محمود خليل يكتب.. القتلة..!

لا تحدثوني عن الأخلاق.. ولا عن صلة الرحم.. ولا عن مشاعر الأبوة.. ولا عن حنان الأمومة.. لا تحدثوني عن مثاليات قتلتها ودفنتها أياد حقيرة، لا تحدثوني عن خير أمة أخرجت للناس فهذه الأمة تشنق وتحرق وتغرق أطفالها بدون وعي ولا ضمير ولا حتى إنسانية..

لا تحدثوني عن تدين ولا مجتمع متدين ولا عن صلوات.. فكلها شعارات ذابت مع قسوة قلوب امتدت نحو أبنائها وبناتها.. لا يعنيني كثيرا ما تتداولونه من عبارات الذكر والآيات القرآنية والأحاديث والترنيمات الكنسية، فكلها تتوقف أمام أبواب الحقد والغل لمجتمع فقد عقله الإنساني، وتحول لوحش يهتك عرض أبنائه بلا رحمة..

نعم نحن مجتمع فقد عقله..

فقد عقله حين يلقي أب أولاده من أعلى كوبري فارسكور، ويراهم وهم يلفظون أنفاسهم الأخيرة..

فقد عقله حين ألقت أم في المنيا طفليها في الترعة لمجرد إنها تريد الانتقام من زوجها..

فقد عقله حين تشنق أم في الإسكندرية رضيعتها التي لم يتعد عمرها عام واحد، فقط لأنها كانت مخنوقة شوية..

فقد عقله حين يلقي رجل مصرعه دفاعا عن عرض زوجته التي تحرش بها حيوان آدمي على شط الاسكندرية، وفقد عقله أيضا حين دافع البعض عن المتحرش واتهم الزوج بأنه ديوث ويستاهل اللي جرى له، لأنه سايب مراته ماشية على الشط..

فقد عقله حين قفز بمتحرش التجمع إلى مرتبة النجومية، وأهال التراب على الفتاة منة جبران فقط لأنها حاولت الدفاع عن خصوصيتها..

مجتمع ضل طريقه الصحيح نحو الأخلاق، مجتمع فقد كل شيء، حتى باتت أخبار القتل والذبح والتحرش والتشويه مجرد أدوات لمصمصة الشفاه وإبداء الأسف مع بعض الدموع، ويعود كل منا لحياته منتظرا الخبر القادم..

أرجوكم لا تحدثوني عن أي مثاليات.. ولا تلقوا خطب عصماء.. ولا تحاولوا ارتداء ثوب الحمل الوديع، فكلنا ذئاب في انتظار الفرصة فقط لظهور الوحش الذي بداخلنا..!