الخميس 28 مارس 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

عاش ومات ساطع.. مصر تودع بطل جديد اسمه “النعماني”

القاهرة 24
تقارير وتحقيقات
الأربعاء 14/نوفمبر/2018 - 01:13 م

“عندما وطأت قدمي مصر بعد نزولي من الطائرة، كان اول شيء فعلته هو السجود لله وتقبيل تراب الوطن الذي نحيا فداء له جميعًا وسنظل كذلك..أننا نتمني الشهادة من اجل رفعة الوطن وحياة طيبة لابنائنا”، تلك الكلمات نطق بها العميد ساطع النعماني، عقب عودته لمصر من أحد رحلاته العلاجية.

نائب مأمور قسم شرطة بولاق الدكرور، الذي نجحت رصاصات عناصر الإخوان في إصابته أثناء اشتباكات منطقة “بين السرايات” عقب عزل الرئيس الأسبق مُحمد مرسي من منصبه، لم يهاب فوهات البنادق الشريرة ورصاصات الغدر، فتمسك بمكانه وأخذ يدافع عن سُكان المنطقة من هجمات مسلحي الإخوان الشرسة، حتى سقط مصابًا في حالة خطرة.

التاريخ 2 يوليو، في أحد أحياء محافظة الجيزة، قناصة يعتلون الأسطح ويقتلون الأهالي، فسحب العميد سلاحه وأخذ يزود عن المواطنين في عهدته، حتى طالته رصاصات طرحته لمدة 92 يومًا في غيبوبة تامة، قال فيها الجميع أننا أحتسبناه عند الله شهيدًا، ولكن بعد إجراء الكثير من العمليات الجراحية، استفاق العميد “الشهيد الحي” ليعود مجددًا إلى المشهد الباهر.

“ان كنت فقدت بصري لكني لم افقد بصيرتي والآن أرى بعيون المصريين” بتلك الكلمات نطق باكيًا، إذ تذكر أنه لن يرى بعد الأن، معلنًا أمله في زوجته وأبنه الوحيد ياسين، الذى تمنى أن ينعم كسائر أطفال مصر بحياة سالمة رغم كيد الإرهابيين.

قد تنجح الرصاصات في إصابة أحدهم أو قتله، ولكنها لا تنجح إطلاقًا في هدم العزم والهمم، وهذا ما فشلت به مع النعماني، الذي عادى بعد أن ذاق المرار في علاجه وكان أقرب إلى الموت، فطالب الرئيس ان يسمح له بفترة تعايش مع اخوته من الجيش والشرطة في سيناء، فعلى ما يبدو أن النعماني هو من أصاب الرصاصة.

“أيامي بعد الحادثة طعمها أجمل من قبل الحادثة، وشُفت الحب من الناس وبقت أيامي أحلى”، هكذا عبر النعماني عن جلده وصبره وفخره أيضًا بما جرى له، إذ شدد على أن نظرات الحب من الناس جعت حياته أفضل بكثير مما سبق.

“متخفاوش.. رجالتكم في الشرطة والجيش قادرين على حمايتكم”، رسالة أو وصية أو كلمات عابرة لحدود الزمان ستبقى أبدية في وجداننا وذاكرتنا، نطق بها العميد ساطع النعماني، الذي توفي مساء الأمس في لندن عقب إجراء جراحة في وجه، ليبقى ساطع “ساطع” لا ينطفئ ويُخلد النعماني في مذكرات بطولات أبناء الشعب المصري في التصدي للإرهاب.

 

تابع مواقعنا