النادي السويسري بالقاهرة.. قلب «الكيت كات» ينبض بالتاريخ والفخامة (صور)

لم يدر في خيال الشاب السويسري هنري ماير (1868-1943)، الذي انتقل إلى مصر في نهاية القرن الـ19، وبدأ أعماله ليصبح لاحقاً رئيس شركة الصرف الصحي بالقاهرة ثم رئيس شركة الأسمدة بالقاهرة، أن تصبح المنطقة الزراعية النائية (في ذلك الوقت) التي اختارها لتكون مكاناً لقصره المنيف ومستقراً للراحة والاستجمام له ولأسرته وأصدقائه، منطقة شعبية يسكنها البسطاء، وتحيط به ورش إصلاح السيارات، ومحال قطع الغيار.

في ذلك الوقت، كانت ضاحية إمبابة منطقة زراعية. اشترى هذه القطعة من الأرض وشيد فيلا له وأطلق عليها اسم فيلا باكس (فيلا السلام باللغة الألمانية) واستقر مع زوجته.

كان للفيلا حديقة واسعة مع أشجار النخيل وأشجار الفاكهة التي امتدت على طول نهر النيل في ذلك الوقت. كان لديها قاعة بها اثنان من مسارات البولينج في المنزل، حيث تم تنظيم العديد من البطولات على مر السنين.

ماير، اختار مكاناً نائياً لقصره، لكنه قريب من النيل. وزوّده بكل ما يلزم من أجل استضافة أصدقائه المقربين، يتقدمهم الملك فاروق الذي اعتاد الذهاب إلى الكيت كات حيث قصر صديقه ماير السويسري للعب البولينج.

وحسب رانيا عزت، عضو وسكرتيرة مجلس الإدارة والمختصة بالشؤون الثقافية، ففي عام 1943 توفي هنري ماير. بعد أن تبرع بفيلا باكس للمجتمع السويسري في مصر. وفي عام 1944 اجتمعت الجالية السويسرية في القاهرة واتفقوا على تشكيل إدارة للفيلا التي أصبح اسمها «جمعية البيت السويسري». كان ولا يزال هو مكان الاجتماع لجميع المغتربين السويسريين والجنسيات الأخرى، حيث يعد ملاذاً مثالياً من صخب شوارع القاهرة المزدحمة.

«البيت السويسري» فيما بعد أصبح يعرف باسم «النادي السويسري» الذي يتم إدارته من قبل مجلس إشرافي، كما يدير النادي «المقبرة السويسرية بالقاهرة» الواقعة في القاهرة القديمة.

النادي السويسري لا يزال مكاناً هادئاً للاجتماعات كما للعائلة، حيث الجو الفريد من حيث الطبيعة والهندسة المعمارية والاستمتاع بالمكان الأخضر النادر والطبيعي في البساطة، يخدمها موظف متخصص في بيئة ودية.

يفتح النادي السويسري بالقاهرة، أبوابه للمغتربين والمصريين على حد سواء، ويحتوي على منطقة ألعاب للأطفال طبيعية وفريدة من نوعها، حيث يمكن للأعضاء وغير الأعضاء على حد سواء الجلوس والاسترخاء مع أسرهم وأصدقائهم.

وينظم النادي السويسري العديد من الفعاليات على مدار العام. ويعد الأكثر شهرة هو اليوم الوطني السويسري، مهرجان عيد الميلاد و البحث عن بيض عيد الفصح للأطفال.

ويقدم بعض الأنشطة الأخرى مثل؛ الرياضة، والموسيقى والرقص للأطفال، وورش العمل الفنية، فضلا عن العديد من البرامج للبالغين.

المطعم

النادي السويسري لديه أكثر من عشرين عاماً من الخبرة في تقديم الطعام، ويقدم المطعم الخاص به مجموعة متنوعة من الأكلات والقائمة الكاملة التي تعكس الالتزام بجودة استثنائية، وجميع أصناف القائمة – التي تشمل وصفات سويسرية تقليدية مثل الجبن المشهور فوندو وراليت إلى الأطباق الدولية والشرق أوسطية المتميزة، كما يقدم مجموعة واسعة من الأطباق النباتية.

وتعد أطباق الفوندو والراكليت السويسرية من الأطباق المميزة التي يقدمها النادي السويسري، ويستخدم الأجبان السويسرية الشهيرة التي تٍأتي مباشرة من سويسرا. ويقدم المطعم 3 أنواع من أطباق الروشتي (بطاطس سويسرية خاصة) تقدم مع النقانق. كما تحتوي قائمة الطعام على بعض الأطباق المصرية مثل الفلافل والفول للفطور.