الأربعاء 24 أبريل 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

هل تتدخل الدولة في دراما رمضان؟!.. الإجابة في هذا التقرير

القاهرة 24
فن
الإثنين 19/نوفمبر/2018 - 11:06 م

أثارت الفنانة غادة عبد الرازق موجة من التساؤلات، بعدما نشرت تدوينة عبر إنستجرام، كشفت فيها عن تعرضها لمحاولة منعها من المشاركة في الموسم الرمضاني القادم، مؤكدة أن تِلك المحاولة من قِبل شركة إعلام المصريين وقالت لها نصًا “هنقعدك في البيت”، وحينما استفسرت عن مصدر قوة تِلك الشركة لتقول هذا الكلام قيل لها “الدولة والجيش”، كاشفة أن هذا الأمر تكرر مع نجوم آخرين لكنهم لم يكشفوا عن ذلك، لتفتح غادة تساؤلات كثيرة حول علاقة “الدولة” بصناعة الفن وتحديداً تدخلها عبر الشركات المستحوذ عليها لتحديد مصير الأعمال والنجوم فى دراما رمضان الموسم المقبل.

“القاهرة 24” يحاول الإجابة على هذه الأسئلة

طرف وخيط القصة بدأ من انتشار أنباء عن “توجه عام”  بين صُناع الدراما، بـ”تقليل عدد الأعمال الرمضانية” بشكل غير رسمي بألا تزيد مسلسلات رمضان القادم 2019 عن عشرة أعمال فقط، لكن هذه الأنباء بدأت أكيدة حينما ترصد أخبار النجوم المشاركين في رمضان القادم، فتجد أنه حتي هذه اللحظة لم يُعلن سوى عدد ضئيل عن تعاقداته الرمضانية، رغم أن المعروف فنياً أن “نوفمبر” و”ديسمبر” هما شهري ذروة أخبار التعاقدات، بل وأن بعض المسلسلات كان يبدأ التصوير فيها خلال تلك الفترة.

هذه الأنباء تأتى بالتزامن مع حالة غضب مكتوبة ربما عبر عنها البعض من فكرة وجود موسم واحد يتم فيه عرض جميع المسلسلات الدرامية لجميع النجوم، حتى أصبح المُشاهد في حيرة، بعد أن وصل عدد المسلسلات العام قبل الماضي إلى 70 مسلسل وهو الأمر الذي تم انتقاده بشكل كبير من الجميع، للظلم فى فترات ونسب المشاهدة ولعدم توزيع باقى الأعمال على مدار السنة.

“فلاش باك”.. مذكرة الـ 70 مليون

لا يمكن فهم حالة “التوجة العام” دون العودة للوراء قليلاً وتحديداً نوفمبر 2017 حين أجتمع رؤساء مجالس إدارات والأعضاء المنتدبون للشركات الكُبرى المالكة للعديد من القنوات المصرية، وتم إصدار مذكرة تهدف لخفض التكاليف المُبالغ فيها في صناعة الدراما والإعلام بشكل عام.

وأقرت المذكرة بعدم شراء أي مسلسل درامي تتعدى قيمته 70 مليون جنيه كحد أقصى، وألا يتعدى إجمالي قيمة المحتوى المُشترى خلال شهر رمضان (مسلسلات وبرامج وغيرها) مبلغ 230 مليون جنيه بحد أقصى لكل قناة، سواء كانت المسلسلات والبرامج مُشتراة أو منتجة داخليًا.

السياسة وراء أزمة جمال العدل

كانت هذه المذكرة كفيلة بتقليل عدد المسلسلات التي شاركت فى رمضان المنصرف للنصف تقريبًا، بل شاهدنا العام فى رمضان 2018 أشياء لم نجدها تحدث من قبل، حيث أعلن تامر مرسي رئيس مجلس إدارة إعلام المصريين المالكة لقنوات ON، منع عرض مسلسلين للمنتج جمال العدل بطلهما نجمان من أكبر النجوم وهم يسرا بمسلسلها “لدينا أقوال أخرى”، الذي كان من المفترض أن يقدم التتر الخاص به الفنان فضل شاكر الأمر الذي خلق أزمة كبيرة وقتها لأن فضل لا زال هاربًا ومُتهم بقضايا إرهابية في لبنان.

والمسلسل الثاني هو “أرض النفاق” للنجم محمد هنيدي والذي كان من المفترض أن يشاركة البطولة الكاتب الصحفي  وخرج مرسي في بيان رسمي أكد فيه وقتها أن تأجيل عرض هذه المسلسلات هدفه خلق سوق درامي جديد للمسلسلين خارج رمضان وهو لم يحدث، ولم يكن بالطبع هذا القرار هين على المُنتج جمال العدل الذي يستهدف دائمًا موسم رمضان بمسلسلاته، فلجأ إلى ببيع المسلسلات عربيًا لقنوات خليجية لمحاولة تعويض أو تغطية ميزانية المسلسل، خاصة بعد تحديد ميزانية الـ 70 مليون.

