الثلاثاء 23 أبريل 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

مُشجع مبٌصر دون نظر.. عبد اللطيف الزملكاوي: أن ترى الُكرة بقلبك (حوار)

القاهرة 24
تقارير وتحقيقات
الإثنين 29/أكتوبر/2018 - 04:38 م

“الزمالك هو نور عيني اللي ربنا خدها مني” جملة كثيرًا ما تتردد على شفاه المشجع الزملكاوي، محمد عبد اللطيف، شابٌ ضلت عيناه طريق النور، فأخذه قلبه نحو نورًا آخر، فتجده جالسًا متأهبًا خلال مبارايات ناديه، يقترب من المستطيل الأخضر، ربما يرى بأذنيه كيف تنتقل الكرة من قدمٍ إلى قدمٍ، وبجواره إبنه يتقمص شخصية المعلق الرياضي، ليُكمل مشاهد الـ 90 دقيقة الكروية.

في منطقة العصافرة بمحافظة الإسكندرية، وُلد الطفل مُحمد، أحب الزمالك منذ أدرك أن هناك ساحرة مستديرة اسمها كرة القدم، كان يشارك أصدقاءه الأطفال ممارستها، وكان يٌشجع الزمالك بقوة عجوزًا أضاع عمره في عشق ناديه.

يروي مُحمد لـ “القاهرة 24″ رحلة فقدان البصر وميلاد البصيرة فيقول:” أنا كنت بشوف لحد سن 7 سنين كده، عيني وجعتني وبدأت أعمل عمليات وخرجت من غرفة العمليات مبشوفش”، مشيرًا إلى إنه كان يتابع مباريات ناديه عبر شاشة التليفزيون وهو مُبصر ولكن عقب فقدانه البصر أصبح الأمر غير مقبولًا.

وأضاف الشاب البالغ من العمر 30 عامًا، إنه يتذكر فرحة عيناه وهي تُشاهد قدم أيمن منصور تُسدد صاروخية في مرمى أحمد شوبير، ليفوز الزمالك على غريمه التقليدي الأهلي 1/0، ويحصد السوبر الإفريقى الأول فى تاريخه، لتُخلد تلك المباراة في ذاكرته، ربما تكون آخر مباراة شاهدها وهو مُبصر.

https://www.youtube.com/watch?v=uvWdh6SwNF8

أتم الطفل الصغير إثنتي عشر عامًا، بعد خمس سنين من فقدان بصره وربما فقدان الأمل، فأصطحبه إبن عمه إلى الأستاد لحضور أحد مبارايات الزمالك، ومن هُنا وجد الطفل بصيرته التي عوضت بصره، فبدأ رحلة شاقة وممتعة مع المستطيل الأخضر وخلف نادي الزمالك.

يرى عبد اللطيف إن أكثر لحظة كانت سعيدة بالنسبة له حينما حصد الزمالك بطولة كأس مصر في عام 2016، فكانت الفرحة تغمر قلب الشاب الثلاثيني، إذ كان الفوز على النادى الأهلي وكانت البطولة ثمينة للغاية، فالشاب الذي يقول إنه هادئ جدًا أثناء المباراة ولا يتفاعل بجسده كثيرًا، يؤكد إنه عقب إطلاق صافرة نهاية المباراة وإعلان النتيجة، تغمره مشاهد الفرح والأحتفال.

من طفل صغير فقد عيناه مبكرًا إلى طفل آخر برئ، عبد اللطيف مُحمد عبد اللطيف، إبن المُشجع الذي صار حديث المصريين بين ليلة وضحاها، يقول الأب إن طفله بمثابة عيناه في حياته، فهو الذي يرافقه دومًا في المبارايات رغم إن عمره لم يتجاوز الـ 12 سنة.

وأضاف أن طفله يبدأ دوره الشاق عقب الوصول إلى الأستاد قبل المباراتة بساعتين، تحسبًا لظروف المرور أو تغيير بوابات الدخول أو تشديد الإجراءات، ثم يكون له دور خاص مع بدء المباراة، إذ يكون بمثابة أستوديو تحليلي كامل يقدم الوصف والتحليل، وبالتأكيد يُقدم التعليق على كل أحداث المباراة، فعبد اللطيف الأبن خير سندًا لعبد اللطيف الأب.

المشجع الزملكاوي الذي يعمل بمحل مفروشات تملكه عائلته، نظرًا لعدم إكماله تعليمه وخروجه من المرحلة الثانوية، يرى إن ناديه الزمالك يسير بشكل جيد، معلنًا دعمه الشديد لرئيس النادي، الذي يحقق الكثير من وجهة نظره.

عبد اللطيف يحضر كافة المباريات عقب حصوله على بطاقة تشجيع من اتحاد الكرة المصري، وخاصة رئيس لجنة المسابقات، عامر حسين، وحول علاقته باللاعبين يقول المشجع الزملكاوي، إن لاعب الزمالك محمود كهربا صديق لديه على حسابه بـ “فيس بوك”، مشيرًا إنه لا أحد يزوره من اللاعبين أو يتواصل معه.

وليد سليمان أفضل لاعب في مصر بعد مُحمد صلاح، تلك هي وجهة نظر محمد عبد اللطيف رغم زمالكويته الشديدة، ولكنه يرى إن أوباما ينافس بقوة على لقب أفضل لاعب محلي وجنش هو أفضل حارس مرمى على الإطلاق.

 

تابع مواقعنا