الجمعة 19 أبريل 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

الأوقاف: “الابتلاء بالخير والشر” موضوع خطبة الجمعة القادمة

القاهرة 24
أخبار
الجمعة 19/أكتوبر/2018 - 07:00 م

قررت وزارة الأوقاف أن يكون “الابتلاء بالخير والشر” هو موضوع خطبة الجمعة القادمة ٢٦ / ١٠ / ٢٠١٨، وفِي هذا الصدد ذكر وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة أن الابتلاء معناه الامتحان والاختبار، ويكون بالخير والشر. يقول الحق سبحانه: “كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ” (الأنبياء : 35) ،ويقول سبحانه: “أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آَمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ” (العنكبوت : 2-3) .

وأضاف: الابتلاء يكون بالسعة في المال أو ضيق ذات اليد فيه، الأول يبتلى لينظر هل يشكر ويؤدي حق الله في المال أو لا، يقول الحق سبحانه : “هَاأَنْتُمْ هَؤُلَاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنْكُمْ مَنْ يَبْخَلُ وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ” (محمد :38)، ويقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) : ” إنما الدنيا لأربعة نفر: عبد رزقه الله مالاً وعلمًا فهو يتقي فيه ربه ويصِلُ فيه رحمه ويعلم لله فيه حقًّا، فهذا بأفضل المنازل، وعبد رزقه الله علمًا ولم يرزقه مالاً فهو صادق النية يقول لو أن لي مالاً لعملت بعمل فلان، فهو بنيته، فأجرهما سواء، وعبد رزقه الله مالاً ولم يرزقه علمًا فهو يخبِط في ماله بغير علم لا يتقي فيه ربه ولا يصل فيه رحمه ولا يعلم لله فيه حقا، فهذا بأخبث المنازل، وعبد لم يرزقه الله مالاً ولا علمًا فهو يقول لو أن لي مالاً لعملت فيه بعمل فلان، فهو بنيته، فوزرهما سواء ” (سنن الترمذي) .

وتابع: فمن شكر فله المزيد وحسن الجزاء، ومن كفر فله السخط وزوال النعمة  ولعذاب الآخرة أكبر، حيث يقول الحق سبحانه: “وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ” (الرعد: 7)، ويقول سبحانه: “وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آَمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ” (النحل : 112) .

والآخر يبتلى بقلة المال لاختبار صبره وصلابة إيمانه أو جزعه وسخطه وضعف إيمانه بالله تعالى، وفي هذا يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) : “طوبى لمن هدي للإسلام وكان عيشه كفافًا وقنع” (رواه الترمذي) .

 

وأوضح: أن الابتلاء يكون بالصحة والمرض، بالصحة لينظر هل سيشكر صاحبها نعمة الله عليه ويجعلها في خدمة الضعيف والشيخ الكبير وذوي الاحتياجات الخاصة أم يفتري بصحته وقوته على خلق الله، وقد يكون بالمرض لينظر هل سيصبر صاحبه على ما أصابه أو لا، فمن صبر ورضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط.

 

وأشار إلى أن الابتلاء قد يكون بالولد أو بالحرمان منه، فمن ابتلي بالولد نظر هل سيشكر النعمة، ويؤدي شكرها بحسن تربية أبنائه وتعهدهم، والوفاء بحقهم، فعن كعب بن عجرة: “أن رجلا مر على النبي (صلى الله عليه وسلم) ، فرأى أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من جلده ونشاطه ما أعجبهم، فقالوا: يا رسول الله: “لو كان هذا في سبيل الله ، فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : إن كان يسعى على ولده صغارا فهو في سبيل الله ، وإن كان خرج يسعى على أبوين شيخين كبيرين ففي سبيل الله ، وإن كان خرج يسعى على نفسه ليعفها ففي سبيل الله ، وإن كان خرج يسعى على أهله ففي سبيل الله ، وإن كان خرج يسعى تفاخرا وتكاثرا ففي سبيل الطاغوت” (المعجم الصغير للطبراني)، ويقول (صلى الله عليه وسلم) : “من كن له ثلاث بنات أو ثلاث أخوات أو بِنتان أو أختان اتقى الله فيهن وأحسن إليهن حتى يبن أو يمتن كن له حجابا من النار” (مسند أحمد) , أو أنه سيضع الأمانة والنبي (صلى الله عليه وسلم) يقول: ” كفى بالمرء إثما أن يضيع من يعول ” (المستدرك على الحاكم)، ويقول (صلى الله عليه وسلم) : “كلكم راع ومسئول عن رعيته، الرجل في أهله راع وهو مسئول عن رعيته والمرأة في بيت زوجها راعية وهي مسئولة عن رعيتها ” (صحيح البخاري)، ويقول (صلى الله عليه وسلم) : ” إن الله سائل كل راع عما استرعاه، حفظ أم ضيع؟ حتى يُسأل الرجل عن أهل بيته “(صحيح البخاري) .

 

وختم ديثه، قائلا: وقد يكون الابتلاء بعدم الولد لينظر هل سيرضى الإنسان ويقنع ويرضى بقضاء الله وقدره أو سيجزع ويسخط، وهكذا الشأن في الحال كله ما بين ابتلاء بالخير وابتلاء بالشر، فالمؤمن الحقيقي هو من يشكر في السراء ويصبر في البأس والضراء، أي أنه ينجح في كل الاختبارات، وفي هذا يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): “عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له ” (صحيح مسلم).

تابع مواقعنا