صعيدية بـ100 راجل.. “مروة فتاة التروسيكل” تكشف طلب وهدية سرية من السيسي (حوار)
جلابية صعيدي وشال أسود قاتم، يد ناعمة وجسد آلف الشقاء، صوت المحرك يصرخ عاليا، بينما تبدأ “مروة” تحميل “التروسيكل” بجراكن المياه لتوزيعها على أهالي البعيرات في محافظة الأقصر، 26 عاما قضت بينهما 12 كاملة وهي تعمل حتى اصطبغت بالسمار، الفرن تارة والتروسيكل تارة ويبقى أكبر جرح في رجلها نتيجة الوقوع من أعلى “سقالة” البناء التي لم تمنعها كونها أنثى أن تعمل عليها لكسب قوت يومها.
وتقول “مروة” لـ”القاهرة 24″ في ثاني أيام لقاءها مع الرئيس عبد الفتاح السيسي، “أنا شغاله على التروسيكل زي مانا، الناس كلها فرحانه بيا، وكلوا بيسألني على الريس”، وانا كمان فرحانه بالشقة الجديدة اللي الريس وعدني بيها، بس برضو مش هبطل شغل، انا مش على رجلي نقش الحنه عشان ابطل”.
في سن الثانية عشرة، قررت الأسرة المكونة من 6 أفراد “4 بنات وزوجة وأب” خروج ابنتهم “مروة” من المدرسة، بكاء ونحيب في اليوم الأخير بين صديقاتها، وأمل الطلب الذي كان يراودها اصبح من الماضي، وما عليها سوى أن تنسى حلمها بيافطة كبيرة على باب منزلها مكتوب عليها بخط أسود عريض “الدكتورة مروة.. طبيبة نساء وولادة”.
ولأن الأحلام لا تنسى، تعكف “مروة” بشكل دائم على الكتابة على الترويسكل الخاص بها، منذ حصولها عليه أول مرة منذ سنوات، والذي جاء بالصدفة البحثة، عندما قام أحد جيرانها بالحصول على الترويسكل، فقرر أن يعطيه لها، ليشكل نقطة التحول في حياتها، ويكون عامل لتحقيق حلمها الأكبر وهو لقاء الرئيس.
بلهجة صعيدية تحكي مروة لـ”القاهرة 24″ : “يوم ما رنوا عليا قالولي الريس السيسي عايز يشوفك، مكنتش مصدقة “تضحك”، قده الريس مرة واحدة، تليفون يوديني لتلفون لحد ما حددوا المعاد، أهل البلد كل ما يشوفوني يقولوا على طلبات اوديها للريس، واللي عايز هدايا من مصر، بس انا عارفه الريس مشاغله كتير وهو عارف، وصلت القاهرة يوم التلات، ومصدقتش الا وانا داخل القصر”.
وتكمل:” أصريت اني ادخل للريس بلبس الشغل بالجلابية والقفطان، وهو قالي انك جميلة وانسانه عظيمة، وانه هيجهزني بنفسه لفرحي وهيعملوهولي في احسن مكان، وزي ما اداني الشقة وعدني كمان بهدية خاصة غيرها بعيد عن الاعلام، وقالي انه هيدعيني في مؤتمر الشباب الجاي”.
20 جنيها، هي يومية “مروة” على التروسيكل الذي ليس ملكها من الأساس، تمكنت من الاحتفاظ بكثير منهم للحفاظ على عادتها بشراء عروسة المولد، والتي تتناوب على شرائها سنويا، انتهى حلم التعليم بشكل أساسي لها حتى أنها رفضته من رئيس الجمهورية والذي عرض عليها استكماله، لكنها بقت حالمة بالعروسة البسيطة، ميقنة أنها مستمرة في الشقاء الذي ألفته ويجعلها سعيدة.
