الخميس 25 أبريل 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

غياب القيادات المؤثرة يطرح التحدي الهام.. مستقبل حماس على المحك السياسي (تقرير)

القاهرة 24
سياسة
الثلاثاء 27/نوفمبر/2018 - 05:11 م

تتعدد الأسئلة الاستراتيجية والتحديات المرتبطة بالكثير من المنظمات الفلسطينية في ظل التغيرات والتحولات الحاصلة بالمنطقة الآن، ولعل أبرز وأهم هذه التحديات هو تحدي المستقبل.

 

واهتمت عدد من التقارير الصحفية الغربية أخيرا بهذه النقطة بالتحديد خاصة وأن الكثير من المنظمات الفلسطينية لا تمتلك بنيانا تنظيميا واضحا، أو خليفة يمكن ترشيحه في منصب الرئيس حال حصول تغيرات سياسية للكثير من قادة الفصائل.

 

وبات هناك اهتماما واضحا بالبنية التنظيمة والجيوسياسية لحركة حماس، وهو الاهتمام الذي نقلته بعض من الصحف سواء البريطانية أو الأمريكية وحتى الإسرائيلية على حد سواء.

وأخيرا نشرت صحيفة الواشنطن بوست تقريرا أشارت فيه إلى دقة الأوضاع في حركة حماس، وهو التقرير الذي اعتمدت فيه الصحيفة على الحديث مع عدد من المسؤولين في الحركة، بالطبع دون أن تذكر أسمائهم، الأمر الذي أثار جدلا واسعا على الساحة الفلسطينية.

 

ولعل تعامل حركة حماس مع تداعيات هذا التقرير يعكس شعورها بضرورة الرد على ما ورد به، حيث تحدث فيه مسؤولين من الحركة زاعمين أن هناك خلافات سياسية بين زعيم الحركة يحيى السنوار ورئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية بشأن عدد من القضايا والتحديات السياسية.

 

ومن بين هذه القضايا أسلوب التعاطي مع قضية الأسرى وعدم التنسيق بين جناحي الحركة، وهو ما يزيد من دقة هذا التقارير.

 

صحيح أن التقرير لم يذكر أسماء هؤلاء المسؤولين إلا أن تعاطي حركة حماس ونهجها السياسي بعد نشره يؤكد محاولتها راب أي صدع متوقع من الحركة ، حيث اجتمع السنوار مع هنية ليلة نشر التقرير ، عارضين صورهم وهم يتداولان والأهم يتباحثان في عدد من القضايا الداخلية ، الأمر الذي يؤكد أن الحركة التقطت الرسالة وبدأت في العمل على الرد عليها.

 

اللافت هنا أن منصات الحركة الإعلامية سواء من الصحف أو القنوات أو حتى حسابات التواصل الاجتماعي سعت إلى التعامل بجدية مع ما ينشر في وسائل الاعلام ويتعلق بملف الخلافات بين عناصر الحركة ، خاصة وأن الأمر لم يتوقف عند حد الحديث عن وجود خلافات بين إسماعيل هنية من جهة ويحيى السنوار من جهة أخرى ، بل أمتد الأمر ليصل للحديث عن وجود خلافات بين قادة الجركة إسماعيل هنية ويحيى السنوار من جهة وبين القياديين صالح العاروري وماهر صلاح نائبا رئيس المكتب السياسي من جهة أخرى، الأمر الذي دفع بالحركة للعمل على التعاطي وبحسم مع هذا الحديث عن ذلك التباين.

 

ومما زاد من دقة هذه القضية زعم بعض من التقارير الفلسطينية ذاتها إلى وجود هذا التباين ، خاصة مع تأكيد البعض  وجود خلافات ونزاعات بحركة حماس تهدف إلى السيطرة على مراكز القوى بين مختلف الجهات في الحركة.

 

ويظهر ما يشير إلى وجود هذه الخلافات داخل الحركة بشكل ضمني في وسائل الإعلام المتنوعة وبالأخص في العالم العربي ، إلا أن هذه التلميحات تتستر على نزاعات عميقة وعلاقات داخلية سيئة ومتوترة لا تخلو من اعتبارات سياسية ومعقدة.