وتردد فى سياق أزمة استبعاد العدل جروب، أن “سينرجي” استخدمت شبكة علاقاتها وشبكتها الإعلامية للسيطرة وتحجيم الأخبار المنشورة والتى تهاجم الشركة لصالح آل العدل، بل ووصل الأمر إلى الإطاحة بصحفيين كبار ونقاد من أماكنهم على هامش هذه الأزمة وبسبب كتابتهم العنيفة ضد الشركة.

فقرة اعتراضية.. المحافظة على الذوق العام

في أحد لقاءاته تحدث الرئيس السيسي عن صناعة الإعلام والمسلسلات والفن، مؤكدًا أن الإنتاج الفني حينما كان مسؤولية الدولة، كانت تستطيع وقتها – أي الدولة – أن تمرر عناصر بناء إيجابي لا يهدف بالمقام الأول للربح، لكن بعض الأعمال حاليًا من المُمكن أن تؤذي البيوت المصرية ويكون لها تأثير ضار على المجتمع.

وأكد الرئيس السيسي وقتها أنه لم يفصح من قبل عن هذه الرسالة التي يحملها ويعمل جاهدًا على تحقيقها لأهل الفن، حتى لا يتضايق البعض، لكن تِلك الرسالة قالها الخائفين على مصر.

عودة للسياق.. لجنة الدراما بالمجلس الأعلى للإعلام

تشكلت في فبراير 2018 لجنة خاصة بالدراما منبثقة عن المجلس الأعلى للإعلام وبرئاسة المخرج محمد فاضل وبحضور فاروق صبرى، رئيس غرفة صناعة السينما، واجتمعت مع منتجي الدراما التلفزيونية، واتفق المجتمعون حينها على بعض البنود والتي تضمنت صياغة ورقة عمل بأولويات موضوعات المحتوى التى يحتاج إليها المجتمع فى المرحلة الراهنة، لتكون هذه الورقة دليلا للعاملين فى مجال الإنتاج الفنى، ومن بين البنود المتفق عليها أن الإنتاج الفنى يحتاج إلى وضع ضوابط لترشيد إنتاج الأعمال الدرامية نظرًا لحالة التخبط التى تشهدها الفترة الحالية -حسب وصفهم- كما تطرقوا للاتفاق على محاربة المضاربة فى أجور الفنانين والفنيين والتى قالوا إنها تخلق تنافسا غير شريف.

الأمر الذي أغضب قطاع كبير من من الفنانين وعلى رأسهم الزعيم عادل إمام، الذي وصف ما تم الاتفاق عليه من قبل لجنة الدراما بأنه «كلام فارغ»، وقال إننا لا نحتاج وصاية والوصى الوحيد على الفن هو الفن ذاته ووصف عمل هذه اللجان بأنها لجان فاشية وأن ورقة العمل التى من الممكن أن تعطى بعض الوصايا بالموضوعات التى يجب أن يتم تناولها والموضوعات المحظور العمل عليها قائلاً: «محدش يقدر»، وأضاف أن من يفعل هذا يجنى على الفن فى مصر.

عادل إمام مُهدد بالخروج لأول مرة

وبما أن الحديث تطرق للزعيم عادل إمام، فإن عادل أمام من بين النجوم المُهددين بالخروج من السباق الرمضاني القادم، في سابقة لم تحدث منذ سبع أعوام، لأن الزعيم عادل إمام من بين النجوم الذي يحرصون على بدء تصوير المسلسل مُبكرًا، لكنه حتى هذا اليوم لم يستقر على القصة التي سيقدمها.

الزعيم عادل إمام يواجه ازمة مع الرقابة على المصنفات الفنية، حيث رفضت الرقابة مسلسله الجديد والذي يظهر خلاله كطبيب نفسي لرئيس الجمهورية الذي يلجأ له الرئيس لمساعدته على تجاوز الضغوطات الكبيرة المُلقاه على عاتقه، الأمر الذي رفضته الرقابة وقال مصدر من داخل الرقابة على المصنفات الفنية لـ”القاهرة 24″ من قبل، أنه بنسبة كبيرة سيتم رفض المسلسل رقابيًا، نظرًا لأنه يتناول شخص الرئيس، وهو الأمر الذي ترفضه الرقابة.

أخر اعمال الزعيم عادل إمام كان في رمضان 2018، من خلال مسلسل “عوالم خفية”، والذي أنفصل خلاله للمرة الأولى عن المُنتج تامر مرسي -رئيس شركة إعلام المصريين-، وقام بالتعاقد مع شركة “ماجنوم” المملوكة لرجل الأعمال هشام تحسين وأبنه المُخرج رامي إمام التي تعاقدت معه بأجر 60 مليون جنية، وهو الأجر الذي كان من المستحيل أن يحصل عليه مع شركة سينرجي نظرًا لأنها مقيدة بتسويق المسلسل في حدود ال70 مليون، لذلك لجأت شركة ماجنوم لبيع المسلسل لقنوات خليجية، ليبتعد عادل إمام عن تامر مرسي بعد ست أعوام تعاون فيهم مع شركة سينرجي.

