الساسة فى منطقة الشمال السورى، الذى يسيطر عليه “مجلس سوريا الديمقراطى”  إدارات الحكم الذاتى فيه.

وعلى الرغم من انه لم تبدأ بعد عملية نقل السيدات للإقامة بالقرية، إلا أن المشهد العام يؤكد أن المشروع قد اوشك على الإنتهاء، حيث تم تشيد القرية على شكل مثلث مكون من 30 منزلا فقط، تم تشيدهم بالكامل من الطين والطوب اللبن، مع أسقف خشبية، بحيث تستوعب نحو 200 فردا فقط، كماتضم القرية  مستودع ضخم لتخزن المواد الغذائية، و8 مبانى أخرى تضم  مدرسة، وأكاديمية للعلوم النسائية، ومستشفى للطب البديل يعتمد على العلاج بالاعشاب والمواد الطبيعية، و متحف يضم كل ما يتعلق بالمرأة من أعمال وصور وقطع أثرية وتراثية، مع مبنى خاص يضم إدارة القرية.

فكر اوجلان

وعن فلسفة إقامة القرية تقول “رومت ماردين” المشرفة على بناء المشروع: إن  فكرة “قرية المرأة” استوحته منظمات نسوية في شمال سوريا، من كتابات زعيم حزب العمال الكردستاني “عبدالله أوجلان” التى دارت بعضها حول العودة إلى التاريخ والنشأة الأولى للإنسان، حيث كانت المجتمعات تدير نفسها بنفسها ضمن قيم وقوانين اجتماعية تعتمد على أسلوب الحياة الجماعي والعيش المشترك، وكان للمرأة الدور الأساس فيه، ومن هنا جاءت فكره القرية، فى محاولة  للعيش الطبيعي، بعيداً عن التطور التقني والغذائي والقوانين الوضعية، فى مجتمع تديره المرأة، ومن خلال اقتصاد يعتمد على ما ستزرعة وما ستنتحه من أعمال يدوية

علاقات محرمة

وعن علاقة المقيمات بالقرية بالرجال تقول “رومت”: يحق لاى امرأة أو فتاة العيش هنا، بشرط الإلتزام بالقوانين الاجتماعية التي وضعناها كدستور للقرية “فليس للرجل مكان في القرية”.

وعن وضع لأطفال الذكور الذين سيقيمون بالقرية مع أمهاتهم، بعد سنوات ووصولهم إلى سن الشباب، تقول “رومت”: نحن على ثقة أن الأطفال الذكور حين يكبرون سيكونون قد تفهموا أسس الحياة وقوانين المجتمع الصغير الذي نبنيه في القرية،  فمن حق الشاب حينها أن يتزوج ويسكن القرية، ويستمر في العيش فيها، فنحن نبدأ بالمرأة لأنها هي الأساس، وهذا لا يعني إلغاء الرجل، بل الرجل الذي سيعيش هناً مستقبلا عليه أن يكون متفهماً للذهنية الجديدة التي نبنيها، بعيداً عن سلطة الذكر، والذهنية الذكورية التي تستعبد المرأة وتراها مجرد سلعة أو جسد ومتعة.

خروج عن الطبيعة البشرية

وعن أن اٌتهامات التى توجة فكرية القرية، بأنها تتعارض والطبيعة البشرية، تقول “رومت”: نحن نضع نصب أعيننا التأكيد على الحياة المشتركة، وخلق المرأة الحرة التي ستعطي تلك الحرية لأطفالها، وتقوم بتربيتهم بعيدا عن الحداثة الرأسمالية وجشع التجار، والإيمان بالعيش المشترك بين كل الأديان والطوائف والقوميات، فنحن لا نعارض فكرة الحب أو ارتباط المرأة، ولكن عليه أن ارادت ذلك أن تخرج إلى خارج القرية.

تجارب مماثلة

وعن وجود تجارب مماثلة للقرية فى العالم تقول “رومت”: نعم هناك تجارب مماثلة فى العالم للقرية، فبعد الحرب العالمية الثانية اجتمعت فى كينيا العديد من النساء اللواتي كن ضحايا الحرب والعنف، وبنين قرية باسم “اوموجي” مازالت قائمة حتى اليوم، ولديهم قانون يمنع دخول الرجل إلى القرية بشكل مطلق، وكذلك في “الهند” هناك قريتان أسستها مجموعات من النساء الفقيرات، ونحن حاليا نحاول التواصل مع تلك التجارب لتبادل الخبرات مع القائمات على إدارة القرية، وأعتقد اننا سننجح، خاصة وأننا وضعنا أولوية السكن فى القرية لـ “نساء الشهداء، والسيدات اللاتى تعرضن للعنف الأسري و المجتمعي، والمطلقات والأرامل” .

تابع مواقعنا