“الاعتراف غير كافي”.. دول رفضت رواية السعودية حول مقتل خاشقجي

أثارت الرواية السعودية في قضية مقتل الصحفي جمال خاشقجي داخل مبنى القنصلية السعودية في اسطنبول، العديد من ردود الفعل، خاصة المعارضة لما تقوله الجهات الرسمية في السعودية بشأن وفاة خاشقجي نتيجة وقوع مشاجرة داخل مقر القنصلية، على الرغم من الإعلان الرسمي بإحالة 15 شخص للتحقيق وعزل مسئولين آخرين أبرزهم نائب رئيس الاستخبارات العقيد أحمد العسيري، ومستشار الديوان الملكي الوزير سعود القحطاني.

من أبرز ردود الفعل الرافضة لرواية السعودية في قضية خاشقجي، أنجيلا ميركل المستشار الألمانية، والتي أعلنت رفضها صراحة للرواية السعودية، وطالبت بضرورة عمل تحقيق موسع في قتل خاشقجي بالشكل الذي ينتج عنه العدالة ويريح ضمير المجتمع الدولي في معاقبة المتسبب عن الجريمة.

على المستوى غير الرسمي في الولايات المتحدة الأمريكية، طالب نواب في الكونجرس بتطبيق قانون ماجنيتسكي على المملكة العربية السعودية، وتطبيق عقوبات اقتصادية، مع إشراف الولايات المتحدة الأمريكية على تحقيقات مقتل جمال خاشقجي، بما لا يسمح بالتلاعب بنتائج التحقيق الداخلية التي تقوم بها المملكة في الآونة الأخيرة.

من جهتها، كانت أستراليا الدولة الأبرز في اتخاذ رد فعل بعد الاعتراف السعودي، حيث قررت الانسحاب من مؤتمر “دافوس الصحرا” المقرر عقده في المملكة العربية السعودية، وكان من المقرر أن يشارك فيه عظمى شركات الاقتصاد في العالم.

مقررة الأمم المتحدة الخاصة بحالات الإعدام خارج القضاء قالت إن تفسير السعودية للإعدام التعسفي لخاشقجي غير معقول، وأنه لا يجب على أي حكومة قبول التفسير السعودي أو قبول أنها تقوم بالتحقيق في الأمر، مشيرة إلى الحاجة لتحقيق جدير بالثقة ونزيه وشفاف لتحديد قتلة خاشقجي والعقل المدبر.

بريطانيا التي كانت من أكثر الدول تشددا مع فرنسا في قضية مقتل خاشقجي، استمرت في موقفها المقاطع، وطالبت بمزيد من التحقيق في القضية، مع التأكيد على عدم تصديقها برواية السعودية في مقتل خاشقجي.

هولندا هي الآخرى لم تختلف عن بريطانيا، ودعت عبر خارجيتها لضرورة إجراء تحقيق موسع في القضية المتعلقة بمقتل جمال خاشقجي، مشيرة إلى أن القضية تمثل أزمة للمجتمع الدولي، ولا يمكن الاعتراف إلا بتحقيق دولى عادل.

وكانت المملكة العربية السعودية، قد أعلنت في صباح اليوم السبت، إقالة مسئولين سعوديين منهم نائب رئيس الاستخبارات العقيد أحمد العسيري، والمستشار بالديوان الملكي سعود القحطاني، فيما اعترفت رسميا بمقتل جمال خاشقجي داخل مقر القنصلية السعودية خلال ما وصفته “بالشجار” داخل القنصلية، متعدة بمحاسبة المسئولين عن الحادث.