الجمعة 26 أبريل 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

“السادات، الشعراوي، تحيا كاريوكا”.. شخصيات تاريخية وقرارت مصيرية عاصرتها قهوة “الأحمدي” بطنطا

القاهرة 24
تقارير وتحقيقات
الثلاثاء 20/نوفمبر/2018 - 12:25 م

كراسي خشبية متهالكة رصت في الجهة اليمني من مبني قديم معلق عليه لافتة مدون عليها “قهوة الأحمدي – سنه ١٩٠٢م” مع تصاعد الأدخنة وتعالي الأصوات الجالسين من عامة الشعب من الرجال والنساء والأطفال الزائرين لمسجد شيخ العرب “السيد البدوي” بمدينة طنطا محافظة الغربية، تجلس علي مقعد لتشعر بعصور متتالية وأصوات مرت علي مصر وتنفست منها رائحة الثورة ورائحة الأحاديث المنغمسة بكل ما هو اجتماعي، تستكمل القهوة مسيرتها ويصبح المكان باقي والجميع يمر لتبقي الذكري.

أنشئت قهوة “الأحمدي” عام 1902 علي يد عائلة “نجيب” بجانب مسجد شيخ “العرب” السيد البدوي وهو موقع مناسب لأي مشروع تجاري لكثرة الزائرين من كل حدب وصوب وتمثل المقهي استراحة مناسبة لزائرين وأهالي مدينة طنطا لاحتفاظها بالطراز القديم.

“دور المقهي سياسيا”

 

شهد المقهى خلال الـ١١٩عام الماضية قرارات مصيرية ومتابعة أخبار الثوارت ومايدور في ربوع المحروسة والوطن العربي من خلال التجمع بجانب المذياع “الراديو”.

هنا يسترجع “خليل محمد نجيب” صاحب المقهي المراحل التاريخية التي عاصرها المقهى، ماشاهده وما سمعه من أجداده خلال ١١٩ عام منذ نشأته.

ويروي “نجيب” كواليس زيارة الرئيس السادات لمدينة طنطا عام ١٩٧١ بصحبة فضيلة الشيخ الشعراوي والشيخ محمد حجاب وكان اليوم الأول للاحتفال بالمولد النبوي وعقب إنهاء صلاة الجمعة، جلس الرئيس مع عامة الشعب وشاورهم بخوضه معركة أكتوبر ١٩٧٣ ومن هنا اتخذ قرار الحرب.

ويشير بإصبعه في زاوية من زوايا المقهى إلي مقعد متهالك قائلا: “المكان دا الشيخ الشعرواي كان بيحب يقعد فيه كل مرة ينزل لزيارة السيد البدوي”، مضيفا: أنه كان يفضل تناول “مشروب اليانسون” ويجلس مع عامة الشعب ويلقي عليهم بعض دروسه الدينية.

ويضيف ” نجيب” أنه في إحدي المرات قامت الفنانة الاستعراضية “تحية كاريوكا” بزيارة شيخ العرب وجلست علي المقهى  لتلقي التحية من معجبيها.

ويروي “محمود” أحد الجالسين، أنه رأي “العراب” أحمد خالد توفيق عدة مرات يتناول قهوته بعد الانتهاء من صلاة العصر بمسجد الأحمدي.

ويتابع “رمضان” البالغ من العمر ٧٥ عام، أنه اعتاد يوميا إلي المجئ لقراءة الفاتحة لسيد البدوي والتوجه إلي المقهى بصحبة أصدقائه والتسامر فيما بينهم حتي المساء.

ويختم حديثه قائلا بانفعال مختلط بتفاخر: “القهوة دي شهدت تاريخ مصر من أول ثورة ١٩١٩ لحد دلوقتي، هنا كنا بنتجمع عشان نعرف الأخبار من الراديو دا”.

تابع مواقعنا