مسلسلات سينرجي رمضان المُقبل

وبالحديث عن شركة سينرجي المملوكة للدولة والمُنتج تامر مرسي فمن المعروف دائمًا أن رئيس مجلس إدارة إعلام المصريين، ما يحرص على أن يكون صاحب نصيب الأسد من المسلسلات المشاركة في الدراما الرمضانية، وبالتأكيد سيحصل على النسبة الأكبر هذا العام حتى وإن كان عدد المُتاح عشرة فقط.

حيث تعاقد المُنتج الكبير مع عدد من النجوم لكنه لم يكشف بعد، لكن ومن المعروف أن النجم أمير كرارة سيكون ضمن مسلسلاته في رمضان القادم بمسلسل “كلبش 3” الذي بدأ كرارة تصويره بالفعل في لبنان الأيام الماضية، والنجم الثاني الذي ضمه مرسي لحقيبته للمرة الأولى هو النجم “محمد رمضان”، على الرغم من أن لديه مسلسلات مؤجلة مع قناة MBC وقناة النهار، لكنه اختار مرسي لخوض رمضان هذا العام.

وعلم “القاهرة 24″، أن النجم هاني سلامة تعاقد بالفعل مع المُنتج تامر مرسي خلال الأيام الماضية، ليكملا تعاونهم بعد أخر تجربتين وهما “فوق السحاب، وطاقة نور”، وبذلك أصبح هُناك 3 مسلسلات مؤكدة من أصل عشرة مسلسلات وبالتأكيد سيكون العدد في تزايد، فماذا سيتبقى للمُنتجين الآخرين، مثل المُنتج جمال العدل الذي يحرص على المشاركة سنويًا والمُنتج ريمون مقار والمُنتج اللبناني محمد مشيش وغيرهم.

اقرأ ايضًا: “الجزيرة” تُشعل الأزمة.. التفاصيل الكاملة لمنع مسلسل عادل إمام من الرقابة

خالد يوسف متفائل بالتضييق على الدراما

المُخرج خالد يوسف كشف خلال ندوة “القاهرة 24″، أن التضييق الذي يحدث على الدراما المصرية يأتي في صالح السينما، حيث سيضطر الكثير من المُنتجين النظر إلى صناعة السينما بدلًا من التركيز في الدراما، خاصة وأن السينما سقفها أعلى من سقف الدراما التلفزيونية التي تدخل البيوت، وتعود السينما تهد رواجًا مرة أخرى.

اقرأ ايضًا: خالد يوسف فى ندوة “القاهرة 24”: دخولى السياسة “غباء”.. و”الأندلس” يضم ممثل من كل دولة عربية

وكانت تدوينة غادة عبد الرازق المحذوفة، شرارة لتدوينات كثيرة جاءت من بعدها من المُهتمين بالشأن الفني والإعلامي يؤكدوا حديثها بأن هُناك بالفعل توجه للتدخل في صناعة الدراما في مصر الفترة المُقبلة وأن هُناك نجوم بعينهم لن يظهروا رمضان المقبل، فيما أعترض البعض على تصريحاتها من بينهم الفنان أدوارد الذي قال أن شركة إعلام المصريين من أفضل وأكثر الشركات مهنية في السوق الإعلامي والفني.

كما هاجمتها الفنانة إيمي سالم في تدوينة لها على موقع الصور الشهير قالت فيها:”إلى الممثلة والزميلة غادة عبد الرازق، او عيب قوي اللي انتي كاتباه دا لان الصراحه الشركة اللي انتي بتشتمي فيها وتتهميها دي محدش عارف فينا هما شغلوكي ازاي آخر 6 سنين، لان اخر اعمال نجحوا لحضرتك هما “حكاية حياة، وسبق الإصرار”.

وأضافت إيمي:” بعد كدا ولا مسلسل اتشاف ولا اتباع لوحده، اللي كان متوقع انك تشكريهم لانهم شايلينك في كل اللي بعد كدا، على الاقل تخرجي حسن سير وسلوك، وما ينفعش يوم مانهي علاقة مع حد انهيها بالشكل اللي حضرتك كاتباه دا، اتمنى ان حضرتك متكونيش كاتبه الكلام دا وانتي في كامل وعيك، واتمنى ان دا كمان يكون تحت تأثير المهدئات”.

وأكملت :” وياريت برضو تعرفي ان حضرتك مش مشروع قومي، وان الشعب مش ممكن يقوم بمظاهرات ضد الجيش والشرطة، عشان الملايين اللي حضرتك بتاخديها، ولا زمايلك وكلوكي تتكلمي باسمهم، نعقل والنبي احنا مش ناقصين”.

نهاية الأمر أن هذا التوجه تختلف أو تتفق معه لكنه من الواضح إنه بدأ تفعيله ودخل مرحلة التنفيذ، فهل تنجح تِلك المحاولات أم لا؟.. هذا ما ستكشف عنه الأيام المقبلة.

تابع مواقعنا