الجمعة 19 أبريل 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

نجلتا “خاشقي”: “كان رجلًا معقدًا.. ولكنه ببساطة بابا”

القاهرة 24
سياسة
السبت 24/نوفمبر/2018 - 11:25 ص

“كان جمال خاشقجي رجلًا معقدًا، ولكن بالنسبة لنا-بناته- كان ببساطة “بابا”، بتلك الجملة استهلا ابنتا الصحفي جمال خاشقجي رزان ونهى، حديثهن عن والدهن في مقال لهن بصحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية.

وبينتا رزان ونهى في المقال أن عائلتهم كانت فخورة دائما بعمل خاشقجي، فهو كان رجل محبّ ذو قلب كبير، وتابعتا: “لقد أحببناه عندما كان يأخدنا في نهاية كل أسبوع إلى محل بيع الكتب، أحببنا النظر في جواز سفره، وفك رموز مواقع جديدة من صفحات مغطاة بطوابع الخروج والدخول، وأحببنا أن نحفر خلال سنوات المجلات الفخمة وقصص الجرائد التي تحيط بمنصبه”.

واستكملتا: “عندما كنا أطفالًا، كنا نعرف أيضًا والدنا كمسافر، عمله أخذه إلى كل مكان، لكنه كان دائمًا يعود إلينا بهدايا وقصص رائعة، كنا نسهر في الليالي نتساءل أين كان وماذا كان يفعل؟ وثقتنا كانت أنه بغض النظر عن المدة التي يقضيها في الخارج، كنا سنراه مرة أخرى”.

وتابعتا: “لقد نشأنا مع آبائنا ونحن نحب المعرفة، أخذونا إلى عدد لا يحصى من المتاحف والمواقع التاريخية، وبينما كان يقود سيارته من جدة إلى المدينة، كان أبي يشير إلى مناطق مختلفة ويخبرنا عن أهميتها التاريخية، أحاط نفسه بالكتب وكان يحلم دائمًا بالحصول على المزيد، وعلى الرغم من كل ما قرأه، لم يكن يضطهد أي رأي، واستوعب بالكامل الجميع، علمه حبه للكتب أن يشكل أفكاره الخاصة، وعلمنا أن نفعل الشيء نفسه”.

وأستطردتا: “كانت حياته عبارة عن سلسلة من التحولات والانعطافات غير المتوقعة، وكنا جميعًا في الرحلة نفسها. لا يستطيع الكثير من الناس القول بأنهم قد طردوا من الوظيفة نفسها مرتين بعد بضع سنوات، حيث كان أبينا رئيس تحرير صحيفة الوطن، لكن بغض النظر عما حدث، كان متفائلا، ورأى كل تحد فرصةً جديدةً”.

وقالتا رزان ونهى: “كان لدى أبي بالتأكيد جانب براجماتي، ولكن في أحلامه وطموحاته، كان يسعى دومًا إلى الحصول على نسخة خيالية من الواقع، كان من المهم للغاية بالنسبة له أن يتكلم، وأن يشارك آراءه، وأن يكون لديه مناقشات صريحة. والكتابة لم تكن مجرد وظيفة، بل كانت متأصلة في جوهر هويته، وحافظت عليه حقًا. الآن، كلماته تحافظ على روحه معنا، ونحن ممتنون لذلك. والناس يقولون: “هنا كان رجل عاش الحياة حقا على أكمل وجه.”

واسترجعتا ابنتا خاشقجي بعض الذكريات قائلتا: “عندما كنا في فيرجينيا خلال شهر رمضان، أظهر لنا والدنا العالم الذي بناه لنفسه خلال العام الماضي. قدمنا للأصدقاء الذين رحبوا به وأطلعنا على الأماكن التي يرتادها. ومع أنه كان مرتاحا بقدر ما جعله محاطا بمحيطه، فإنه ما يزال يتحدث عن شوقه لرؤية منزله وعائلته وأحبائه”، وتباعتا: “كما أخبرنا عن اليوم الذي غادر فيه المملكة العربية السعودية، وهو يقف خارج عتبة داره، متسائلًا عما إذا كان سيعود. بينما كان أبينا قد خلق حياة جديدة لنفسه في الولايات المتحدة، حزن على المنزل الذي غادره. خلال كل محاكماته وسفراته، لم يترك أبدا الأمل لبلاده”.

وشددتا: “إن والدنا لم يكن معارضًا سياسيًا، وإنما كان رجلًا يحب الخير لوطنه. والدنا اختار الكتابة كي يعود يومًا ما إلى وطن يكون بحال أفضل. نشعر بأننا قد أنعم الله علينا بروحه الأخلاقية، واحترامه للمعرفة والحقيقة، ومحبته”.

تابع مواقعنا