 

وتعترف بعض من هذه التقارير بأن الحركة تمر بفترة عاصفة في تاريخها ، وهي الفترة التي تزداد دقة خاصة في ظل تعامل الحركة العسكري مع تداعيات الاحتلال والتصدي له ، فضلا عن محاولتها أيضا الوصول لصيغة توافقية لحسم محادثات المصالحة الفلسطينية المتعثرة مع حركة فتح.

وتتصاعد دقة هذه القضية مع ما طرحته بعض من المعاهد البحثية في العالم عن دقة هذا التباين وتزايده بسبب المواقف الدولية أو الإقليمية لقيادات الحركة وارتباطها بجهات معينة يؤدي التباين فيما بينها إلى تصاعد الخلافات.

 

ويشير معهد الشرق الأمريكي إلى دقة هذه القضية ، حيث تتهم عدد من الأطراف في حماس بعضها البعض بأنها تنتهج سلوكا يضر بالحركة ومصالحها الحيوية ـ وأشار المعهد إلى أن عدد من الأطراف بالحركة تتهم أطرافا أخرى بأنها تنتهج سياسات تخدم فقط الأطراف التي تخدمها وتدعمها سياسيا ، وتحديدا تركيا وإيران ، الأمر الذي ينعكس بصورة سلبية في النهاية على الحركة.

 

وفي ذروة كل هذا باتت هناك أسماء مهمة بالحركة يتم ذكرها في وسائل الاعلام ، وهي الاسماء التي يبدو أن قوتها السياسية دفعت بعدد من التقارير الصحفية للاهتمام بها.

 

ولعل أبرز هذه الاسماء هو القيادي بالحركة محمد نصر ، والذي تلقبه بعض من القيادات الفلسطينية بأنه مهندس العلاقات بين حركة حماس وإيران.

 

وتشير بعض من الدراسات إلى أن نصر يقف في قلب الخلافات الدائرة هذه الأيام في حماس.

ويقيم محمد نصر في قطر وهو شخصية مرموقة ومخضرمة في قيادة حماس ، وتولى في السابق سلسلة من المناصب الهامة في قيادة حماس بالخارج على مر السنين ، بالاضافة إلى كونه الساعد الأيمن لمسؤولين كبار في القيادة مثل خالد مشعل. ويرى البعض أنه الرجل المهم في الحركة والذي لا يعرف الكثيرون خطواته المقبلة ، الأمر الذي دفعهم بوصفه برجل سر الحركة.

 

مع ذلك قد تعرض نصر لضربه هزت مكانته القيادية في العام الماضي ، وذلك إثر ابتعاده عن قيادة الحركة في الخارج ، ليصبح أحد المقربين من إسماعيل هنية في قطاع غزة ، علما بأن أسلوب نصر الإشكالي الذي لا يراعي الحدود في تعامله مع الآخرين والذي سبق أن فرغ عمل القيادة في الخارج من مضمونها في بعض الأحيان كان قد جلب عليه انتقادات شديدة.

 

ويشهد مسؤول مقرب من قيادة حماس بأن الخلاف حواء أداء نصر بلغ أعلى مستوياته في قيادة الحركة وذلك خوفا من أضرار قد يلحقها سلوكة هذا بعلاقات الحركة الحساسة مع شركائها الاستراتيجيين مثل طهران التي تشكل سندا أساسيا لحماس في المجالينالعسكري والاقتصادي. ونوه المسؤول ذاته إلى أن المقربين من نصر لاحظوا تقليصا في حجم نشاط الأخير مؤخرا ، لكن لا يمكنهم الجزم في هذه المرحلة ما إذا كان الأمر يشير إلى تغيير طرا على مكانة نصر في حماس.

 

وعلى كل حال يرجح أن الأمر لن يكون نهاية قصة، حيث أن قيادة حماس يهمها إظهار التلاحم ووحدة الصف ولكن يبدو أن الخلافات الداخلية في الحركة لا يمكن كنسها تحت البساط.

تابع مواقعنا