السبت 20 أبريل 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

“بابا راح الجنة ونفسي يرجعلى بالسلامة”.. أسرة محمد ضحية مستشفى مارجرجس يطالبون بالقصاص

القاهرة 24
أخبار
الخميس 25/أكتوبر/2018 - 04:37 م

ذهب مسرعًا إلى منزله عقب إنتهاء عمله مساء الخميس، عانق طفلتيه وأخبر زوجته إنه يفتقدها، جلسوا ليتناولوا الطعام، فرن هاتفه المحمول، وإذ بطبيب يخبره إنه تم تحديد موعد إجراء عملية جراحية له، وطلب منه أن يذهب مسرعًا لإجراء بعض التحاليل تمهيدًا لإجراء العملية في صباح الغد الجمعة.

تلك كانت ساعات ما قبل الموت، فالشاب محمد عطية رفعت صاحب الـ 30 عامًا، ذهب إلى مستشفى مارجرجس بشبرا لإجراء عملية “البواسير” ولم يخرج إلا وهو جثة هامدة، عقب تعرضه لإهمال طبي متمثل في جرعة بنج خاطئة أردته قتيلًا، تاركًا خلفه زوجة باتت أرملة وطفلتين باتا يتامى.

تقول لنا زوجته رحاب ثابت البالغة من العمر 24 عامًا، إن زوجها كان ينوي إجراء عملية البواسير ولكن الطبيب لم يحدد لها يومًا بالتحديد، حتى كلم الطبيب زوجها يوم الخميس، لينزل محمد مسرعًا لإجراء التحاليل وإستلامها في نفس اليوم.

وأضافت رحاب لـ “القاهرة 24″، إن زوجها عاد عقب إجراء التحاليل وجلس مع أصدقاءه على أحد المقاهي بالمنطقة مثلما إعتاد كل خميس، ثم صعد إلى منزله وجلس معهم، ثم نام وإستيقظ صباح الجمعة وذهب إلى مستشفى مارجرجس بناءا على الموقع المحدد المسبق مع الدكتور.

وألمحت زوجة محمد إن طبيب التخدير تأخر عن موعده، فهاتفت زوجها الذي أخبرها إن موعد العملية تأجل وإنه سيذهب لصلاة الجمعة ثم يعود إلى غرفته منتظرًا طبيب التخدير، فعادت قرابة الساعة الثانية ظهرًا هاتفته مرة أخرى فرد عليها أخيه وأخبرها إن زوجها دخل غرفة العمليات.

وأشارت إلى إنه حتى الحادية عشر مساءُا ولا أحد يخبرها ما حدث لزوجها كونهم لا يدركون ما الأمر، وإنه في تمام الثانية من صباح يوم السبت أخبروها إن زوجها توفاه الله وهو في مستشفى هيليوبليس.

“كان طيب وبيحبنا ونفس في طفل تالت ويدخل البنات مدارس خاص”، تلك كانت امنيات محمد من لسان زوجته، التي أشارت إلى إنه كان بارًا بها، ولطالما شعرت إن عمره قصير، فكان محمد يأخذ سيارة والده يسافر بها كثيرًا نظرًا لعمله كمندوب مبيعات في أحد شركات الادوات الكهربائية، وكانت دائمًا تشعر بالخوف الشديد عليه، وتراسله طيلة الوقت لتطمأن على سلامته، فقلبها المسكين كان يشعر إنه ستُبح أرملة سريعًا، لذا طالبت زوجة الضحية بالقصاص لزوجها الذي راح ضحية إهمال أطباء.

كان محمد دخل لإجراء عملية البواسير وتعرض إلى جرعة بنج خاطئة الأمر الذي تسبب له في الإصابة بتشجنات صرعية وصعوبة في التنفس، الأمر الذي إستلزم وضعه بغرفة رعاية مركزة، وتلك الغرفة لم تكن متوفرة في مستشفى مارجرجس، حتى وجد اهله غرفة في مستشفى هيليوبليس ونقلوه لها.

وبحسب ما قاله لنا إبن خاله، فإن الأسرة أستدعت النجدة وأثبتت الحالة كما أجبرت طبيب التخدير على التواجد معهم بعربة الإسعاف في الطريق إلى مستشفى هيليوبليس وكتب إقرارًا عن الحالة وإنه مسئول عنها كما كتبت المستشفى تقريرًا أفاد بتعرض الضحية إلى ما سبق ذكره ما ترتب عليه إصابته بجلطة رئوية وتلف في بعض خلايا المخ، ليموت إثر هذا الخطأ الطبي.

 

إقرأ القصة كاملة: خاص.. “دخل يعمل البواسير خرج جثة هامدة”.. ضحية جديدة للإهمال الطبى (مستندات)

 

ريتال محمد عطية رفعت، طفلة عمرها 5 سنين، أصبحت بين ليلة وضحاها ضمن قائمة الأيتام، ومعها أختها جودي البالغ عمرها 3 سنوات، طفلتان ربما لا يعلمان عن الدنيا سوى اللعب واللهو وحضن أمهما وكتف والدهما.

ريتال، كانت تبكي بحرقة على بكاء أمها، ولم نكن نحن مدركين لسبب البكاء بالتحديد، كلمتي وبرائتها تسيطر على المشهد برمته، “نعم يا عمو” تلك الجملة بدأت بها ريتال الحديث، صوتها حقًا ناعم جدًا، ربما تدرك ما يحدث حولها أو ربما لا تدرك، ولكن الأكيد إن تلك الطفلة دفعت ثمنًا باهظًا لإهمال طبي وجريمة إعتادت عليها مستشفياتنا.

” ريتال..أنتي عارفة بابا فين”..صمت لثواني ثم إجابة بصوت فقد نعومته فجأة، وأجابت “بابا راح الجنة”، وإستكملت الطفلة الصغيرة حديثها لـ “القاهرة 24″، مشيرة إلى إن والدها كان يحضر لها كل شئ يفرحها، على حد قولها.

“نفسي بابا يرجعلي بالسلامة” ليس هناك أقسى من تلك الجملة أن تخرج من شفاه فتاة فقدت والدها وهي في الخامسة من عمرها، باتت يتيمة الأب وفقيرة الأمان وبائسة المستقبل إن لم يُرد لها وأختها وأمهما حقهم في موت عائلهم داخل مستشفى وأثناء إجراء عملية سهلة كالبواسير.

وعلى صعيد الإجراءات القانونية، فقد ذهب أسرة الضحية إلى النيابة العامة وتم تحرير محضر حمل رقم ٢٥٨٧ إداري شبرا، وإتهمت النيابة العامة كلًا من إداره مستشفي مارجرجس، ودكتور الجراحه بالمستشفى، وطبيب التخدير، وأخيرًا إدارة العلاج الحر بوزاره الصحة.

تابع مواقعنا