الأربعاء 24 أبريل 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

فتحي سليمان يكتب: اتحاد “العكننه” وكبش جروزني

القاهرة 24
الأربعاء 29/أغسطس/2018 - 08:33 م

بعد عودة المنتخب من جروزني يلاحقه عار الهزيمة وأزمات معسكر جروزني عقب خيبة مونديال روسيا كتبت هذا الرأي وتحفظت على نشره انتظاراً لنتائج التحقيقات في خطايا اتحاد الكرة وتسببه في تلك الخيبة بسبب رعونته في ادارة ذلك الإنجاز الذي تحقق منذ نحو ٣٠ عاماً، ولأن التحقيقات تباطئت.. والنتائج شبه حُفظت.. والمتسببون باتوا يتبجحون متناسين أصفارهم.. لم أَجِد بد من نشر ما كتبت وهذا نصه:

“تقدم المذنب يجر كبشاً لكاهن القبيلة الأكبر ويُقر بآثامه طيلة العام المنصرم فما كان من الكاهن إلا أن لمس جبهة الكبش وهو يتلو تعاويذه التي ورثها عن أبائه وأجداده ثم يدفعه فيسقط من فوق هضبة أو جبل عال، بذريعة نقل كل الذنوب والخطايا للكبش ثم معاقبته ليعتقد بعدها أصحاب الآثام أنهم تخلصوا من ذنوبهم التي اقترفوها وأصبحوا أنقياء.

خلال حديث ودي مع المؤرخ المصري الدكتور أحمد عز العرب رئيس اللجنة الوطنية المصرية للمتاحف، أخبرني أن مصطلح “كبش الفداء” أسطورة قديمة للغاية، وكان متعارفا عليها حتى قبل قصة سيدنا “إسماعيل” الشهيرة الذي فداه الله فيها بـ”كبش”، فقال لي إن الحكاية وردت في سير وتاريخ الجاهليات القديمة وعدة حضارات في كل أنحاء العالم، حيث كان يُفدى الرجل العظيم أو الشريف أو كبير القبيلة حينما يُخطئ بآخر من ضعفاء القوم أو عبيدهم أو غريبهم، وكان الكهنة أيضا يوهموا شعوبهم بتقديم القرابين للتقرب وفك الكرب والنصر في الحروب وهكذا وُرّثت العادة شرقاً وغرباً.

حديثاً.. وخصوصاً في بلادي لم تنته قاعدة “كبش الفداء”، فصار يستخدمه أصحاب المناصب والكراسي لدرء ضرر عنهم أو مغبة تلاحقهم أو عار يفضحهم، فنجد الوزير يورط مدير مكتبه ويٌقيله حينما يريد أن “يفلسع” من مصيبة، ونجد اتحاد الكرة يُهيل التراب على “مدرب” هو نفسه الذي تجاهل الجميع وحاول بداية إكراههم لقبوله وجثم به على قلوبهم كـ”نيش” العريس الذي يكبده خسائر فادحة في مراحل التجهيز دون فائدة تُذكر.

اتحاد الكرة أطلق أعضائه تصريحاتهم، وعقدوا مؤتمرا صحفيا لتبريراتهم، وتحايلوا به ومنه على رغبة نحو 100 مليون مصري بالرحيل وظلوا كما فعلوا من قبل يجثمون على قلوبهم، وذهبوا يتصرفون بكل بجاحة وكأنهم يفخرون بما قدموا ويعددون إنجازاتهم وتجاهلوا “أصفار” وآثام قبل وأثناء رحلة المونديال ومبارياته، وكأننا معصوبين عن تلك الإنجازات العظيمة وكأن مشكلتنا فينا نحن و”كوبر” العنيد المسكين “جاب الديب من ديله”.

ياعزيزي هل المشكلة في حمار تحمل عليه حمل عسير وتطالبه بقطع مسافة في الصحراء بالكاد يصلها بعير، أو فيمن دخل سباق بـ”عربجي” يصلح لركوب” بغل” لمنافسة فارس بحصان “رهط” أو سائق سيارة “فيات مانيوال” ليسارع سيارة “مرسيدس إس 600″، ولم يعترف هذا أو ذك بخطأ اختياره حينما تعثر وخسر رغم جودة الطريق ومساندة الجميع. كما أن بعض الصحف تداولت أنباء بالأمس عن فتح اتحاد الكرة لتحقيقات موسعة في واقعة حصول كل لاعب في المنتخب على 35 طقم ملابس قبل وخلال مباريات كأس العالم 2018، وكأن الملابس التي منحها الاتحاد بنفسه من قبل، والأطقم التي استُبعد أحد الأعضاء عن رئاسة البعثة بأسباب قيل منها السرقة هي “القشة” التي قضمت ظهر البعير وسبب الخسارة والهزيمة.

في ظني أن المنتخب المصري لديه أفضل نوعية من اللاعبين وجيلهم الحالي كان يستحق أكثر ما حققه لو ركز معهم الجميع وما انشغلوا عنهم بخلافاتهم أو شغلوهم بتفاهاتهم وقضاياهم، واستقدموا لهم من يُجيد توظيفهم وقيادتهم. يا سادة.. أقيلوا الفاشلين وحاسبوا المقصرين وافضحوا المتربحين إن أردتم إصلاحاً ونجاحاً، وإلا فمزيد من التزيل والخسران والنسيان أيضاً.

وأخيرا.. بنحبك ياصلاح وتحيا مصر”

تابع مواقعنا